أبو جرهم

أبو جرهم 

يزعم العرب أن أبا جرهم من نتاج المشترك بين الملائكة -الذين إذا عصوا في السماء أنزلوا إلى الأرض في صورة رجل - و  بنات آدم ، فزعموا أن بعض الملائكة عصى الله فأهبط إلى الأرض في صورة رجل تزوج أم جرهم فولدت لهم جرهما.

يقول الجاحظ في الحيوان : (( وذكروا أن جرهم كان من نتاج ما بين الملائكة وبنات آدم وكان الملك من الملائكة إذا عصى ربه في السماء أهبطه إلى الأرض في صورة رجل وفي طبيعته كما صنع بهاروت وماروت كان من شأنهما وشأن الزهرة وهي أناهيد ما كان فلما عصى الله تعالى بعض الملائكة وأهبطه إلى الأرض في صورة رجل ، تزوج أم جرهم فولدت له جرهم ولذلك قال شاعره :

لا هم إن جرهما عباد كا

الناس طرف وهم تلاد كا  )) ([1]) .

وقال الجاحظ في الحيوان : (( فمن هذا النتاج المشترك، وهذا الخلق المركب عندهم، بنو السعلاة، من بين عمرو بن يربوع، وبلقيس ملكة سبأ، وتأولوا قول الشاعر:

لاهم إن جرهما عبادكا

 الناس طرف وهم تلادكا

فزعموا أن أبا جرهم من الملائكة الذين كانوا إذا عصوا في السماء أنزلوا إلى الأرض، كما قيل في هاروت وماروت، فجعلوا سهيلا عشارا مسخ نجما، وجعلوا الزهرة امرأة بغيا مسخت نجما، وكان اسمها أناهيد. وتقول الهند في الكوكب الذي يسمى عطارد شبيها بهذا. )) ([2]) .

وقال عبد السلام هارون في هامش الحيوان عند ذكر الجاحظ لجرهم وقوله : (( وقالوا في سهيل وفي الزهرة وفي هاروت وماروت وفي قيري وعيري أبوي ذي القرنين وجرهم ما قالوا )) ، قال عبد السلام في الهامش : (( جرهم هذا هو ابن يقطن بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام ، فيما يرى نساب العرب . قالوا : ولما ترك إبراهيم ولده إسماعيل وأمه بمكه جاءت رفقة من جرهم فنزلوا شعاب مكة فنشأ إسماعيل مع أولادهم وتعلم الرمي ونطق بلسانهم ثم خطب إليهم فزوجوه أمرأة منهم ، قال ابن إسحاق : هي بنت مضاض بن عمرو الجرهمي . والزعم الذي أشار إليه الجاحظ هو قولهم : أن بعض الملائكة عصى الله فأهبط إلى الارض في صورة رجل تزوج أم جرهم فولدت لهم جرهما . انظر الحيوان ( 1 : 187 س 7 ) والعرب يسمون ما تولد بين الملك والآدمي – في زعمهم – " العلبان : بالعين . فقه اللغة 82 الحلبي .  )) ([3]) .

ويذكر الفاكهي عن ابن عباس انه كان الملك من الملائكة إذا أذنب ذنبا عظيما أهبط إلى الهوى ونزعت منه روحانية الملائكة وجعل في خلق ابن آدم فأذنب ملك من الملائكة يقال له عرعرا ذنبا فكان في الهوى ثم هبط مكة فتزوج امرأة من العماليق فولدت به جرهما فذلك قول الحارث بن مضاض الجرهمي :

اللهم إن جرهم عبادك

 الناس طرف وهم قلادك ([4]).

وانظر مادة ( عرعر ) .

---

([1]) الحيوان ج 1 ص 122 ، 123 ، ط 2 ، دار الكتب العلمية .

([2]) الحيوان ج6 ص 197،198 ، دار إحياء التراث العربي.

([3]) الحيوان ج4 ص 69 ، ط3 ، دار إحياء التراث العربي .

([4])   انظر أخبار مكة للفاكهي ج 5 ص 120 ، المحقق: د. عبد الملك عبد الله دهيش ، دار خضر ، بيروت ط2  وانظركذلك : شفا الغرام بأخبار البلد الحرام ، ج 1 ص 462 ، ط1 ، دار الكتب العلمية .