الراوي : حكاية يرويها عبده خال عن عائشة عجيبية ,
الحكاية :
والحكاية تذكر أن حطاب كان يسكن في قرية وكانت له ابنة جميلة وكانت مثار
حسد قريناتها ، وكانت تخرج مع صاحباتها للتحطيب ، فمررن بكينة مستوية النضج ورغبن
في قطف ثمارها فاعتذرت كل واحدة بعذره ،
وركزن على الفتاة الجميلة فخجلت منهن وطلعت الشجرة وأخذت تهز الأغصان فتساقطت
الحبات فجمعن الثمار الجيدة ووضعنها في زنابيلهن بينما وضعن الحبات الخضراء غير
المثمرة في زنبيلها .
وبعد أن انتهينا تركنها فوق الشجرة وانطلقن عائدات إلى القرية ، فأخذت
البنت تصيح على أن يساعدوها على النزول فلم يلتفتوا إلى ندائها واستغاثتها ،
فحاولت النزول فلم تستطع حتى حل الليل وخرجت الغيلان والسعالي ، حتى سمعت خطوات
ثقيلة فصاحت به :
يا عمي العراج أنا بنتك .. نزلني اقصع قميلتك .. ومهش خرقتك
ليقول لها :
إ ن نزلتي هنا آكلك ( وأشار إلى كتفه الأيسر )
إ ن نزلتي هنا آكلك ( وأشار إلى كتفه الأيمن )
وإن نزلتي هنا مش حاكلك( وأشار إلى حجره )
فقفزت على حجره ، فحملها معها إلى بيته في أعلى الجبال .
فقدت عائلتها ابنتهم فخرج اخوها يبحث ، وفي طريقه وجد نسرين يتقاتلان
وأحدهما يكاد يقتل الآخر فانتصر للنسر المهزوم وقتل المعتدي ، ليتحول النسر المهزوم إلى شاب جميل ويشكر أخ
الفتة ويخبره بأنه ابن ملك وكان له وزير يشتغل بالسحر فعلم بخبره فسحره إلى
نسر وحبسه فوق الجبل ولا زال محبوس حتى
أته ليخبره بأن والده الملك قد مات فأراد أن ينتقم من هذا الوزير فحدث الصراع
بينهما حتى ساعده في قتله وبموته انتهى سحره ، وطلب من الأخ أن يأتي معه إلى
مملكته ليعينه نائب له ، فاخبر الأخ الأمير بانه يبحث عن أخته فأخبره الأمير بأن
على رأس الجبل فتاة حبسها عراج ، فواصل الأخ إلى الجبل بينما عاد الأمير إلى
مملكته .
وصل الأخ إلى أعلى الجبل فوجد العراج وهو يخرج وعندما خرج دخل الشاب
المغارة التي خرج منها العراج فوجد أخته وقد أنجبت ابنين لهما كادا أن يهاجما على
خالهم فنهرتهم أمهم وأخبرتهم بأن هذا خالهم وقامت بتقييدهما .
جلس الأخ مع أخته وأخبرته بان العراج اختطفها وبعد زمن من الوقت سمعت
بخطوات العراج فأخفت أخيها تحت المطاحن ، في حين دخل العرجا وقبل أن يجلس صلح: عرف
إنسي شاكله على ضرسي ، فخافت الأخت أن ينكشف موقع أخيها فقالت : هذا عرفي ولا
حسبتني قلبت عراجة ، ثم قامت وأشعلت التنور وعادت فرأى العراج أبنائه مقيدين فسأل
عن ذلك فأخبرته بأنهم أذوها فربطتهم ، إلا أن الأخ الأكبر أخذ يصيح :
خالي خويلي .. تحت المطيحني ..شاكله قبل ما ياكلني
فأثار ذلك شك العراج وأخذ يردد : عرف إنسي شاكله على شرسي ، فأخبرته بانها
إنسيه والجثة التي أتى بها أنسيه وهو ما يشمه ، ثم طلبت منه أن يساعدها على حمل
الجثة إلى التنور فمشى معها إلى التنور فطلبت منه أن يعاين الجمر فانحنى ليرى
فدفعته في النار بل قوتها فتماسك ولم يقع فخرج أخوها نحوه وضرب هامته بالسيف ضربة
قوية فترنح وطلب منه أن يثني ضربته فلم يفعل لأنه يعلم أن الضربة الثانية تحييه ،
فأسرعت الأخت ودفعت العراج في النار فاحترق وسحبت ولديها وألقت بهما في النار
فخرجا ونزلا من الجبل هي وأخوها واتجاها إلى مدينة الأمير الذي رحب بهما واكرمهما
وجعل الأخ وزير في دولته فأحضر الأخ عائلته وتجمعت العائلة من جديد وعاشوا في
سعادة ([1]) .
أبرز الوحدات السردية :
الطائر المسحور ( B172 ) ؛ محظور : صراع الوحش مرتين ( C742 )
؛ في – فاي – فو – فم ( G84 ) ؛ غول يأسر مخلوقات بشرية ( G334 )
؛ أسر على يد الغول ( G420 ) ؛ الغول مهزومًا ( G500 ) ؛ البطل يقهر حيوانًا قاتلاً ( G510.4 ) ؛ الغول مقتولاً ( G512 )
؛ غول يحرق حتى الموت ( G512.3 ) ؛ مساعدة من زوجة الغول ( عشيقة ) ( G530.1 ) ؛ البطل المختبئ والغول الذي تخدعه زوجته عندما يخبرها بانه يشم
رائحة دم بشري ( G532 ) ؛ الإنقاذ من الغول ( G550 ) ؛ الأميرة ( العذراء ) يخطفها الوحش ( غول ) ( R11.1 ) ؛ الأخ ينقذ أخته ( أخواته ) ( R156 )
.
التعليق والمقارنة :
ما أكثر ما تذكر الحكايات الشعبية
قصص الحطاب ، فكثيرًا ما نرى أن بطل الحكاية أو والده يعمل حطاباً ! .
وفي هذه الحكاية يتحدث عبده خال
عن العراج ، ويعرف عبده خال العراج فيقول : " العراج هو تيمة الرجل الذئب الذي
يتشكل في هذه الهيئة ، وقد نوهت عن تيمة الرجل الذئب في أسطورة حجاز بن مرجاز
" ([2])
.
إن هذه الحكاية في بدايتها تتشابه
مع الجزء الأول من حكاية ( النباقات سبع بنات ) التي يرويها الجهيمان كما أنها
تتشابه مع حكاية ( مزنة مع العفريت ) عند الجهيمان وذلك في الجزء الثاني من
الحكاية فالحكاية كما نرى هي مزج ما بين الحكايتين مع إضافة حكاية النسر . وكذلك
هناك تشابه بين القصة في بدايتها، بالمشهد الأول من قصة (حمدة زين الطول) والتي
ترويها فاطمة البلوي ([3]).
ومن القصص المشابهة لهذه الحكاية
حكاية ( مريود النيل ) عند مفرج السيد
ويرد مقطع ( خالي خويلي ) في الحكاية كما ذكرنا سابقاً في مادة ( خالي
خويلي ) .
أما قصة ضرب الأخ للعراج مرة
وأحدة وعدم ثنيها فيقول عبده خال : (( تكون ضربة الإنسي للجني ضربة واحدة لا
يثنيها فيقال إن تأبط شراً قتل غولة واحدة من سيفه فقتلها ، وإن الغولة عندما
ضربها قالت له : اضرب الثانية فرفض ، وهي التيمة التي تنص على أن ضربة الرجل
المغوار لا تُثنى وإلا كانت حياة للجني أو الجنية
)) ([4])
راجع مادة ( زد زاد الله في أيامك ) .
أما مساعدة البطل للنسر في صراعه
لنسر أخر يكاد يقضي عليه فهو يرد كثيرًا في الحكاية الشعبية وكذلك في التراث
القصصي العربي القديم ولكن في الغالب يكون الصراع بين ثعبان أبيض وثعبان أسود
فيقوم البطل بمساعدة الثعبان الأبيض ، ليتبين فيما بعد أن الثعبانين من الجن ليقوم
الثعبان الأبيض بمكافئة البطل على تخليصه من عدوه ، ونرى ذلك في ألف ليلة وليلة
وفي حكاية ( عبد الله بن فاضل وأخويه ) ([5])،
وحكاية ( البنت الأولى زبيدة ) ([6]).
أما شم العراج لرائحة الإنسي فهي
معروف في الحكايات الشعبية وقد سجلنا بعض الأمثلة عليها في مادة (ريحة إنس ، ريحة
دنس ) وتعرف الوحدة السردية ( في فاي فو فم ) ورقمها ( G84 )
والوحدة السردية ( البطل المختبئ والغول الذي تخدعه زوجته عندما يخبرها بأنه يشم
رائحة دم بشري ورقمها ( G532 ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق