الأربعاء، 19 سبتمبر 2018

أبو الحصين والذيب والأسد - حكايات شعبية


أبو الحصين والذيب والأسد


الراوي : قصة ( سالفة ) يذكرها الجهيمان في أساطيره أو قصصه الشعبية .
الحكاية :
تتحدث الحكاية عن خروج الأسد والذئب والثعلب وصيدهم ليصيدوا الجربوع ( اليربوع ) والغزال وأرنب ، ليطلب الأسد من الذئب تقسيم الغنيمة ، فيقول أن الغزال للأسد والأرنب للذئب والجربوع للثعلب ، ليضربه الأسد ويقتله ، ويطلب من الثعلب أن يقوم بتقسيم الغنيمة ، فيقول الثعلب : الأرنب لفطورك والغزال لعشاءك والجربوع فيما بين ذلك ، فسر الأسد لهذه القسمة وسأل الثعلب قائلاً : من علمك هذا القسم المنسمح ؟ ، قال الثعلب : هذا الذئب المنسدح ([1]) .
التعليق والمقارنة :
والقصة مذكورة في كتب التراث ويذكر إحسان عباس أن القصة وردت عند الدميري في كتاب ( حياة الحيوان الكبرى ، وفي كتاب ( أنيس الجليس ) وكتاب محاضرات الراغب ، وفي ملحق بابريوس ([2])، وهي مشهورة في كتب التراث فقد وردت في كتاب المستطرف في كل فن مستطرف ([3])، وفي كتاب حياة الحيوان الكبرى للدميري وقد رواها عن كتاب ( الأذكياء ) لابن الجوزي ([4]) ، وفي نثر الدر في المحاضرات ([5]) .
وتختلف رواية الأبشيهي في كتاب " المستطرف " عن أغلب أشكال تناولها في المؤلفات العربية فرواية الأبشيهي تذكر أن الفريسة في الحكاية هم الحمار والظبي والدب ، في حين تورد معظم الأدبيات العربية وخاصة كتاب " الأذكياء " لابن الجوزي أن الفريسة كانت عبارة عن حمار وأرنب وظبي ، على الرغم من الأبشيهي يروي حكايته عن كتاب الأذكياء لابن الجوزي رغم الاختلاف ما بيني النصين ، وقد تكررت حكاية الأبشيهي في كتاب للمختارات صدر في القرن الثامن عشر ، ومن المرجح أن هناك نسخة مغربية للحكاية بنفس مضمون قصة الأبشيهي وقد قام بتدوينها المستعرب الفرنسي أي . ليفي بروفانسل في مدينة ورقا المغربية في عام 1918 م وفي مدونة بروفانسل نجد الدب إحدى الفرائس التي اصطادها الأسد والذئب والثعلب ، ويوجه في ليبيديف الاهتمام إلى تطابق واضح بين نسختي الأسطورة عند كل من الأبشيهي وليفي بروفانسال : " في آخر كلمات الأسطورة وردا على سؤال الأسد من علمه هذه القسمة ؟ يرد الثعلب قائلاً : " ذلك التاج الذي على رأس الذئب ! " ( وهذا ما يرد في نسخة ليفي بروفانسل ، أما في إصدارات " المستطرف " فيجري الحديث عن " تاج أحمر " أي " تاج دموس " ) ، ويدعى الأسد في نسخة الأبشيهي وابن الجوزي أبا الحارث بينما جاء الثعلب دون اسم ([6]).
وترد الحكاية في كتاب (عرب الصحراء تحت عنوان (رأس الذئب ) ([7])، والقصة يذكرها تولستوي وتحت عنوان (الأسد والحمار والثعلب)([8]) وهي في (حكايات أيسوب) ([9]) ، وبعنوان ( نصيب الأسد ) وتذكر القصة أن الأسد خرج يصطاد مع الثعلب والحمار البري فاصطادوا مجموعة لا بأس بها من حيوانات الآيل السمين ، فوقف الأسد يزمجر وهو يقول : أيها الأصدقاء حان وقت تقسم الغنائم، واقترح تقسيمها أربعة أقسام ، وسوف أخذ القسم الأول فهو من نصيبي بوصفي ملك الحيوانات ، وسوف أخذ القسم الثاني بوصفي شريك في الصيد ، وسوف أخذ القسم الثالث بوصفي من يقوم بالتقسيم والتحكيم ، أما القسم الرابع فسوف يوقع صاحبه في مأزق خطير وزمجر قائلا : فليتقدم ويأخذه من يجرؤ على ذلك ([10]).
وهي ترد في القصص الشعبي في عدة أقطار عربية فهي ترد عند محمد التويجري ويرد فيها الثعلب فيقول ( خائفًا من هالمنسدح ) ([11])، وترد عند جهاد دكور تحت اسم ( القسمة ) ([12])، وفي حكاية ( النمر ورفاقه ) وإن اختلفت في الحيوانات ( النمر والضبع والثعلب ) ([13]) .


([1])  أساطير شعبية ج 1 ص 95 - 102 .
([2])  ملامح يونانية ص 78 و ص 192 .
([3])  الأبشيهي ، المستطرف في كل فن مستظرف، ص 354، ط1 ، عالم الكتب .
([4])  الدميري ، حياة الحيوان الكبرى ، ج 1 ص 254 ، ط2 ، دار الكتب العلمية.
([5])  نثر الدر في المحاضرات ، ج 7 ص 145.
([6]) شاه رستم غياثوفيتش شاه موساروف ، الأدب الشعبي عند العرب والترك ، ص 39 ،40، ترجمة : محمد نصر الدين الجبالي ، النشر العلمي والمطابع جامعة الملك سعود، 1433هـ / 2012 م .
([7])  هـ . ر . ب كسون ، عرب الصحراء ، ص 433 ، تعريب : محمد حسن التيتي .
([8])  تولستوي ، حكايات شعبية ، ص 290 ، ترجمة : صياح الجهيم ، دار الفكر اللبناني .
([9])  حكايات أيسوب ، دراسة وتعليق وترجمة : إمام عبد الفتاح إمام ، ص 31 ، دار المدى للثقافة والنشر ، ط 1 ، القاهرة ، 2000 م .
([10]) معجم ديانات وأساطير العالم ج 2 ص 327 .
([11]) محمد حمد التويجري ، طرايف .. ذكريات وعجايب ، ج 5 ص 53 .
([12])  حكايا الجليل ، ص 93  .
([13])  حكايا الجليل ، ص 102  .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق