الخميس، 16 يوليو 2020

معالم من بدر - حفرة قعيقع


حفرة قعيقع


وهي حفرة موجودة برمل البرقاء الذي يقع في الشمال الغربي من بدر ويقال أن الجن يسكنونها ، وتذكر المصادر العربية القديمة وفي حديثها عن أبرق الحنان ( البرقاء ) أنه يسمع منه حنين الجن ، وقيل أنه سمي بذلك لأنه يسمع فيه الحنين ، فيقال : إن الجن فيه تحن إلى من قفل عنها ، قال كثيّر:

لمن الديار بأبرق الحنّان،

فالبرق، فالهضبات من أدمان

أقوت منازلها، وغيّر رسمها،

بعد الأنيس، تعاقب الأزمان

فوقفت فيها صاحبيّ، وما بها

يا عزّ! من نعم ولا إنسان ([1])

مما يدل على أن الموضع معروف ومشهور بالجن من القديم .

وقد أرود الوالد مفرج السيد رحمه الله بعض الحكايات التي تتناول بعض قصص الجن في هذا الموضع ومن تلك القصص :-

القصة الأولى 

يذكرون أن امرأة كانت تحش القبا ومعها بناتها ويقال لها أم ربيعه ، وسهروا ذات ليلة يحبلون القبا إلى صلائب ، وسمعن صوت غناء ودفوف وكأن زواجاً يقام هناك فأخذن يغنين وفي آخر الليل نمن فجاءتهم بنت معها صفيحة مملؤة بالرز واللحم وقالت لهم هذا من عند أمي صاحبة الزواج ، وتقول لكن لا تذكرن تلك الكلمة ، وهي تعني بذلك البسملة ، لأن الأكل كما يقولون يختفي عند ذكر البسملة ، فأيقظت بناتها فأوصتهن بعدم ذكر البسملة ، فأكلن حتى شبعن ، فجلست عندهن الصفيحة مدى العمر .

القصة الثانية 

وهناك قصة أخرى تروى في هذا الشأن وهي أن رجلاً مزمراً كان يخرج في كل ليلة إلى حفرة قعيقع في الليل ويجلس يزمر ويغني فتخرج له بنتان ترقصان على المزمار والغناء فترة ثم ترمي له كل واحدة بكيس من الذهب وينصرفن .

ورآه بعض الناس وهو يصرف هذه النقود الذهبية ، فأخبر أخاه وقال له : أخشى أن يكون أخوك يسرق بعض مال السلطان أو أحد التجار الكبار فراقبه .

وفي الليلة الثانية عندما خرج المزمر خرج اخوه وراءه حتى وصلا إلى حفرة قعيقع واختفى الأخو وراء شجرة ولما حضرت البنتان ورأهن يرقصن شعرن به فقلن للمزمر : خنتنا يا خائن ، ورمت كل واحدة منهن في وجهه حفنة من التراب وذهبن ، فأصابه العمى من جراء ذلك وقال : يا من تسببت لي تعال احملني ، فخرج له أخوه وحمله إلى البيت وبقى مدة ولم يجد له علاجاً ونصحه أن يذهب به إلى حفرة قعيقع ويتركه هناك فحمله وأبقاه هناك وأخذ يزمر ويغني فخرجت له إحدى البنتين ومسحت على إحدى عينيه فطابت العين ، وقال لها : أمسحي على العين الأخرى ، فقالت له : إن من رمت التراب في عينك الاخرى قد ماتت ولا أستطيع أن أعمل شيئاً ، ثم رقصت لفترة ورمت له بالكيس المعتاد .









([1]) انظر معجم البلدان ج 1 ص 67 ، ط2 ، دار صادر .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق