مسجد النُصرة بضم النون يعرف لدى أهل بدر بهذا الاسم ،
ويعرف في كتب الرحلات وعند السمهودي بـ ( مسجد النصر ) ، ويظهر أن أسمه أخذ من الأية
الكريمة : { وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ
فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [آل عمران: 123] .
وهو مبنى طيني صغير مكون من حجرتين متتاليتين شمالية
وجنوبية ، وهو على بعد خطوات من مسجد العريش من الجهة الجنوبية الشرقية ، ويعرف
أيضًا بمسجد مبركة ناقة النبي صلى الله عليه وسلم ، ويبدو أن ابن جبير يقصده في
رحلته .
يقول السمهودي : في خلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى (
ومن ذلك مسجد بدر " كان العريش الذي بنى لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم
بدر عنده وهو معروف عند النخيل والعين قريبة منه وبقربه في جهة القبلة مسجد آخر
يسميه أهل بدر مسجد النصر ولم أقف فيه على شيء.) ([1]).
ويقول النهروالي : ( وبين النخيل مسجد يقال له الآن
مسجد الغمام ، به منبر يصلى فيه الجمعة يقال
أن النبي صلى الله عليه وسلم ظلله الغمام فيه ، وهو مسجد العريش المذكور وبقربه
مسجد آخر ، يقال له مسجد النصر ، وهو متهدم اليوم ، يقال : إن النبي صلى الله عليه
وسلم وقف به عند انتصاره على كفار بدر ) .
وسبق أن سجلنا في مادة مسجد العريش قول الجزيري في درر
الفرائد ( وبقربه [ أي مسجد العريش ] في جهة القبلة مسجد آخر يسميه أهل بدر مسجد
النصر ) .
أما العياشي فبعد أن ذكر نص مسجد العريش ومجاوره مسجد
النصرة قال : ( أقول أن المسجد الثاني إن كان الموجود الآن وهذا ما أميل إليه فليس
في جنوب مسجد العريش بل في شرقيه ، وهو من قسمين كما يشاهد اليوم ، وعند المنزلة
القديمة داخلي وخارجي وفي القسم الارجي يبدأ فرعيه من قناة العين يتوضأ منها الناس
، وقد نبتت نخلة في المجرى وفي كلا القسمين محراب منفرد عن القسم الآخر ، وعندي أن
هذا المسجد أقامته في حكومة التركية ، وكانت تتبع آثار عمر بن عبد العزيز في
الآثار النبوي ، ولها فيها إشارات غامضة في المسجد النبوي وفي الحجرة الشريفة ،
إذا فهذا المسجد أقيم في مكان الحوض وهو إلى جانب المسلمين ، وكان المسلمون في
غربيه إلى مسجد العريش الذي هو مركز القيادة ، وليس بين المسجدين كبير بعد ، ولا
داعي لوجود مسجدين في منطقة واحدة ومتقاربين لولا السبب الذي ذكرته وأميل إليه ) ([2]) ، والعياشي في هذا الوصف
إنما يصف مسجد الشريف أو مسجد القرعاوي أو مسجد السوق القديم حديثًا ، ولا علاقة
لهذا المسجد بمسجد النصرة ، فمسجدة النصر أو مسجد النصرة يقع جنوب بدر بالفعل .
وقال الوالد مفرج السيد في بحث له عن مآثر بدر : (
يوجد هذا المسجد جنوب مسجد العريش في موقع
يسمى الحصن على الطرف الغربي من زبارة الخميس ، ويطل على بلاد أم زبده والشوال
اللتين تقعان في الغرب من المسجد . وهو مبني من الطين وبه مناره صغيره ولم أدركه
وبه مصلى للناس ).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق