الأحد، 5 يناير 2020

الدوال باي، الذوال باي ، دوالباي - معجم الأساطير


الدوال باي، الذوال باي ، دوالباي

في التراث العربي القديم هم نتاج مركب ما بين بعض النبات والحيوان مثلهم مثل الواق واق كما يذكر الجاحظ ، وذكروا أن أمة كانت في الأرض، فأمر الله تعالى الملائكة فأجلوهم، ويقال أنهم جنس هندي يزعمون أنه له أرجلا دقيقة مرنة شبيهة بالسور، فهو كسيح يتحين فرصة العثور على المسافرين ويلح عليهم ليحملوه ، ويروى عن أبي هريرة رضي الله عنه أنهم من نوع المالوف وهم أناس لا يطاوعهم أرجلهم ويسمون دوال باي ، ويعرفون بـ ( دوالباي ) و ( دوال باي ) و ( الذوال باي).
ويربط الجاحظ بين الدوال باي والنسناس في حديثه عن هذا الجنس وقد عرف عند الفرس أن النسناس نوع من الشياطين الذي يعيش على ضفاف الأنهار ويعرض للمسافرين على شكل شيخ هرم طالبا المعونة لعبور مجرى النهر فإذا حمله المسافر على كتفه وبلغ به وسط النهر شد النسناس على عنقه وأهلكه ، وهو شبيه لما يرف في ألف ليلة وليلة وفي قصة السندباد بالتحديد  .
وقد ذكرهم الجاحظ في الحيوان وقال أنهم نتاج ما بين بعض النبات والحيوان يقول الجاحظ : (ما زعموا في النسناس وغيره وزعموا أن النسناس تركيب ما بين الشق والإنسان، ويزعمون أن خلقا من وراء السد تركيب من النسناس، والناس، والشق، ويأجوج ومأجوج، وذكروا عن الواق واق والدوال باي أنهم نتاج ما بين بعض النبات والحيوان، وذكروا أن أمة كانت في الأرض، فأمر الله تعالى الملائكة فأجلوهم؛ وإياهم عنوا بقولهم: " أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك " ، ولذلك قال الله عز وجل لآدم وحواء: " ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين " ،فهذا يدل على أن ظالما وظلما قد كان في الأرض. ) ([1]) .
كما أسماه الذوال باي يقول الجاحظ في الحيوان : ( وسمع بعض الجهال قول الحسن : ذهب الناس وبقيت في النسناس فجعل النسناس جنسا على حدة وسمع آخرون هم أجهل من هؤلاء قول فجعل النسناس جنسا على حدة وسمع آخرون هم أجهل من هؤلاء قول الكميت : نسناسهم والنسانسا فزعموا أنهم ثلاثة أجناس : ناس ونسناس ونسانس هذا سوى القول في الشق وواق واق وذوال باي وفي العدار وفي أولاد السعالي من الناس وفي غير ذلك مما ذكرناه في موضعه من ذكر الجن والإنس .
 وقد علم أهل العقل أن النسناس إنما وقع على السفلة والأوغاد والغوغاء كما سموا الغوغاء الجراد إذا ألقى البيض وسخف وخف وطار ) ([2]) .
وفي تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن : (وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أنّ الله تعالى خلق الخلق أربعة أصناف:الملائكة، والشياطين، والجنّ، والإنس، ثمّ جعل هؤلاء عشرة أجزاء، تسعة منهم الملائكة، وواحد الثلاثة الباقية، ثمّ جعل هذه الثلاثة، عشرة أجزاء، تسعة منهم الشياطين، وجزء واحد الجنّ والإنس، ثمّ جعلهما عشرة أجزاء، فتسعة منهم الجنّ، وواحد الإنس، ثمّ جعل الإنس مائة وخمسة وعشرين جزءا، فجعل مائة جزء في بلاد الهند، منهم ساطوح، وهم: أناس رؤوسهم مثل رؤوس الكلاب، وماسوخ وهم: أناس آذانهم كآذان الفيلة، ومالوف، وهم: أناس لا يطاوعهم أرجلهم، يسمّون دوال باي، ومصير كلّهم إلى النار. ) ([3]).
وفي هامش رسائل الجاحظ يقول عبد السلام هارون  وهو يعرف بالدوال باي  : (  زعموا فيه كما زعموا في سابقه [ أي أنه كالواق واق أي نتاج ما بين نبات وحيوان ] . الحيوان 1 : 189 و 7 : 178 وفي معجم استينجاس 539 أن " دوال باي " يطلق على جنس هندي يزعمون أنه له أرجلا دقيقة مرنة شبيهة بالسور ، فهو كسيح يتحين فرصة العثور على المسافرين ويلح عليهم ليحملوه  ) ([4]) .
و يشبه هذا قصة السندباد مع الشيخ الكسيح الذي حمله في قصص ألف ليلة وليلة: ( ثم قمت على حيلي ومشيت بين تلك الأشجار ساقية على عين ماء جارية وعند تلك الساقية شيخ جالس مليح، وذلك الشيخ مؤتزر بإزار من ورق الأشجار فقلت في نفسي لعل هذا الشيخ طلع إلى هذه الجزيرة وهو من الغرقى الذين كسر بهم المركب، ثم دنوت منه وسلمت عليه فرد الشيخ علي السلام بالإشارة ولم يتكلم، فقلت له يا شيخ ما سبب جلوسك في هذا المكان فحرك رأسه وتأسف وأشار لي بيده يعني احملني على رقبتك وانقلني من هذا المكان إلى جانب الساقية الثانية فقلت في نفسي اعمل مع هذا معروفا وأنقله إلى المكان الذي يريده لعل ثوابه يحصل لي فتقدمت إليه وحملته على أكتافي وجئت إلى المكان الذي أشار لي إليه وقلت له انزل على مهلك فلم ينزل عن أكتافي وقد لف رجليه على رقبتي فنظرت إلى رجليه فرأيتهما مثل جلد الجاموس في السواد والخشونة ففزعت منه وأردت أن أرميه من فوق أكتافي فقرط على رقبتي برجليه وخنقني بهما حتى اسودت الدنيا في وجهي وغبت عن وجودي ووقعت على الأرض مغشيا علي مثل الميت فرفع ساقيه وضربني على ظهري وعلى أكتافي فحصل لي ألم شديد فنهضت قائما به وهو راكب فوق أكتافي وقد تعبت منه فأشار لي بيده أن ادخل بين الأشجار فدخلت إلى أطيب الفواكه وكنت إذا خالفته يضربني برجليه ضربا أشد من ضرب الأسواط . ) ([5]) ، ويذكر السندباد أن البحارة قد أخبروه بان هذا هو ( شيخ البحر ) ([6]).
ومما يذكر هنا انه عرف عن الفرس النسناس وهو من الشياطين الذي يعيش على ضفاف الأنهار ويعرض للمسافرين على شكل شيخ هرم طالبا المعونة لعبور مجرى النهر فإذا حمله المسافر على كتفه وبلغ به وسط النهر شد النسناس على عنقه وأهلكه ([7]) .
وقد يكون الدوال باي نفسه مايعرف في الخليج بـ ( أبو درياه ) (أي ملك البحر ) وقد ذكر السندباد أن البحارة يسمونه ( شيخ البحر ) .
انظر مادة ( شيخ البحر ) ، ومادة ( النسناس ) .


([1]) الحيوان ج 1 ص 189 ، تحقيق عبد السلام محمد هارون ، دار إحياء التراث العربي.
([2]) الحيوان ج 7 ص 178 ، إحياء التراث العربي.

([3]) محمد أمين الهرري ، تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن ، ج 1 ص  58، ط1 ( بيروت ، دار طوق النجاة ، 1421هـ / 2001م ) .

([4]) رسائل الجاحظ تحقيق عبد السلام هارون ج2 / ص 374 . كتاب البغال ، دارالجيل، بيروت، ط1،  1411هـ / 1991م
([5]) ألف ليلة وليلة ج3 ص 180 وما بعدها ، المكتبة الثقافية ، بيروت .
([6]) ألف ليلة وليلة ج3 ص 183 وما بعدها ، المكتبة الثقافية ، بيروت .
([7]) انظر الجن في الشعر الجاهلي ص 30 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق