أبسو، أبزو [ الهاوية ، الأعماق]
( Apsou
)
أبسو تطلق على مياه
المحيطات العذبة في جوف الأرض ، واللفظة سومرية الأصل ، أما لدى الأكاديين عُرفت
بـ " ابزو " ولعلها تعني الهاوية أو الأعماق حيث يقع أبسو تحت سيطرة إله
المحيطات والأعماق إنكي ونفوذه ، ويطلق على معبده الرئيسي في أريدو اسم بين أبسو .
و" ابسو "
أحد ثلاثة آلهة بدائية ، منها تحدرت جميع الآلهة ( حسب ما تذكر الأساطير البابلية
) ، زوجته هي " تعامة " التي تمثل الماء المالح ، يتحدان معا في سكون
وفوقهما الضباب المنبعث منهما ممثلا الإله الثالث " ممُّو " ( مومو ) .
وقد اعتبر البابليون
" ابسو " يمثل إله العماء قبل الخلق ، ويقابله لدى العبرانيين "
تيحوم " Tehom ، فيعتبر "
ابسو " و " تيحوم " رمزان إلى العماء المائي ، أي إلى وضعية الماء
الكوني قبل تشكل الحياة ، وتذهب الأسطورة إلى أن
الإنسان خلق من طين أبسو وأن إيا – إنكي Ea-Enki قد قتل ( خصى ) أبسو وأخذ مكانه كإله للمياه
العذبة وأن مومو ( ممو ) سجنت في بيت شيد على جسده ، ويظهر
أن أسطورة الخلق الإغريقية قد تأثرت بهذه الأسطورة فقد عرف مثل هذا عند الإغريق.
وقد نظر السومريون إلى
" ابسو " على أنه مقر الآلهة حيث خُلق الإنسان الاول بناءُ على إرشادات " انكي
" – سيد هذا الماء ، وجاء في أسطورة الخلق البابلية
أن أبسو هو أبو البشر الذي وجد قبل خلق السموات والأرض ،
ويرد في ملحمة التكوين النص الأكادي ( إنوما إليش ) أن ( تيامات ) في الزمن الأول
قامت بمزج المياه المالحة ( مياه البحار ) بالمياه العذبة ( أبزو ) ، وبعد أن انتصر
الإله ( إيا / إنكي ) على ( أبزو ) سمي مكان سكناه باسم الإله المهزوم ( أبسو ) ([1])
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق