أبو درياه ، بو درياه ، بابا درياه
كائن خرافي ينتشر في
الخليج ( الكويت والإمارات والعراق والبحرين) ويعرف بآ أبو درياه ، و بودرياه و
بابا درياه وينتمي إلى عالم الجن وتروي عنه حكايات مرعبة بين سكان الإمارات الذين
يعيشون على ساحل البحر وخصوصاً من قبل البحارة
والصيادين وغواصي اللؤلؤ أما اسمه فيعني بالفارسية " أبو البحر " مما
يدل على أن منشأ الأسطورة فارسي([1]) .
وهو معروف في الكويت فقد
ذكره القناعي في كتابه ( صفحات من تاريخ الكويت ) فقال : (( أبو درياه : عند أهل
البحر. وهو بصفة إنسان يسمعون صياحه في البحر كأنه غريق فإذا أنقذوه أكل ما قدم
له. وإذا غفل عنه رجع إلى البحر وربما أتلف شيئا من السفينة. )) ([2]) .
ويقول جلال الحنفي
البغدادي : (( كائن يخرج على الناس من البحر .. [ وفي بغداد
يسمون مثله " فريج الأكرع " .. )) ([3]).
ويقول غازي القصيبي في روايته (
الجنية ) : (( لا أود أن أترك جن الخليج دون التعريج على أشهر جنيّ بحري
في المنطقة هو ” أبو درياه ” . تتفق حكايات البحارة على أنه
أقرب في الشكل إلى القرد الضخم منه إلى الإنسان , وأنه يظهر في ظلام الليل من
أعماق البحر إلى السفينة التي نام بحارتها , ويتخذ موقعا في مؤخرتها , ويأخذ
النارجيلة التي يجدها هناك , ويدخن بإستمتاع . لايضر هذا الجنيّ النيكوتيني أحدا ,
إذا استثنينا مايستهلكه من تبغ البحارة , ويعود إلى البحر بمجرّد انتهائه من
النارجيلة . يستطيع البحارة , الذين لايستظرفون هذا الضيف الليلي , طرده بالقرع
بالهاون . مع أول دّقة , يقفز صاحبنا إلى الأعماق , تاركا النارجيلة مشتعلة . اواه
! كم حلمت في طفولتي بفيلم سينمائي يقتسم بطولته ” دعيدع” و ” أبو درياه ” . كنت واثقا أن ” دعيدع ” سينتصر على ” أبو درياه ” في اللحظات الأخيرة من الفيلم . )) ([4]) .
ويذكر الباحث البحريني حسين محمد
حسين أنه مخلوق بحري أسطوري كانت تعتقد بوجوده العامة في الخليج العربي وأصل
الأسطورة فارسية لمخلوق أسطوري يعرف بالفارسية باسم " ملك دريا "
أي ملك البحر ، وقد انتقلت أساطير هذا الكائن للعرب في الخليج العربي مع تغير اسم
الكائن لعدد من الصيغ فقد ذكره فالح حنظل في معجم ألفاظ الإمارات : " أبو
دريا وبابه دريا : كائن خرافي يعيش في البحر ، قيل إنه يظهر على شكل انسان مخيف
الخلقة ، يسمعون صياحه في البحر كأنه غريق فإذا أنقذوه أكل طعامهم وربما أتلف شيئا
في السفينة . ولذا فهم إذا عرفوا أنه أبو دريا تصايحوا : ( هاتوا الجدوم والمنشر )
( والجدوم نوع من الفؤوس ) فإذا سمعهم خاف وعاد إلى البحر . وقصة بابه دريا ترويها
الأمهات لأطفالهن لتخويفهم من شرور الذهاب والعوم في البحر " .أما سيف
الشملان في كتابه " الألعاب الشعبية الكويتية فقد ذكر هذا الكائن باسم أبو
درياه وبود رياه وقال عنه : " كنت اسمع من البحارة أقوالا عن أبي درياه وأنه
حيوان بحري على شكل الإنسان يصعد إلى ظهر السفينة ليمسك من يصادفه من البحارة
ويلقيه في البحر ليفترسه . وأنهم إذا شاهدوه صاعداً إلى ظهر السفينة صاحوا به
وأخرجوا السكين ونحوها فيلقي بنفسه في البحر طالباً للنجاة والعجب أن البحارة
يعتقدون بوجوده ويقصون قصصاً عنه "
.
ويرى حسين محمد حسين أن
الكلمة مشتقة من الاسم الفارسي " ملك دريا " ، إلا أنه أيضا هناك مخلوق
له نفس المواصفات له ذكر في كتب التراث العربي ولكنه مشهور بمسمى " إنسان
الماء " و " الشيخ اليهودي " و " شيخ البحر " ، وقد جاء
في كتاب حياة الحيوان للدميري : " إنسان الماء : يشبه الإنسان ، إلا أن له
ذنباً . قال القزويني : وقد جاء شخص بواحد منها في زماننا مقدر كما ذكرنا . وقيل :
إن في بحر الشام ، في بعض الأوقات من شكله
شكل إنسان وله لحية بيضاء ، يسمونه شيخ البحر ، فإذا رآه الناس استبشروا بالخصب .
وحكى أن بعض الملوك ، حمل إليه إنسان ماء ، فأراد الملك أن يعرف حاله فزوجه امرأة
، فأتات منها ولد يفهم كلام أبويه ، فقال للولد : ما يقول أبوك ؟ قال : يقول أذناب
الحيوان كلها في أسفلها ، فما بال هؤلاء أذنابهم في وجوهم " ، وقد زعم بعض الكتاب ومنهم الشملان في كتابه
الألعاب الشعبية الكويتية أن أصل أسطورة أو درياه هو الأطوم ( بقرة البحر ) إلا أن
المرجح أن أصل أسطورة أبو درياه وملك دريا وإنسان الماء هو الفقمة التي تعيش في
البحر المتوسط والمعروفة باسم الفقمة الراهبة([5]).
وقد يكون أبو درياه شيخ
البحر الذي يرد في حكاية السندباد أو الدوال باي .
انظر مادة ( شيخ البحر ) ،
ومادة ( الدوال باي ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق