كتاب إصلاح المنطق ، لابن السكيت
من تأليف أبو يوسف وقيل أبو إسحاق يعقوب بن إسحاق ابن السكيت ، وقد سأل
الفراء أبيه عن نسبه فذكر أنه خوزي من قرى دورق من كور
الأهواز ، وكان ابن السكيت إماما في اللغة
والأدب عالما بنحو الكوفيين وعلم القرآن والشعر وقد لقى فصحاء الأعراب وأخذ عنهم ،
تعلم النحو من البصريين والكوفيين ، وله حظ من الستر والدين وهو ثقة ، وكان يميل
إلى تقديم علي رضي الله عنه ذكر ابن خلكان أنه كان من المغالين في محبتهم والتوالي
لهم .
وأصله من خوزستان ( بين البصرة وفارس ) تعلم ببغداد ، وأخذ عن أبي عمرو
الشيباني والفراء وابن الأعرابي والأثرم ومحمد بن مهنا ومحمد بن صبح بن السماك
الواعظ وروى عن أبيه والأصمعي وأبو عبيدة ، وله قصة مع شيخه أبو الحسن علي
اللحياني وهو حدث صحح فيه بعض كلماته التي صحف فيها فكان ذلك سببًا في ان يقطع
أماليه .
وأخذ عنه أبو عكرمة الضبي وأحمد بن فرج المقرئ ، ومحمد بن عجلان الأخباري
وأبو سعيد السكري وميمون بن هارون الكاتب وعبد الله بن محمد بن إبراهيم ( عبد الله
بن محمد بن رستم ) ، وجماعة .
وكان أبوه مؤدبًا وكان يؤدب مع
أبيه ببغداد ( في درب القنطرة ) صبيان العامة ، فتعلم يعقوب النحو واللغة وبرع
فيهما ، واختلف ابن السكيت إلى بشر وإبراهيم ابني هارون كانا يكتبان لمحمد بن عبد
الله بن طاهر فما زال يختلف إليهما وإلى أولادهما دهرًا ، حتى احتاج ابن طاهر إلى
رجل ليعلم ولده فنُدب لتعليم أولاد الأمير محمد بن عبد الله بن طاهر وقطع له رزقًا
500 درهم ثم جعلها ألف درهمًا ، ثم ارتفع شأنه وأدب ولد المتوكل ، وكان المتوكل
ألزمه تأديب ابن المعتز ، كما نادم المتوكل رغم تحذير البعض له من منادمته ، وقيل
أنه خرج قبل ذلك إلى سر من رأى في أيام المتوكل فصيره عبد الله بن يحيى بن خاقان
عند المتوكل فضم إليه ولده واسنى له الرزق .
وكان أبو العباس ثعلب يقول : كان يعقوب ابن السكيت متصرفًا في انواع العلم
وكان أبوه صالحًا وكان من أصحاب الكسائي حسن المعرفة بالعربية . وكان يقول أنا
أعلم من أبي بالنحو ، وأبي أعلم مني بالشعر واللغة . ويقول ثعلب : أجمع أصحابنا
أنه لم يكن بعد ابن الأعرابي أعلم باللغة من ابن السكيت .
وتروى له مناظرة في اللغة والنحو بينه وبين المازني في مجلس الوزير محمد
بن عبد الملك الزيات ( في وزن نكتل ) قطعه المازني فيها .
ويذكرون في سبب مقتله أنه اتصل بالمتوكل العباسي فعهد إليه بتأديب أولاده
وجعله في عداد ندمائه ثم قتله لسبب مجهول قيل : سأله عن ابنيه المعتز والمؤيد :
أهما أحب إليه أم الحسن والحسين ؟ فقال ابن السكيت : والله إن قنبر خادم علي خير
منك ومن ابنيك ، فأمر الأتراك فداسوا بطنه أو سلوا لسانه وحمل إلى داره ، وذكر
الذهبي أن المتوكل أمر الأتراك فداسوا بطنه حتى كاد يهلك فبقى يوما ومات ، وقيل
حمل ميتًا في بساط وبعث إلى ابنه بديته عشرة آلاف درهم ، في سنة 246ه رحمه الله
كما يذكر ابن النديم ، قال الذهب ( وأكثر الملوك يُحشدون مع قتلة الأنفس ) ، وقد
قتل المتوكل بعدها بسنة على يد الأتراك أبشع قتلة ، وذكرت بعض الروايات أن المتوكل
أمره بشتم رجل بقريش فلم يفعل فأمر القرشي بشتم ابن السكيت فشتمه فأجابه ابن
السكيت فغضب المتوكل وأمر بقتله.
في حين ذكر الزركلي أنه مات ببغداد
وأن وفاته في سنة 244هـ ( 858م ) ويذكر الخطيب البغدادي والقفطي أنه توفي في من
سنة 243هـ وقيل سنة 244هـ وقيل 246هـ وعمره 58 ، وفي بغية الوعاة : توفي 244هـ ،
وقد بلغ ثمانية وخمسون سنة ، وليعقوب ابن يقال له يوسف نادم المعتضد وخص به ، وقتل
المتوكل له يقتضي أن تكون وفاته في سامراء لا بغداد لأنها عاصمة العباسيين في تلك
الفترة .
وله من الكتب نحو عشرين كتابا
ومنها : كتاب الألفاظ ( ذكر الزركلي أنه طبع ) ،وكتاب المنطق ( كتاب إصلاح المنطق
، قال المبرد : ما رأيت للبغداديين كتابًا أحسن منه ، وقد طبع ، قال ابن خلكان : "وقال بعض العلماء: ما عبر على جسر بغداد كتاب
في اللغة مثل " إصلاح المنطق "، ولا شك أنه من الكتب النافعة الممتعة الجامعة
لكثير من اللغة، ولا نعرف في حجمه مثله في بابه، وقد عني به جماعة، فاختصره الوزير
أبو القاسم الحسين المعروف بابن المغربي - المقدم ذكره - وهذبه الخطيب أبو زكريا التبريزي، وتكلم على الأبيات
المودعة فيه ابن السيرافي، وهو كتاب مفيد. " ) .
وكتاب الأمثال ، وكتاب القلب والإبدال ( ذكر الزركلي أنه طبع ) ، وكتب
الزبرج ، وكتاب البحث ، وكتاب المقصور والممدود ، وكتاب المذكور والمؤنث ، وكتاب
الأجناس الكبير ، وكتاب الفرق ، وكتاب السرج واللجام ، وكتاب فعل وأفعل ، وكتاب
الحشرات ، وكتاب الأصوات ، وكتاب الأضداد ( ذكر الزركلي أنه طبع ) ، وكتاب الشجر
والنبات ( كتاب النبات والشجر ) ، وكتاب الوحوش ، وكتاب الإبل ، وكتاب النوادر ،
وكتاب معاني الشعر الكبير ، وكتاب معاني الشعر الصغير ، وكتاب سرقات الشعراء وما
اتفقوا فيه ، وكتاب ما جاء في الشعر وما حرف عن جهته ، وكتاب المثنى والمبني
والمكني ، وكتاب الأيام والليالي .
وذكر الزركلي من كتبه : كتاب شرح ديوان عروة ابن الورد ( طبع ) ، وشرح
ديوان قيس ابن الخطيم ( طبع ) ، وكتاب شرح شعر الأخطل ، وكتاب تفسير شعر أبي نواس
ذكر أنه في 800 روقة ، وكتاب شرح شعر الأعشى ، وكتاب شرح شعر زهير ، وكتاب شرح شعر
عمرو بن أبي ربيعة ، وكتاب شرح المعلقات ، وكتاب غريب القرآن ([1]) .
([1]) انظر : الفهرست ص 114 ،
115 ، دار الكتب العلمية . وانظر : الخطيب البغدادي ، تاريخ بغداد ، ج 14 ص 274 -276. وانظر : الذهبي ، تاريخ الإسلام ، ج 18 ص 551، 552. وانظر : ابن خلكان ، وفيات الأعيان ، ج 6 ، ص
395-400 ، دار صادر . وانظر : ياقوت الحموي ن معجم الأدباء ، ج 6 ص
2840-2841 . وانظر : إنباه الرواة على أنباه النحاة ، ج 4 ص 56-63. وانظر : الزركلي
، الأعلام ، ج 8 ص 195 ، 195 ، دار العلم للملايين ، ط15 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق