الأربعاء، 29 يناير 2020

السؤال ( 302 ) : وعن كان وكان ( كاوه وكيومري ) ؟ ( اسئلة الجاحظ التربيعية )



302 - وعن كان وكان ؟ ( كاوه وكيومرث )


لم أجد ( كان وكان ) ولعل هناك تصحيف ! ولم أجد ( كلوه ) ولعل في الكلمة تصحيف ! وقد ذكر شارل برت في تحقيق لرسالة التربيع ( كاوه وكيومرث ) .

إلا أن المسعودي يذكر كاه وجاي ، يقول المسعودي في التنبيه والإشراف ( وللفرس غير هذين الخطين الذين أحدثهما زرادشت خمسة خطوط منها ما تدخله اللغة النبطية، ومنها ما لا تدخله، وقد أتينا على شرح جميع ذلك، وما ذكروا له من المعجزات والدلائل والعلامات، وما يذهبون اليه في الخمسة القدماء عندهم «أورمزد» وهو الله عز وجل و «أهرمن» وهو الشيطان الشرير، و «كاه» وهو الزمان، و «جاى» وهو المكان، و «هوم» وهو الطينة والخميرة وحجاجهم لذلك، وعلة تعظيمهم للنيرين وغيرهما من الأنوار، والفرق بين النار والنور، والكلام في بدء النسل، وما كان من «ميشاه» وهو مهلا بن كيومرت، ومن «ميشانى» وهو مهلينة بنت كيومرت، وان الناس من الفرس يرجعون في أنسابهم إليهما ) ([1]) .
ولعل الكلمة الصحيحة هي ( كاه ) وهو الزمان ، و( جاي ) وهو المكان .
أما كيومرث ( كيومرت ) أو جيومرث ( جيومرت ) فهو أول ملك لدى الفرس واول من خلق الله حسب زعمهم ويعني اسمه ابن الطين ويقال الحي الناطق وهو عندهم أول النسب وقد اتفق الفرس كما يذكر ابن خلدون([2]) ، أنه هو آدم الذي أول الخليقة ، وأنه أول من ابتعثه أورمزد إلى الأرض وأنه كان يستنشق النسيم ثلاثة آلاف سنة ثم أخرجه في قامة ثلاثة رجال وأن أبليس ( أهرمن ) كاد له ثلاثين سنة ، ويقال أن خلق رجل اسمه كيومرث وحيوان اسمه ثور فقتلهما فنبت من مسقط ذلك الرجل ريباس وخرج من أصل ريباس رجل يسمى ميشة وامرأة تسمى ميشانة وهما أبو البشر ونبت من مسقط الثور الأنعام وسائر الحيوانات ([3]).
ويزعمون أن مبدأ تكونه وحدوثه أن يزدان وهو الصانع الأول عندهم أفكر في أمر أهرمن وهو الشيطان عندهم فكرة أوجبت أن عرق جبينه فمسح العرق ورمى به فصار منه كيومرث، وويقال أن كيومرث مكث في الجنة ثلاثة آلاف سنة ثم هبط إلى الأرض فكان أمنا مطمئنا ثلاثة آلاف سنة أخرى ثم مكث بعد ذلك ثلاثين أو أربعين سنة في خصام وحرب مع أهرمن هتى هلك .
ويقال أنه كان بينهما صراع كان الغالب فيه كيومرث وأنه قتل ابن أهرمن ويسمى خزورة ويقال أن كان وأن ركب أهرمن وجعل يطوف به العالم إلى أن سأله أهرمن ما هو الشيء الذي يخافه فذكر له كيومرث أنه باب جهنم فلم بلغ اهرمن باب جهنم جمح به فسقط كيومرث ولم يستمسك فعلاه أهرمن وسأله عن أي جزء يبدأ بأكله فقال من رجله لينظر إلى حسن العالم قبل موته فبتدأ يأكل من رأسه وعندما وصل إلى خصيته وأوعية المني قطر من كيومرث قطرتا نطفه على الأرض فنبتت منها ريباستان في جبل باصطخر يعرف بجبل دام داذ ثم ظهرت على تيك الريباستين الأعضاء البشرية فتصور منهما بشران ذكر وأنثى وهما ميشي وميشانة وهما بمنزلة آدم وحواء وعند المليين ويقال لهما أيضا ملهى وملهيانة ويسميها مجوس خوارزم مرد ومردانه ([4]).
وفي من هامش الملل والنحل للشهرساتتي تحقيق أحمد فهمي محمد: ( كيومرت أوجيومرت أول من ملك العالم وكان قد سخر الله له جميع الجن والأنس وخصه من عنايته بمزبد من القوة والشهامة وروعة الجلالة وبها المنظر ، وهو أول من لبس جلود السباع ، وكان كل يوم يحضر الجن والأنس ببابه وويصطفون صفوفا على رسم الخدمة له ، ومعنى كيومرت عند الفرس ابن الطين ، والسهلي ضبطه بجيم مكان الكاف ، والظاهر أن الحرف بين الجيم والكاف والفرس كلهم متفقون على أن كيومرت هو آدم الذي هو أول الخليقة وكان له ابن اسمه منشا ولمنشا سيامك ولسيانك إفروال ومعه أربعة بنين وأربع بنات ، ومن إفروال كان نسل كيومرت والباقون انقرضوا فلا يعرف لهم عقب ، ومنشا هو شيث . وقال بعض علماء الفرس إن كيومرت هو كومر بن يافث بن نوح وأنه كان معمرا ، ونزل جبل دنياوند من جبال طبرستان وملكها ثم ملك فارس وعظم أمره وأمر بنيه حتى ملكوا بابل ، وقيل إن كيومرت هو الذي بنى المدن والحصون واتخذ الخيل وتسمى بآدم وحمل الناس على دعائه بذلك وأن الفرس من عقب ولده ماداي ولم يزل الملك في عقبهم في الكينية والكسروية إلى آخر أيامهم ( الشاهنامة أو ص 13 ابن خلدون أول ص 227 – 228 )  )([5]).
وفي مروج الذهب يذكر أنه أول ملوكالفرس وتنوزع فيه فمنهم من زعم أنه ابن آدم والأكبر من ولده ومنهم من زعم وهم الأقل أنه أصل النسل وينبوع الذرة ، وقيل أنه أميم بن لاوذ بن إرم بن سام بن نوح لأان أميم أول من حل بفارس من ولد نوح ، وكان كيومرث ينزل بفارس والفرس لا تعرف طوفان نوح ، ويذكر ن كيومرث أكبر أهل عصره والمقدم فيهم وكان أول ملك نصب في الأرض وانه اختير من أجل مكافحة الفساد لصفاته الجسديه والخلقية وأن الناس ساروا إلى كيومرث بن لاوذ وطلبوه أن يكون ملكا عليهم فأجابهم وأنه خطبهم لأن يشكروا ما هم عليه من نعم ويعدهم بالعدل ، وذكر المسعودي أنه أول من أمر بالسكوت عند الطعام وفي النهاية يقول المسعوددي: ( وقد تنوزع في مقدار عمر كيومرث هذا فمن الناس من رأى أن عمره ألف سنة، دون ذلك، وللمجوس في كيومرث هذا خطب طويل في أنه مبدأ النسل، وأنه نبت من نبات الأرض، وهو الريباس، هو وزوجته، وهما شابة ومنشابة وغير ذلك مما يفحش إيراده، وما كان من خبره مع إبليس، وقتله إياه، وكان ينزل إصْطخْر فارس، وكانت مدة ملكه أربعين سنة، وقيل: أقل من. ذلك.  )([6]) .
وفي البدأ والتاريخ أن الله خلق الإنسان في سبعين " يوما وسماه كيومرث وأنه كان في جبل يسمى كوشاه ولم يزل يعمل الخير والعبادة ، وكان في سياحته ثلاثين سنة ثم طعنه إبليس فقتله فسال من طعنته دمه وصار ثلاثة أثلاث فثلث منه أخذته الشياطين وثلث أمر الله روشنك الملك أن يأخذه ويصونه وثلث قبلته الأرض فصارت محفوظة أربعين سنة ثم أنبت الله منه نباتا كهيئات الريباس وظهر في وسط ذلك النبات صورتان ملتفان بورق ذلك النبات  أحدهما ذكر والآخر أنثى واسم الذكر منها ميشي واسم الأنثى ميشانه ومرتبة هذين عند الفرس مرتبة آدم وحواء عند أهل الكتاب وسائر الأمم " ([7]) .
أما ابن خلدون فيذكر ان الفرس تتفق أنكيورمت هو آدم الذي هو أول الخليقة وأن له ابن اسمه منشا ولمنشا سيامك ولسيامك أفروال ومعه أربعة بنين وأربع بنات ومن أفروال كان نسل كيومرت ، وأنه لأفروال ولد أوشهنك بيشداد ، وذكر عن الطبري أنه أول حاكمبالعدل وأن أفروال ورث ملك كيومرت وملك الأقاليم السبعة ، ويذكر ابن خلدون أن بعض علماء الفرس يقول أن كيومرت هو كومر بن يافث بن نوح وأنه كان معمرا ونزل جبل دنباوند من جبال طبرستان وملكها ثم ملك فارس وعظم أمره وأمر بنيه حتى ملكوا بابل، وأن كيومرت هو الذي بنى المدن والحصون واتخذ الخيل وتسمى بآدم وحمل الناس على دعائه بذلك وان الفرس من عقب ولده ماداي ولم يزل الملك في عقبهم ،  ([8]).
وبينما في الشهنامة للفردوسي أن لجيومرت الملك ابن يدعى سيامك أحبه حبا شديدا ورباه تربيه جديرة بالملوك وأبعده عن كل أعمال الجن والسحر غير أنه ظهر له عدو من الجن أخذ يتبعه بقصد إهلاكه فلما علم بذلك سيامك قرر محاربة ذلك الجني غير أن الجني استطاع قتل سيامك فلم علم الملك جيومرت بموت وحيده حزن لذلك وكان لسيامك ولد يدعى أوشهنج سمه جيومرت مقاليد الملك فقررا معا قتل ذلك الجني وبعد معارك ضارية استطاعت جيوش جيومرت وحفيده من الجن والحيوانات الضارية أن تقتل ذلك الجني ومات جيومرت بعد ثلاثين سمنة من الملك وخلف من بعده حفيده اوشهنج . ([9]).
معجم أعلام الأساطير والخرافات : ( والد البشر في الأساطير الفارسية . راجع جايومارت . ) ([10]) .
معجم ديانات وأساطير العالم : الإنسان الأول والبطل الشعبي في الأساطير الفارسية الذي خلقه إله الخير أهورامزدا وفي النهاية قتله الروح الشرير أهرمان . يظهر جيومرت في الملحمة الفارسية " الشاهنامة " للفردوسي بوصفه أول ملك على العالم واسمه يعني الملك العظيم ولقد كان يعيش في الجبال ويرتدي جلود الحيوانات وتلتف الحيوانات حول عرشه لتحيته وكان له ابن يحبه كثيراً هو سياسيك ، ولقد وجد الفردوسي جيومرت في الأساطير الفارسية القديمة التي تقول إن الإنسان الأول خلق في نفس اللحة التي خلق فيها الثور السماوي ولقد هبط الشيطان أهرمان عليهما – الإنسنا الأول والثور السماوي – وقتلهما معاً ، غير أن بذور ( قطرات من نطفة ) جيومرت سقطت على الأرض وكذلك بذور الثور السماوي ومن بذور جيومرت نمت شجرة ريباستان وهو نبات الواند الصيني – وهي الشجرة التي خرج منها أول زوجين بشريين وهما مشيا ومشانة ومن بذور الثور السماوي نشأت كل أنواع الحيوانات . وكثيراً ما يظهر جيومرت في الآثار الفنية الفارسية وهو يرتدي جلود الحيوانات ويعلم شعبه فنون الحضارة([11]) .


([1])المسعودي ، التنبيه الاشراف ، ص 81 ، دار الصاوي ، القاهرة.
([2])انظر تاريخ ابن خلدون (ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر ) ج2 ص 181 –تحقيق : خليل شحادة ، ط 2 ( بيروت،دار الفكر ،  1408هـ / 1988م ) .
([3])انظر الملل والنحل ص 261 ، 262 ، دارالكتب العلمية،بيروت، الط1، 1413هـ / 1992م .
([4]) أبو حامد المدائني ، شرح نهج البردة ، ج1  ص 105 ، 106 ، ط1 ، دار الكتب العلمية .
([5])من هامش الملل والنحل للشهرستاني تحقيق أحمد فهمي محمد ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، ط2 ، 1413هـ ، ص 261 1992م ] ، وانظر كذلك ابن خلدون في تاريخه ج2 ص 177 ، 178 ، ، ط1 ، دار الكتب العلمية .
([6])مروج الذهب ج1 ص 222  ، المكتبة الإسلامية ، بيروت .
([7]) انظر البدء والتاريخ ج 2 ص 77 ، مكتبة الثقافة الدينية ، بور سعيد .
([8])انظر تاريخ ابن خلدون ، ج 2 ص  182 ، ط2 ، دار الفكر   .
([9])انظر الشاهنامة للفردوسي ، ترجمة سمير مالطي، دار العلم للملايين، ط2، 1979 م .
([10]) معجم أعلام الأساطير والخرافات ص 280 .
([11]) انظر معجم ديانات وأساطير العالم ج 2 ص 22 ، 23.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق