السبت، 1 سبتمبر 2018

حديدون ( حكاية حديدون = قصة البقيرة )


حديدون ( حكاية حديون = قصة البقيرة )



الراوي : حكاية يرويها مفرج السيد .
الحكاية :
والحكاية تتكون من جزئين الأول تحكي قصة البقيرة وأبناءها الثلاثة عندما تتركهم في المنزل فيأتي الذئب ( السعلوة ) ويستطيع أن يأكلهم بعد عدة محاولات للاحتيال عليهم وذلك بتقليد صوت أمهم .
وتعود الأم ولا تجد أبناءه فتبحث عنهم فيدلها بعض الجمالة عن مكان الذئب فتضربه في بطنه وتقتله ويخرج أبناءه فرحين .
أم الجزء الثاني من الحكاية فقد سجلناه في مادة ( حديدون ) ([1]) .
وهي على النحو التالي :

حديدون :


أو حديدان أو حديدوان ، بطل أحد القصص الشعبية التي تنتشر في مناطق مختلفة من العالم العربي ، والقصة تحكي قصة الصراع الذي يجري ما بين حديدون والغولة بعد أن أكلت الغوله أخوانه ، وفي النهاية يستطيع حديدون أن يتغلب على الغولة [ أنظر مادة ( البقيرة ) ] .
والقصة تنتشر في مواضع متفرقة من العالم العربي فهي معروف في نجد فقد ذكرها العبودي تحت اسم (حديدون والسعلوة ) ([1]) ، وهي معروفة في العراق([2]) ، وفي المغرب وتحت اسم ( القزم حديدان الحرامي ) ([3]) .
والقصة تنتشر في مواضع متفرقة من العالم العربي فهي معروف في نجد فقد ذكرها العبودي تحت اسم (حديدون والسعلوة ) ([1]) ، وهي معروفة في العراق([2]) ، وفي المغرب وتحت اسم ( القزم حديدان الحرامي ) ([3]) .
وفي اعتقادي هذه الحكاية وبطلها حديدون قديمة وقد تعود إلى مئات السنين ، ولست استبعد أن تكون هذه الحكاية وبطلها تعود إلى فترة ما قبل  ارتحال بني هلال وبني سليم للمغرب العربي في منتصف القرن الخامس الهجري ، واستنتاجنا هذا مبني على انتشار هذه الشخصية في الكثير من الأقطار العربية من الخليج إلى المحيط ، أو أن ان هناك مصدر أدبي مجهول قد أورد هذه الحكاية في العصر الحديث فانتشرت هذه الحكاية في كل تلك الأقطار  .



([1])  محمد بن ناصر العبودي ، مأثورات شعبية ، ص 278 – 282 ،ط2 ( الرياض، دار الثلوثية للنشر، 1431هـ ) .
([2]) القصص الشعبي العراقي في ضوء المنهج المورفولوجي لداود الشويلي ص 32 – 36 .
([3])  حكايات من الفولكلور المغربي لشكري ياسر  ، ج 1 ص 344 ، وكذلك  القصة الشعبية في منطقة سطيف ، التشكل الفني والوظيفي ، بحث لمبرود دريدي .


أبرز الوحدات السردية :
إنقاذ الضحايا من بطن المبتلع ( F913 )؛ العنزة المدربة جيداً لا تفتح الباب للذئب [ الضبع ] ( J144 ) ؛ الذئب يأتي في غياب الأم ويلتهم صغارها ( K971 ) .
التعليق والمقارنة :
الحكاية من ضمن النمط رقم ( 123 ؛ 2032 ) وتعرف عالمياً بالحكايات " الذئب والعنزات ( الجديان ) " سبلة الديك " ، ومن الحكايات المشابهة من فلسطين " العنزة العنيزية " عند السارسي ، و " العنزة العنيزية " عند سرحان   و " المعزاة الشجاعة " ، و " المعزاة والغول " عند اسطفان ، وفي تونس " همكم وزمزم "  ([2]).
إن الحكايتين قد دمجا في حكاية واحدة والحكاية في جزؤها الأول شبيه لحكاية ( يا وليدي يا محمد ) عند عبده خال ونرى شبيه لهذه الحكاية عند الجهيمان في حكايته  ( أبو الحصين والضبعة ) وقد أوردنا الكثير من الحكايات المشابهة في مادة ( أبو الحصين والضبعة ) ومن حكاية ( الذئب والعنزات السبع الصغار ) عند الأخوين جريم .
سبق أن ذكرنا من قبل وفي حكاية الجهيمان ( أبو الحصين والثعلب )  أن الثعلب هو من يحتال على أبناء الضبعة ، بينما يذكر مفرج السيد في الحكاية أن الذي يحاول أن الذي يريد افتراس أبناء البقيرة ( أو العنزة في بعض الروايات الأخرى ) هو الذئب فيما تورد حكاية أخرى سمعت بها أن من يقوم بذلك هي السعلوة ( الغولة ) ويذكر نمر سرحان مثل ذلك حيث يذكر أن الغول وهو رمز للشرير المفترس الذي يعيش على اختلاس مال الناس في غياب العنزة المكافحة فيذهب في غيبتها ويقلد صوت العنزة .. الخ ([3]) .
ومن المواقف التي نراها في الحكاية والتي تنتشر في القصص الشعبي هو خروج الأطفال أو الضحايا من بطن الذئب رغم افتراسه لهم ، فنرى هذا الموقف في الحكاية المصرية (المعزة وأطفالها الثلاثة) فقد نطحت المعزة الديب بقرونها وراحت مفرقعة على طول ونزلوا المعز الصغار وهم بيقولوا " ماء ماء كلنا عصيده حلوه ماء "، وفي رواية أخرى: جت المعزة وضربت بطن الغولة فخرج حمحم وزمزم وقالوا لها: " كلنا عصيده بسمنه وسكر "([4])، و نرى هذا الموقف بشكل عام أيضا في قصة (ذات المنديل الأحمر) فبعد أن افترس الذئب الجدة وذات المنديل الأحمر (ذات الرداء الأحمر) إلا أن الصياد وبعد سماع شخير الذئب يقوم بشق بطنه وهو نائم فيخرج الجدة وذات الرداء الأحمر ثم وضع الحجر في بطن الذئب وعندما استيقظ أراد الذئب أن يقفز فسقط من حمله الثقيل ومات ([5]) ،  ونرى مثل هذه القصة وهذا الموقع في قصة (القبعة الحمراء الصغيرة) ([6]). ويرد شبيه له في الحكاية الفلسطينية ( العنزة العنيزية ) وهي الحكاية الشبيهة لهذه الحكاية ([7])، وفي حكاية ( بعيرون ) ([8]) ، ويرى مهوي وكناعنه أن الضبع ( أو الغول في روايات أخرى ) رمز للسلطة الطاغية والعنزة الضعيفة تستطيع بشجاعتها أن تتغلب على الطاغية وتحرر أولادها من بطنه ، ويتجلى استخدام المعدة كصورة أساسية لتجسيد فكرة الطمع والجشع  ([9]).
أما حكاية حديدون فمن الحكايات المشابهة الحكاية أوردها الأستاذ محمد بن ناصر العبودي في حكاية ( حديدون والسعلوة ) ، وترد الحكاية في الحكاية الجزائرية حديدوان ([10])، والحكاية العراقية ( حديدان مع الدامية ) والأخوة الثلاثة الأخ الأكبر ( حديدان ) والأوسط ( كصيبان ) والأصغر ( نخيلان ) ([11]).
وكذلك في الحكاية المغربية ( القزم حديدان الحرامي ) وتحكي أن رجل حمل أبناءه السبعة للحج وسار بهم حتى تعبوا فبنى للأبناء الستة منزل من خشب بعد أن تعبوا، بينما بني لسابعهم وهو حديدان بيت من حديد، فأكلت الغولة الأبناء الستة وحاولت أن تأكل حديدان دون جدوى، وفي الأخير تمكن حديدان من قتل أبناء الغولة الثلاث وقتل أمهم ([12])وترد الحكاية في الحكاية الجزائرية حديدوان في الجزائر ([13]).
وكذلك نراها في العراق في قصة حديدان مع السعلوة وأسماء أصدقاءه رويشان ورخيصان، والاختلاف البسيط أن بناء البيوت الثلاثة نتيجة لدعوة الأصدقاء الثلاثة التي تجد الاستجابة من الرب، وبعد أن تلتهم السعلوة رويشان ورخيصان وتقبض على حديدان بعد أن وضعت السعلوة القار على الحمار يستطيع حديدان من قتل ابنة السعلوة والهروب إلى قصره الحديدة فتفقد السعلوة الأمل في القبض على حديدان وتعود إلى ديارها ويعود حديدان بدوره إلى أهله ودياره  ([14]) .
أما النمط والذي يتحدث عن احتيال البطل أو البطلة على بنت الغولة وقتلها فيرد في معظم نسخ قصة حديدون في العالم العربي تقريباً، بل إن هذا النمط لا ينحصر في حكاية حديدون فقط بل في حكايات أخرى أيضا ومن هذه الحكايات الحكاية الفلسطينية(بنت التاجر) فقد احتالت بنت التاجر على بنت الغولة على الرغم أن أمها الغولة قد ربطت بنت التاجر في كيس، إلا أن بنت التاجر أغرت بنت الغولة باللبانة ودعتها لقطع الكيس حتى تعطيها اللبانة واستطاعت بنت التاجر أن توسع من فتحة الكيس وقامت بذبح الهبلة بنت الغولة وقدمتها بعد ذلك كطعام لأمها ومعازيمها ولما علمت أمها بذلك غضبت وأخذت تطارد بنت التاجر بعد أن فرت، وقد مرت بنت التاجر بنجار وطلبت منه أن يصنع لها لباس من خشب ولما صنعه ولبسته أسمت نفسها بـ (خشيشبون) وهربت [ الهرب بواسطة غطاء من الخشب رقم الموتيفة ( K1821.9 ) ]  لتبحث الغولة عن الفتاة وتسأل الفتاة التي قد تنكرت بهذا اللباس: (خشيشبون شفت عروسة مخشخشة ومرشرشة) لترد عليها: أبداً ، وقد ظلت البعيدة (الغولة) تركض وتدور لما فقعت وماتت الغولة ([15]).
وهذه القصة الفلسطينية (بنت التاجر) توضح كيف أن الكثير من القصص ما هي إلا تجميع لبعض القصص من قصص شعبية أخرى بل حتى أن أسماء أبطالها يتشابهون فـ (خشيشبون) يعرف أيضا في بعض القصص من أنه أحد أفراد قصة حديدون الثلاثة في بعض روايات حديدون .
انظر مادة ( حديدون ) في الفصل الثالث .



([1]) قصص وأساطير شعبية من بدر ووادي الصفراء ، ص 45 - 52 .
([2]) قول يا طير ، ص 353 ، 354، وانظر : نمر سرحان ، الحكاية الشعبية الفلسطينية ، ص 144، 145.
([3]) نمر سرحان ، الحكايات الشعبية الفلسطينية ، ص 104 ، 105 .
([4])  غراء حسين ، أدب الحكاية الشعبية ، ص 26 – 34  .
([5])  حواديت الاخوين جريم ، ص 173 ، 174 ، ترجمة : منى الخميس .
([6])  شجرة الليمون ..حكايات شعبية من سلافية ، 34 ، 35 ، ط1 ، أبو ظبي للثقافة والتراث ( كلمة ) .
([7])  قول يا طير ، ص 255 .
([8])  قول يا طير ، ص 259 .
([9])  قول يا طير ، ص 262 و ص 262 .
([10]) العبودي ، مأثورات شعبية ، ص 278- 282 .
([11]) أحمد الصوفي ، حكايات الموصل الشعبي ، ص 141-144.
([12]) حكايات من الفلكلور المغربي ، ص 344- 350.
([13])  بحث : لمبروك دريدي ، القصة الشعبية في منطقة سطيف ..التشكيل الفني والوظيفي [ بحث من الإنترنت ]  .
([14]) القصص الشعبي العراقي في ضوء المنهج المورفولجي ، ص 32 – 36 .  .
([15])  قول يا طير ، ص 235 ، 236  .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق