خاتم سليمان
هو خاتم اسطوري عرف في التفاسير و القصص العربية كقصة ألف ليلة وليلة وفيه طلاسم ونقوش يظهر انها تحمل اسم الله الأعظم وهي سر قوة وسلطان سليمان عليه السلام كما يزعم القصاص وأشباههم ، ويظهر ومن قصص ألف ليلة وليلة أنه يختم بذلك الخاتم على الكثير من القماقم الذي يحشر فيه الجن والمردة عندما يغضب عليهم سليمان عليه السلام كما تذكر الأسطورة (( أنظر في ألف ليلة وليلة : حكاية في شأن الجن والشياطين المسجونين في القماقم )) وانظر كذلك قصة (الصياد مع العفريت) ([1]) ، وقد ذكر ذلك أيضاً عن موسى بن نصير عن أعجب شيء رأه فذكر أنه رأى ست عشرة جرة خضراء مختومة بخاتم سليمان بن داود فأخرج أربعه ونقبت واحدة منهم فخرج شيطان ينفض رأسه وهو يقول والذي أكرمك بالنبوة لا أعود بعدها أفسد في الأرض قال ثم نظر فقال والله ما أرى بها سليمان وملكه فانساخ في الأرض فذهب ([2]).
أما في كتب التراث العربي وخاصة كتب التفاسير ومؤلفات الإخباريين أن الخاتم أتى به من السماء له أربع نواحي في ناحية منه لا إله إلا الله وحده لا شريك له محمد عبده ورسوله وفي الثانية اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء وفي الثالثة كل شيء هالك إلا الله وفي الرابعة تباركت إلهي لا شريك لك ، وأن له نور يتلألأ إذا تختم به اجتمع إليه الجن والانس والطير والريح والشياطين والسحاب ، ويذكرون أنه سر قوة سليمان عليه السلام وأن صخر المارد اخذه ورمى به في البحر فزال ملك سليمان بسبب ذلك وسيطر صخر على ولم يعد ملك سليمان عليه السلام إلا بعد أن وجد الخاتم بعد أربعين يوماً في بطن سمة ([3]).
وتقول مصادر أخر أن الله أوحى لجبريل أن يحمل خاتم الخلافة من الجنة ويأتيه سليمان عليه وسلم فجاء جبريل إلى سليمان ومعه الخاتم وهو يضئ كالكوب الدري ورائحته كالمسك وعليه كتابه بغير قلم وهي : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فأعطاه سليمان وكان في يوم الجمعة لسبع وعشرين خلت من المحرم .
وقيل أن الخاتم أنزل من تحت العرش من نور برهان الله وقيل لسليمان لا تنزعه من كفك إلا بأمانة ، واستقبل سليمان عليه السلام الناس وقال : ذا الخاتم جمع فيه عزّى وسلطانيوفضلني به ربى على العالمين، وسلطنيعلى كل شيطان مريد. ثم سجد شكر الله تعالى وسجد معه الناس. ثم نزل عليه بعد نزول الخاتم:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
فكان لا يقرؤها على شيء إلا خضع وذلّ ([4]) .
ويقال أن دابة الأرض عندما تخرج في أخر الزمن تخرج ومعها عصى موسى وخاتم سليمان فترتفع إلى السماء فلا يعرف أحد اسمه وهي تجلو وجه المؤمن بالعصا فيبيض ويختم على أنف الكافر فيغشوه السواد فيه فيقال يا مؤمن ويا كافر ([5]).
ويذكر في الأمثال فيقال (( خاتم سليمان )) ويضرب به المثل في الشرف والعلو ونفاذ الأمر وذلك أن ملكه زال عنه بعدمه وعاوده مع عوده والقصة فيه معروفه سائرة ويقال إنه كان معجزة له كما كانت عصا موسى من معجزاته وبه اقتدى الملوك بعده في اتخاذ خواتم الملوك ودواوين الخاتم([6]).
وفي مجلة الزهور المصرية ذكر أن خاتم سليمان اشتهر في العصور الوسطى وذكر أن من المرجح أن حكاية خاتم سليمان حديثة العهد فلا ترى لها ذكراً عند قدماء السلف ممن ذكروا سليمان في تأليفهم أو تناقلوا أحاديث الجن وعجائبه ! ([7]) .
ولا صحة لهذا فيظهر أن خاتم سليمان عرف باكراً في التراث العربي والإسلامي فذكر خاتم سليمان وسقوطه من يد سليمان وسلب ملك سليمان بسبب ذلك في التيجان في ملوك حمير ومؤلف الكتاب توفي تقريباً سنة 213هـ ([8])، كما أن الجاحظ ذكره في التربيع والتدوير وسأل فقال : (( وخبرني: ما البحر باي، وما البارباي، وما الكروريات، وما الخواتيم، وما المناديل والسعي والأمر الذي كان في خاتم سليمان )) ([9]) .
ويقول عبده خال : ((" خاتم الاسم " يرد في أساطير جنوب الجزيرة العربية هكذا ويقصد به خاتم النبي سليمان عليه السلام ، وإن هذا الخاتم بعد موت النبي سليمان حصل عليه أحد الجان وأصبح الخاتم يتم تناقله بين الجن يمنحونه لمن يريدون مساعدته .. وفي هذا إغفال للأسطورة الأساس التي تقول أن النبي سليمان يسترجع خاتمة بعد معاناة كبيرة . وقد تم ذكر هذا هذه القصة في أحد هوامش هذه الحكايات . )) ([10]) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق