نار الاستسقاء ( نار الأستمطار )
أحدى النيران التي عرفت
عند العرب وهي نار للإستسقاء ، ومن أوابد العرب في الجاهلية ، وكانوا إذا تتابعت
عليهم الأزمات واشتد الجدب واحتاجوا إلى الأمطار ، يجمعون لها بقراً معلقة في أذنابها
وعراقيبها السلع والعشر وهما ضربان من الشجر ويصعدون بها إلى جبل وعر ويشعلون فيها
النار ويضجون بالدعاء والتضرع وكانوا يرون ذلك من الأسباب المتوصل بها إلى نزول
الغيث يقول الوديك الطائي :
لا درّ درّ رجال خاب
سعيهم،
يستمطرون لدى الأزمات
بالعشر!
أجاعل أنت بيقورا
مسلّعة
ذريعة لك بين الله
والمطر؟
وقال أمية بن أبى
الصّلت :
ويسوقون باقر السّهل
للطّو
د مهازيل خشية أن
تبورا.
عاقدين النّيران فى
بكر الأذ
ناب منها، لكى تهيج
النّحورا.
سلع ما ومثله عشر ما
عائل ما وعالت الببقورا ([1]).
وقال
القلقشندي: (( كانوا في الجاهلية الأولى إذا احتبس المطر جمعوا البقر وعقدوا في
أذنابها وعراقيبها السّلع والعشر ويصعّدون بها في الجبل الوعر، ويشعلون فيها
النار، ويزعمون أن ذلك من أسباب المطر، قال الشاعر : .
أجاعل
أنت بيقورا مسلّعة
وسيلة
منك بين الله والمطر ))([2]) .
وقال
الجاحظ في الحيوان: (( ونار أخرى، وهي
النّار التي كانوا يستمطرون بها في الجاهليّة الأولى؛ فإنهم كانوا إذا تتابعت
عليهم الأزمات وركد عليهم البلاء، واشتدّ الجدب، واحتاجوا إلى الاستمطار، اسجمعوا
وجمعوا ما قدروا عليه من البقر، ثمّ عقدوا في أذنابها وبين عراقيبها، السّلع والعشر
، ثمّ صعدوا بها في جبل وعر، وأشعلوا فيها النيران، وضجوا بالدعاء والتضرع. فكانوا
يرون أنّ ذلك من أسباب الشّقيا. ولذلك قال أميّة
:
سنة
أزمة تخيّل بالنّا
س ترى
للعضاه فيها صريرا
إذ
يسفّون بالدّقيق وكانوا
قبل
لا يأكلون شيئا فطيرا
ويسوقون
باقرا يطرد السّه
ل
مهازيل خشية أن يبورا
عاقدين
النّيران في شكر الأذ
ناب
عمدا كيما تهيج البحورا
فاشتوت
كلها فهاج عليهم
ثمّ
هاجت إلى صبير صبيرا
فرآها
الإله ترشم بالقط
ر
وأمسى جنابهم ممطورا
فسقاها
نشاصه واكف الغى
ث
منهّ إذ رادعوه الكبيرا
سلع
ما ومثله عشر ما
عائل
ما وعالت البنقورا
هكذا
كان الأصمعيّ ينشد هذه الكلمة، فقال له علماء بغداد: صحفت، إنما هي البيقور،
مأخوذة من البقر . ))([3]) .
ويقول
جواد علي: (( وكانت العرب إذا أجدبت، وأمسكت السماء عنهم، وتضايقوا من انحباس
المطر، وأرادوا أن يستمطروا، عمدوا إلى السلع والعشر، فحزموهما، وعقدوهما في أذناب
البقر، وأضرموا فيها النيران، وأصعدوها في موضع وعر، واتبعوها، يدعون الله
ويستسقون، وإنما يضرمون النار في أذناب البقر تفاؤلا للبرق بالنار. وكانوا
يسوقونها نحو المغرب من دون الجهات . ويقال لهذا الفعل "التسليع".
وذكر
أن التسليع في الجاهلية إنهم كانوا إذا أسنتوا، أي أجدبوا، علقوا السلع مع العشر
بأذناب البقر وحدروها من الجبال وأشعلوا في ذلك السلع والعشر النار يستمطرون
بذلك. ))([4]) .
من كتابي ( معجم الأساطير )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق