الاثنين، 27 أغسطس 2018

يوم رحرحان - معجم الأساطير


رَحْرَحان ( يوم رحرحان ) ، يوم رحرحان الثاني  

ورحرحان: اسم واد عريض في بلاد قيس. وقيل: رحرحان موضع ([1])، وقيل : رحرحان اسم جبل قريب من عكاظ خلف عرفات قيل هو لقطفان ، وكان فيه يومان للعرب أشهرهما اليوم الثاني وهو يوم لبني عامر بن صعصعة على بني تميم أسر فيه معبد بن زرارة أخو حاجب بن زرارة رئيس بني تميم ، وكان سببه أن الحارث بن ظالم قتل خالد بن جعفر ثم أتى بني تميم فاستجارهم فأجاره معبد بن زرارة فخرج الأحوص بن جعفر ثائر لأخيه خالد فالتقوا برحرحان فهزم بنو تميم ، وأسر معبد يوم رحرحان الثاني فمات في أيدي بني عامر أسيرا فعيرت العرب حاجبا وقومه لذلك ([2]) .
ويذكر صاحب العقد الفريد أن يوم رحرحان جرى بسبب هروب الحارث بن ظالم بعد أن قتل خالد بن جعفر بن كلاب ولجوءه لمعبد بن زرارة الذي أجاره فبلغ ذلك الأحوص بن جعفر بن كلاب سيد بني عامر وأخو خالد بن جعفر بن كلاب مكان الحارث بن ظالم عند معبد فأغزا معبدا فالتقوا برحرحان فانهزمت بنو تميم وأسر معبد بن زرارة ليموت معبد عند بني عامر ويكون ذلك سببا في حشد تميم لبني عامر والتقائهم في يوم جبلة ( شعب جبلة ) ([3]) .
بينما يذكر ابن الأثير أن خالد بن جعفر بن كلاب بعد أن قتل زهير سيد غطفان علم أن غطفان ستطلبه فسار إلى النعمان بن المنذر واستجار به فأجاره ، ثم استطاع الحارث بن ظالم قتل خالد بن جعفر رغم حماية النعمان وهرب فجعل النعمان يطلبه وهوزان تطلبه لتقتله بسيدها خالد فلحق الحارث ببني تميم فاستجار بضمرة بن ضمرة فاجاره على النعمان وهوزان فلما علم ذلك النعمان جهز جيشا إلى بني دارم عليهم ابن الخمس التغلبي ، ثم أن الأحوص بن جعفر أخا خالد جمع بني عامر وسار بهم فاجتمعوا هم وعسكر النعمان على بني دارم وهربت بنو تميم بينما ركب بني عامر يطلبون ظعن بني عامر فلحقهم بني تميم قبل أن يصلوا إلى الظعن والنعم فاقتتلوا قتلا شديدا فقتل ابن الخمس التغلبي رئيس جيش النعمان وأسرت بنو عامر معبد بن زرارة وصبر بنو دارم حتى انتصف النهار وأقبل قيس بن زهير العبسي فيمن معه من ناحية أخرى فهزمت بنو عامر وجيش النعمان وعادوا إلى بلادهم ومعبد أسير مع بني عامر فبقى معهم حتى مات ([4]) .
وقد ارتبطت أيام النفروات وهو لبني عامر على عبس وفيه قتل زهير بن جذيمة العبسي ، ويوم بطن عاقل وفيه قتل الحارث بن ظالم خالد بن جعفر عند الأسود بن المنذر ( وقيل النعمان بن المنذر ) انتقاما لمقتل زهير ، ويوم الرحرحان ، ويوم شعب جبلة بين بني عامر وعبس ضد تميم وأحلافها ببعضها البعض ، ويظهر أن تلك الأيام كانت  في سنوات متقاربة .
 وقد ذكرت المصادر وحسبما ذكرنا من قبل في ( يوم جبلة ) أن يوم الرحرحان كان قبل عام من يوم جبلة وأن يوم جبلة كان في سنة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ( في سنة 570 م )  ، وقيل قبل مولد الرسول بسبع عشرة سنة وقيل أنه قبل ثلاثين أو أربعين سنة من الإسلام  ، أو قبل عام الفيل بست سنين ، والمصادر تتحدث أن ذلك اليوم كان في زمن النعمان بن المنذر وأخيه الأسود بن المنذر فقد ذكرت تلك المصادر أن الحارث بن ظالم قتل خالد بن جعفر تحت حماية الأسود بن المنذر وقيل النعمان بن المنذر وقد حكم النعمان بن المنذر ( 582 609  م ) وهذا يتناقض مع ما ذكر من أن يوم رحرحان كان قبل مولد الرسول بعام أو بسبع عشر سنة.
ويذكر ابن دريد أن  الذي قتل حارث بن ظالم ، كان المنذر بن المنذر [578 582 م ] والد النعمان ، يقول : (( الحارث بن ظالم، كان أفتك الناس وأشجعهم، وهو الذي قتله المنذر بن المنذر أبو النعمان. وقال قوم: بل النعمان. وهذا غلط )) ([5]) ، وإن صح ذلك فيكون يوم رحرحان قبل عام 582 م  وقد يقرب هذا من تلك الرواية التي تربط ما بين يوم رحرحان ومولد الرسول صلى الله عليه وسلم .
وعلى العموم فإن رواية الأخباريين في حديثهم عن الحارث بن ظالم مضطربة كل الاضطراب كما يذكر جواد علي يقول : ((وروايات أهل الأخبار عن قتل الحارث بن ظالم لخالد بن جعفر بن كلاب، وعن قتل ابن الملك، روايات متناقضة مضطربة قلقة، والتبس الأمر فيها على الرواة، ولا سيما "ابن الكلبي" و"أبي عبيدة" اللذين هما مرجعا أكثر رواة تلك الروايات. يتداخل فيها اسم النعمان بن امرئ القيس مع اسم النعمان بن المنذر واسم الأسود بن المنذر، وتنسب القصة مرة إلى هذا الملك، ومرة إلى ذاك. وقد تتداخل، فيذكر اسم الملك الأسود، ثم يورد بعده اسم الملك النعمان. )) ([6])، وهذا مما يثير الكثير من الاشكالات في تحديد تاريخ يوم الرحرحان على وجه الدقة .

من كتابي ( معجم الأساطير )


([1]) انظر لسان العرب ج 2 ص 447 ، ط3 ، دار صادر .
([2]) انظر معجم البلدان ج 3 ص 36 ، ط2 ، دار صادر .
([3]) انظر العقد الفريد ج 6 ص 8 ، 9 ، ط1 ، دار الكتب العلمية .
([4]) انظر الكامل في التاريخ ج 1 ص 502  505 ،ط1 ،دارالكتابالعربي .
([5])الاشتقاق لابن دريد ص 287 ، ط1 ، دار الجيل .
([6]) المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ، ج 5 ص 212 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق