الثلاثاء، 2 أكتوبر 2018

أبسو ، أبزو - تمعجم الأساطير


أبسو، أبزو [ الهاوية ، الأعماق] ( Apsou


أبسو تطلق على مياه المحيطات العذبة في جوف الأرض ، واللفظة سومرية الأصل ، أما لدى الأكاديين عُرفت بـ " ابزو " ولعلها تعني الهاوية أو الأعماق حيث يقع أبسو تحت سيطرة إله المحيطات والأعماق إنكي ونفوذه ، ويطلق على معبده الرئيسي في أريدو اسم بين أبسو .
و" ابسو " أحد ثلاثة آلهة بدائية ، منها تحدرت جميع الآلهة ( حسب ما تذكر الأساطير البابلية ) ، زوجته هي " تعامة " التي تمثل الماء المالح ، يتحدان معا في سكون وفوقهما الضباب المنبعث منهما ممثلا الإله الثالث " ممُّو " ( مومو ) .
وقد اعتبر البابليون " ابسو " يمثل إله العماء قبل الخلق ، ويقابله لدى العبرانيين " تيحوم " Tehom ، فيعتبر " ابسو " و " تيحوم " رمزان إلى العماء المائي ، أي إلى وضعية الماء الكوني قبل تشكل الحياة  ، وتذهب الأسطورة إلى أن الإنسان خلق من طين أبسو وأن إيا إنكي Ea-Enki قد قتل ( خصى ) أبسو وأخذ مكانه كإله للمياه العذبة وأن مومو ( ممو ) سجنت في بيت شيد على جسده ، ويظهر أن أسطورة الخلق الإغريقية قد تأثرت بهذه الأسطورة فقد عرف مثل هذا عند الإغريق.
وقد نظر السومريون إلى " ابسو " على أنه مقر الآلهة حيث خُلق الإنسان الاول بناءُ على إرشادات " انكي " سيد هذا الماء ، وجاء في أسطورة الخلق البابلية أن أبسو هو أبو البشر الذي وجد قبل خلق السموات والأرض ، ويرد في ملحمة التكوين النص الأكادي ( إنوما إليش ) أن ( تيامات ) في الزمن الأول قامت بمزج المياه المالحة ( مياه البحار ) بالمياه العذبة ( أبزو ) ، وبعد أن انتصر الإله ( إيا / إنكي ) على ( أبزو ) سمي مكان سكناه باسم الإله المهزوم ( أبسو ) ([1])



([1]) قاموس الآلهة والأساطير ، ص 59 ، 60 .
 وانظر : معجم الحضارات السامية ، ص 39 .
 وانظر : موسوعة ميثولوجيا وأساطير الشعوب القديمة ص 129 .
وانظر : معجم الفولكلور ص 9 .
 وانظر : معجم ديانات وأساطير العالم ج 1  ص 106 ، 107 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق