الثلاثاء، 28 أغسطس 2018

النمنم - معجم الأساطير


النمنم 


قيل أنها دابة من جنس الحيوان وقيل أنهم أكلة لحوم البشر وفي الغالب أنهم أفارقة حسب اعتقادات الناس في الحجاز ، ويزعم البعض أنهم قد يعودون إلى فصيل من الأفريقين من قبيلة نيامي أو نياق قال عبد الله محمد ابكر في كتابه: (( دابة من جنس الحيوان ، والإشاعة عند أهالي مكة أنها فصيل من الأفريقيين الموغلة في الغابات أو ما يطلق عليهم من قبيلة نيامي أو نياق ، كانوا يأكلون اللحم نيئا وفي حالات المجاعة يلتهمون البشر وعندما شوهد بعض منهم بمكة يلتهمون أكباد الذبائح نيئة دون طبخ أو شواء سرت هذه الإشاعة . )) ([1]). 
ويذكرعبد العزيز عمر أبو زيد أن النمنم وحش بشري ذوبشرة سوداء شديدةالسواد كقطعة الليل المظلم ، رغم أن سماته ومظهره لا يختلف عن البشر ولكنه شر مستطير ومتسلط على بني البشر دون سواهم، ويتخذ جدة مسكناً له ، ومن الممكن أن يتخذ منها ممر عبور إلى مكة والمدينة ، فهي خرافة موسمية تنشط في موسم الحج حيث قدوم وفود الحجاج من إفريقيا التي هي مصدر قدوم النمانم  ([3])، ويذكر أيضا أن النمنم هو كائن من غير البشر ويشبه في مظهره البشرولا يوحي بأنه من غير جنسهم وهو يعيش على لحم البشر ، أي أنه حسب الخرافة القديمة وحش بشري مخيف إذا أختلى بأحد الساكنين فسوف يلتهمه ، وكان الناس يصفون النمنم بأنه طويل القامة تنتفي به صفة الإنسانية ، كما أن له بحسب الخرافة القديمة ذيل قصير في مؤخرته ، بينما يذكرالبعض أن له أقدام تشبه أقدام الحمير ، في حين تذكر نساء من المعاصرات لتلك الخرافة أن النمنم هو إنسان طبيعي لا يوجد اختلاف بينه وبين البشر وكان يفد إلى جدة ومدن الحجاز من دول أفريقية بهدف الإرتزاق والعمل في الخدمة ، ولكنه كان يأكل الدجاج الني في الحظائر فهم يعيشون على أكل اللحوم النيئة ولا يأكلون الطعام مطهيًا    ([4]) ، وينقل أبو زيد عن كتاب ( جدة حكايات من الزمن الجميل ) أنه أشيع في جدة في السبعينات أنه يوجد حيوان على شكل إنسان يفترس الأطفال وهذه الإشاعة صدرت عن أحد البحارة العاملين في خدمة باخرة قادمة من السودان حيث زعم أنه لاحظ أن أحد المسافرين له ذيل ولما أحس بانكشاف أمره أصبح يتهرب ويتنقل من موقع إلى آخر في الباخرة حتى رست الباخرة في جدة ونزل الحجاج جميعهم وفيهم هذا الكائن واختلط بالركاب فتم الإبلاغ عنه للسلطات وذاع الخبر وأصبح خبر النمنم منتشرًا بين الأهالي ([5]) .
وقد يكون هؤلاء النمنم ينسبون لبلاد الدمدم في غرب أفريقيا الذين يأكلون من وقع لهم كما يذكر المؤرخون والرحالة العرب ، قال النويري: (( حتى بلغ ملك الدمدم الذين يأكلون الناس ، فخرجوا إليه عراة بأيديهم العمد الحديد ، وخرج ملكهم على دابة وهو عظيم الخلق له قرون ، وكان جسيما أحمر العينين ، فظفر بهم فانهزموا إلى أوحال وأدغال فلم يتهيأ له أتباعهم فيها ))([2]) .
ومما يذكر هنا وفي أساطير أهل بغداد عن السعلو أنهم يذكرون ان هناك صياد يصيد في دجلة  اسمه ( حسين النمنم ) قد اختطفته السعلوةوأخفته في غار يقع على النهر شمالي مدينة بغداد وعاشرته فرزقت منه بولدين وعاد بعد ثلاث سنين فوصف لهمالسعلوةبأنها تشبه حيوان الغوريلا الآن !
وقد يكون هناك علاقة بين حسين النمنم او ابناءه بقصة النمنم المعروفة في الحجاز !
( انظر السعلو ، وانظر حسين النمنم ، وانظر مادة الدمدم  ) .

معجم الأساطير 



([1])حارات مكة ص 334 الطبعة الاولى 1428هـ - 2007م .
([2]) انظر نهاية الأرب في فنون الأدب ج15 ص 122 - الناشر: دار الكتب والوثائق القومية، القاهرة - الطبعة: الأولى، 1423 هـ ، وانظر كذلك : المسالك والممالك للبكري ج2 ص 883  دار الغرب الإسلامي  1992 م  ،  وانظر : نزهة المشتاق في أختراق الأفاق ج1 ص 116 عالم الكتب بيروت الطبعة الأولى 1409هـ  .
([3]) الأسطورة في مدينة جدة ، ص 140 ، 141 .
([4]) الأسطورة في مدينة جدة ، ص 140 .
([5]) الأسطورة في مدينة جدة ، ص 141 ، 142 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق