أم العنقود
يعتقد نساء ببغداد في خلال قرن كامل أن مرض الخواتيق أي الدفتريا تقوم
به جنية اسمها ( أم عنقود ) لأن ابنها مات ولم تقم له نساء بغداد مأتم ولا عزاء ([1])
.
وقد تحدث ابن الأثير في تاريخه وفي حوادث سنة 456هـ أن جماعة من
الأكراد خرجوا يتصيدون فرأوا في البرية خيما سودا وسمعوا منها لطما وعويل وقائل
يقول : قد مات سيدوك ملك الجن ، وأي بلد لم يلطم أهله عليه ويعملوا له العزاء قلع
أصله ، فخرج كثير من النساء إلى المقابر يلطمن وينحن وينشرن شعورهم ، وخرج رجال من
سصفلة الناس يفعلون ذلك ، ويعلق ابن الأثير فيذكر أنه جرى في أيامه في الموصل وما
والاها من البلاد إلى العراق نحو هذا وذلك أن الناس سنة ستمائة أصابهم وجع كثير في
حلوقهم مات منه كثير من الناس فظهر أن امرأة من الجن يقال لها أم عنقود مات ابنها
عنقود وكل من لا يعمل له مأتم أصابه هذا المرض ، فكثر فعل ذلك وكانوا يقولون :
يا أم نقود اذريينا
قد مات عنقود ما درينا
وكان النساء يلطمن وكذلك الأوباش ([2]).
ويقول أبي الفداء في تاريخه ( المختصر في اخبار
البشر ) ويعد أن ينقل خبر ابن الأثير
" وإنما أوردنا هذا لأن رعاع الناس إلى يومنا هذا وهو سنة سبعمائة
وخمس عشرة يقولون بأم عنقود وحديثها ، ليعلم تاريخ هذا الهذيان من متى كان "([3]) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق