الراوي : قصة ( سالفة ) يذكرها الجهيمان في أساطيره أو قصصه الشعبية .
الحكاية :
تتحدث الحكاية عن خروج الأسد
والذئب والثعلب وصيدهم ليصيدوا الجربوع ( اليربوع ) والغزال وأرنب ، ليطلب الأسد
من الذئب تقسيم الغنيمة ، فيقول أن الغزال للأسد والأرنب للذئب والجربوع للثعلب ،
ليضربه الأسد ويقتله ، ويطلب من الثعلب أن يقوم بتقسيم الغنيمة ، فيقول الثعلب :
الأرنب لفطورك والغزال لعشاءك والجربوع فيما بين ذلك ، فسر الأسد لهذه القسمة وسأل
الثعلب قائلاً : من علمك هذا القسم المنسمح ؟ ، قال الثعلب : هذا الذئب المنسدح ([1]) .
التعليق والمقارنة :
والقصة
مذكورة في كتب التراث ويذكر إحسان عباس أن القصة وردت عند الدميري في كتاب ( حياة
الحيوان الكبرى ، وفي كتاب ( أنيس الجليس ) وكتاب محاضرات الراغب ، وفي ملحق
بابريوس ([2])، وهي مشهورة في كتب التراث فقد وردت في كتاب المستطرف في كل فن مستطرف ([3])، وفي كتاب حياة الحيوان الكبرى للدميري وقد رواها عن كتاب ( الأذكياء )
لابن الجوزي ([4]) ، وفي نثر الدر في المحاضرات ([5]) .
وتختلف
رواية الأبشيهي في كتاب " المستطرف " عن أغلب أشكال تناولها في المؤلفات
العربية فرواية الأبشيهي تذكر أن الفريسة في الحكاية هم الحمار والظبي والدب ، في
حين تورد معظم الأدبيات العربية وخاصة كتاب " الأذكياء " لابن الجوزي أن
الفريسة كانت عبارة عن حمار وأرنب وظبي ، على الرغم من الأبشيهي يروي حكايته عن
كتاب الأذكياء لابن الجوزي رغم الاختلاف ما بيني النصين ، وقد تكررت حكاية
الأبشيهي في كتاب للمختارات صدر في القرن الثامن عشر ، ومن المرجح أن هناك نسخة
مغربية للحكاية بنفس مضمون قصة الأبشيهي وقد قام بتدوينها المستعرب الفرنسي أي .
ليفي بروفانسل في مدينة ورقا المغربية في عام 1918 م وفي مدونة بروفانسل نجد الدب
إحدى الفرائس التي اصطادها الأسد والذئب والثعلب ، ويوجه في ليبيديف الاهتمام إلى
تطابق واضح بين نسختي الأسطورة عند كل من الأبشيهي وليفي بروفانسال : " في
آخر كلمات الأسطورة وردا على سؤال الأسد من علمه هذه القسمة ؟ يرد الثعلب قائلاً :
" ذلك التاج الذي على رأس الذئب ! " ( وهذا ما يرد في نسخة ليفي
بروفانسل ، أما في إصدارات " المستطرف " فيجري الحديث عن " تاج
أحمر " أي " تاج دموس " ) ، ويدعى الأسد في نسخة الأبشيهي وابن
الجوزي أبا الحارث بينما جاء الثعلب دون اسم ([6]).
وترد
الحكاية في كتاب (عرب الصحراء تحت عنوان (رأس الذئب ) ([7])، والقصة يذكرها تولستوي وتحت عنوان (الأسد والحمار والثعلب)([8]) وهي في (حكايات أيسوب) ([9]) ، وبعنوان ( نصيب الأسد ) وتذكر القصة أن الأسد خرج يصطاد مع الثعلب
والحمار البري فاصطادوا مجموعة لا بأس بها من حيوانات الآيل السمين ، فوقف الأسد
يزمجر وهو يقول : أيها الأصدقاء حان وقت تقسم الغنائم، واقترح تقسيمها أربعة أقسام
، وسوف أخذ القسم الأول فهو من نصيبي بوصفي ملك الحيوانات ، وسوف أخذ القسم الثاني
بوصفي شريك في الصيد ، وسوف أخذ القسم الثالث بوصفي من يقوم بالتقسيم والتحكيم ، أما
القسم الرابع فسوف يوقع صاحبه في مأزق خطير وزمجر قائلا : فليتقدم ويأخذه من يجرؤ
على ذلك ([10]).
وهي ترد
في القصص الشعبي في عدة أقطار عربية فهي ترد عند محمد التويجري ويرد فيها الثعلب
فيقول ( خائفًا من هالمنسدح ) ([11])، وترد عند جهاد دكور تحت اسم ( القسمة ) ([12])، وفي حكاية ( النمر ورفاقه ) وإن اختلفت في الحيوانات ( النمر والضبع
والثعلب ) ([13]) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق