الخميس، 4 أكتوبر 2018

أبو درياه ، بو درياه ، بابا درياه


أبو درياه ، بو درياه ، بابا درياه


كائن خرافي ينتشر في الخليج ( الكويت والإمارات والعراق والبحرين) ويعرف بآ أبو درياه ، و بودرياه و بابا درياه وينتمي إلى عالم الجن وتروي عنه حكايات مرعبة بين سكان الإمارات الذين يعيشون على ساحل البحر وخصوصاً من قبل البحارة والصيادين وغواصي اللؤلؤ أما اسمه فيعني بالفارسية " أبو البحر " مما يدل على أن منشأ الأسطورة فارسي([1]) .
وهو معروف في الكويت فقد ذكره القناعي في كتابه ( صفحات من تاريخ الكويت ) فقال : (( أبو درياه : عند أهل البحر. وهو بصفة إنسان يسمعون صياحه في البحر كأنه غريق فإذا أنقذوه أكل ما قدم له. وإذا غفل عنه رجع إلى البحر وربما أتلف شيئا من السفينة. )) ([2]) .
ويقول جلال الحنفي البغدادي : (( كائن يخرج على الناس من البحر .. [ وفي بغداد يسمون مثله " فريج الأكرع " .. )) ([3]).
ويقول غازي القصيبي في روايته ( الجنية ) : (( لا أود أن أترك جن الخليج دون التعريج على أشهر جنيّ بحري في المنطقة هو أبو درياه . تتفق حكايات البحارة على أنه أقرب في الشكل إلى القرد الضخم منه إلى الإنسان , وأنه يظهر في ظلام الليل من أعماق البحر إلى السفينة التي نام بحارتها , ويتخذ موقعا في مؤخرتها , ويأخذ النارجيلة التي يجدها هناك , ويدخن بإستمتاع . لايضر هذا الجنيّ النيكوتيني أحدا , إذا استثنينا مايستهلكه من تبغ البحارة , ويعود إلى البحر بمجرّد انتهائه من النارجيلة . يستطيع البحارة , الذين لايستظرفون هذا الضيف الليلي , طرده بالقرع بالهاون . مع أول دّقة , يقفز صاحبنا إلى الأعماق , تاركا النارجيلة مشتعلة . اواه ! كم حلمت في طفولتي بفيلم سينمائي يقتسم بطولته دعيدع و أبو درياه . كنت واثقا أن دعيدع سينتصر على أبو درياه في اللحظات الأخيرة من الفيلم . ))  ([4]) .
ويذكر الباحث البحريني حسين محمد حسين أنه مخلوق بحري أسطوري كانت تعتقد بوجوده العامة في الخليج العربي وأصل الأسطورة فارسية لمخلوق أسطوري يعرف بالفارسية باسم " ملك دريا " أي ملك البحر ، وقد انتقلت أساطير هذا الكائن للعرب في الخليج العربي مع تغير اسم الكائن لعدد من الصيغ فقد ذكره فالح حنظل في معجم ألفاظ الإمارات : " أبو دريا وبابه دريا : كائن خرافي يعيش في البحر ، قيل إنه يظهر على شكل انسان مخيف الخلقة ، يسمعون صياحه في البحر كأنه غريق فإذا أنقذوه أكل طعامهم وربما أتلف شيئا في السفينة . ولذا فهم إذا عرفوا أنه أبو دريا تصايحوا : ( هاتوا الجدوم والمنشر ) ( والجدوم نوع من الفؤوس ) فإذا سمعهم خاف وعاد إلى البحر . وقصة بابه دريا ترويها الأمهات لأطفالهن لتخويفهم من شرور الذهاب والعوم في البحر " .أما سيف الشملان في كتابه " الألعاب الشعبية الكويتية فقد ذكر هذا الكائن باسم أبو درياه وبود رياه وقال عنه : " كنت اسمع من البحارة أقوالا عن أبي درياه وأنه حيوان بحري على شكل الإنسان يصعد إلى ظهر السفينة ليمسك من يصادفه من البحارة ويلقيه في البحر ليفترسه . وأنهم إذا شاهدوه صاعداً إلى ظهر السفينة صاحوا به وأخرجوا السكين ونحوها فيلقي بنفسه في البحر طالباً للنجاة والعجب أن البحارة يعتقدون بوجوده ويقصون قصصاً عنه  " . 
ويرى حسين محمد حسين أن الكلمة مشتقة من الاسم الفارسي " ملك دريا " ، إلا أنه أيضا هناك مخلوق له نفس المواصفات له ذكر في كتب التراث العربي ولكنه مشهور بمسمى " إنسان الماء " و " الشيخ اليهودي " و " شيخ البحر " ، وقد جاء في كتاب حياة الحيوان للدميري : " إنسان الماء : يشبه الإنسان ، إلا أن له ذنباً . قال القزويني : وقد جاء شخص بواحد منها في زماننا مقدر كما ذكرنا . وقيل : إن في بحر الشام ، في بعض  الأوقات من شكله شكل إنسان وله لحية بيضاء ، يسمونه شيخ البحر ، فإذا رآه الناس استبشروا بالخصب . وحكى أن بعض الملوك ، حمل إليه إنسان ماء ، فأراد الملك أن يعرف حاله فزوجه امرأة ، فأتات منها ولد يفهم كلام أبويه ، فقال للولد : ما يقول أبوك ؟ قال : يقول أذناب الحيوان كلها في أسفلها ، فما بال هؤلاء أذنابهم في وجوهم  "  ، وقد زعم بعض الكتاب ومنهم الشملان في كتابه الألعاب الشعبية الكويتية أن أصل أسطورة أو درياه هو الأطوم ( بقرة البحر ) إلا أن المرجح أن أصل أسطورة أبو درياه وملك دريا وإنسان الماء هو الفقمة التي تعيش في البحر المتوسط والمعروفة باسم الفقمة الراهبة([5]).
وقد يكون أبو درياه شيخ البحر الذي يرد في حكاية السندباد أو الدوال باي .
انظر مادة ( شيخ البحر ) ، ومادة ( الدوال باي ) .



([1]) سعد رفعت ، الموسوعة العالمية للاساطير الشعبية ، ص 284 ، الحاشية [ 1 ]  .
([2])  صفحات من تاريخ الكويت ص 78 ذات السلاسل للطباعة والنشر والتوزيع ، الطبعة الخامسة  1408 هـ 0 1908 م .
([3])جلال الحنفي البغدادي ، معجم الألفاظ الكويتية ، ص 11 ( بغداد ، مطبعة أسعد ، 1383هـ / 1964 م ) .
([4])  الجنية  ص 35  ، الطبعة الخامسة  2011م .
([5])انظر : حسين محمد حسين ، المخلوقات الأسطورية في الثقافة الشعبية في البحرين ، ص 48 – 50 ، ( كتاب إلكتروني )  .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق