السبت، 28 مارس 2020

نقاط التحول في تاريخ العرب


نقاط التحول في تاريخ العرب

 هذا مقال قديم قد سجلته في احد المنتديات منذ أكثر من 10 سنوات ..

أولًا نقطة التحول :  الهجرة النبوية

تعتبر الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة بداية عهد جديد ليس في تاريخ العرب فحسب بل في تاريخ الإنسانية قاطبة .وكان من فضل ذلك التاريخ على العرب أن أقام لهم مجدا خالدا ، وتاريخا حافلا ، وثقافة عظيمة ، وخلد هذه اللغة العربية العظيمة .وبعد أن كان التفكك والصراع يسيطر على عرب الجاهلية ، بدأت هذه الهجرة العظيمة وبعد ظهور الإسلام العظيمة قبل بأكثر من عشرة سنين ، لتقيم دولة الإسلام وتحرز الانتصارات في السنة الثانية للهجرة وتصد جحافل الأحزاب في السنة الخامسة للهجرة ، ليصبح الإسلام من بعدها والدولة الإسلامية الوليدة هو المهيمنة على كفار قريش وغيرهم فتغلب على بني قريظة وفتح خيبر حتى فتح مكة سنة 8 هجرية ليصبح الإسلام وبعد ذلك هو الغالب ليهزم ثقيف و هوزان في غزوة حنين ويحاصر الطائف ، وليكون ذلك سببا في توافد الوفود في السنة التاسعة وما بعدها وكان أخر تلك الغزوة غزوة تبوك التي أظهرت قوة تلك الدولة الناشئة ، وتحديها للقوى الخارجية الكبرى الممثلة في دولة الروم ، وكانت هذه الغزوة ما هي إلا البداية لتلك الفتوحات العظيمة في بلاد الروم وفارس .
وقد توفي الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقد بلغ رسالة ربه عز وجل ، وأقام دولة قوية قام من ولي الخلافة من بعده ورغم حركات الردة ومدعي النبوة التي قضي عليها بحزم ، ليقوم من بعدها المسلمون بفتوحاتهم العظيمة في الشام ومصر والعراق وفارس .
فكانت معركة اليرموك ( 13 هـ ) الحاسمة في الشام والتي مكنت المسلمين من السيطرة على جميع مدن الشام ومن بينها دمشق سنة 14 هـ وبعلبك وحمص سنة 15 هـ وبيت المقدس سنة 15 هـ بعد معركة أجنادين وبعد تسليمها للخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، ومن بعدها فتح مصر سنة 19 هـ .
وكانت معركة القادسية ( 15 هـ ) التي مكنت العرب من السيطرة على عاصمة الفرس المدائن ومن بعدها العراق ، ومن بعدها معركة نهاوند ( 21 هـ ) أو فتح الفتوح التي مكنت المسلمين من فتح جميع بلاد فارس لتستمر تلك الفتوح حتى عصر الخليفة عثمان رضي الله عنه في بلاد فارس وبرقة ومعركة ذات الصواري في سنة 34 هـ التي أبرزت العرب كقوة بحرية ناشئة .
وهكذا هزمت الدولة الإسلامية الناشئة أكبر قوتين في ذلك الزمان وذلك بفضل ذلك الدين العظيم الذي كان له الأثر الكبير في تاريخ وكان النقطة الأولى والعظيمة في تحولات التاريخ الإسلامي .

الهجرة والتحول

كان للإسلام والهجرة التي اعتبرها المسلمين بداية تاريخهم عظيم الأثر في أخلاق المسلمين وتوحدهم ، فبعد أن كانت عبادة الأصنام هي الغالبة على عرب الجاهلية أصبح الدين الإسلامي وما يمثله من توحيد لله عز وجل هو الغالب .
وقد هذب الإسلام كثير من أخلاق العرب ، وغير من قيمة بعض الأشياء والأخلاق في نظر العرب ، فارتفعت قيمة أشياء وانخفضت قيمة أخرى كما يقول أحمد أمين .
وكان من بين ذلك قضية التفاضل بين الناس التي أرجعها الإسلام إلى التقوى ، بينما كانت مرجع ذلك إلى القبيلة والوحدة الجنسية .
وكما ذكر أحمد أمين في كتابه فجر الإسلام عن أحد المستشرقين أن الإسلام ( قد رسم للحياة مثلا أعلى غير مثل الحياة في الجاهلية ، وهذان المثلان لا يتشابهان وكثيرا ما يتناقضان ، فالشجاعة الشخصية ، والشهامة التي لا حد لها ، والكرم إلى حد الإسراف والإخلاص التام للقبيلة والقسوة في الإنتقام ، والأخذ بالثأر ممن اعتدى عليه أو على قريب أو على قبيلته بقول أو فعل ، وهذه هي أصول الفضائل عند العرب الوثنيين في الجاهلية .
أما في الإسلام فالخضوع لله والإنقياد لأمره ، والصبر ، وإخضاع منافع الشخص ومنافع قبيلته لأوامر الدين ، والقناعوة وعدم التفاخر والتكاثر ، وتجنب العظة هي المثل الاعلى للإنسان في الحياة ) .
كان من أعظم الانقلابات في تاريخ العرب بعد الإسلام أنه وبعد التفكك الذي كان يسيطر على العرب جمعهم الإسلام تحت قيادة واحدة وراية واحدة هي راية التوحيد لتحدث تلك الفتوحات العظيمة والتي تغير من حالة العرب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وتغير من خارطة العالم أجمع .

القادة

كانت السيطرة وقبل تلك الهجرة لكبار كفار قريش مثل أبو جهل وأمية بن خلف والوليد بن المغيرة وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو سفيان وأبو لهب وغيرهم من الملأ من كفار قريش .
وقد أدت الهجرة تلك لأن تبرز قيادة الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة وتظهر الكثير من القيادات والجيل الجديد كأبو بكر وعمر وعلى وعثمان وغيرهم من كبار الصحابة من المهاجرين والأنصار  ، وقد كان لمعركة بدر وانتصار المسلمين فيها وقتل الكثير من كبار كفار قريش دور كبير في إبراز قيادة الرسول صلى الله عليه وسلم وزيادة قوة مركزه في المدينة ، كما أنها لها دور في ظهور قيادة أبو سفيان نتيجة مقتل كبار كفار قريش في مكة وظهر هذا جليا في معركة أحد
وما بعدها من المعارك حتى فتح مكة .
كما أن لمعركة الأحزاب دور في انقلاب كفة الغلبة للمسلمين وإسلام بعض الشخصيات المهمة التي كان لها دور كبير في الردة والفتوحات الإسلامية كخالد بن الوليد وعمرو بن العاص .
كما أن فتح مكة له الدور الكبير في إبراز شخصيات مناصره لهذا الدين من كفار قريش في السابق والجيل الجديد كعكرمة ومعاوية الذي كان له دور كبير فيما بعد في تقوية مركز الدولة الإسلامية في الشام و تأسيس الدولة الأموية .

أهم المدن

 المدينة المنورة عاصمة الخلافة ، مكة المكرمة العاصمة المقدسة للدولة ، ( سيطرة إقليم الحجاز في تلك الفترة .
البصرة والكوفة وهي مركز الفتوحات العربية في العراق وكان لها دور كبير فيما بعد :
دمشق : العاصمة القادمة في العصر الأموي ، وكان لها دور في عهد ولاية معاوية وبالأخص في عهد عثمان بن عفان ، وكان لها دور كبير في اتساع الفتوح في الشام والجزيرة>
مصر : ومدينة الفسطاط ، نقطة الانطلاق لفتح برقة ، وشمال إفريقيا والنوبة والسودان .
***
لا شك أن الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة كان لها دور عظيم في تاريخ العرب قاطبة بل وفي تاريخ العالم أجمع ، فقد كانت هذه الهجرة سببا لبداية نصرة الإسلام على أعداءه ،  وقيام المجتمع الإسلامي والدولة الإسلامية ، وتوحد جزيرة العرب تحت راية واحدة هي راية الإسلام وكانت سببا في تغيير عادات  العرب ومبادئهم وأخلاقهم ودياناتهم .
لتبدأ تلك الفتوحات العظيمة ( العراق وفارس ، والشام ، ومصر وبر قة ) لتغير صورة التاريخ القديم ( دولة واحدة ، تشمل جميع هذه الأقاليم ) ) ، وتغير من توازن الدول العظمى في ذلك الزمن ، وتطبع ذلك التاريخ بتأثيراتها العظيم في ذلك العصر وما بعده وحتى عصرنا هذا  .

ثانيًا نقاط التحول : مقتل عثمان رضيي الله عنه 

كان مقتل عثمان رضي الله عنه في سنة 35 هـ مرحلة من مراحل التحول في تاريخ العرب والمسلمين .
فبعد أن كانت الدولة العربية والأمة الإسلامية متحدة مجتمعة أدى هذا الحدث إلى بروز الفتنة ( الفتنة الكبرى ) وانقسام هذه الدولة في صراع مرير أنتج عنه ظهور الأحزاب السياسية كالأمويين والهاشميين والزبييريين ، وظهور العصبية بين المضريين واليمانيين ، وبروز المذاهب كالشيعة والخوارج والمرجئة والمعتزلة وغيرهم من الفرق . ورغم أن أحد الخلافاء العباسيين ( المأمون أن كنت أذكر ) يرجع مسببات تلك الفتنة التي حدثت إلى قضية الستة الذين اختارهم عمر رضي الله عنه في الشورى .وقد يكون هذا سببا وجيه ويدل على ذلك وما حدث بعد ذلك من الخلاف في ترشيح عثمان وعلى رضي الله عنهما .
كما يضاف إليه ما حدث في زمن عثمان رضي الله عنه من سيطرة الأمويين والجماعات الذي كانت من قبل مناوئ  
للإسلام أو من أبناءهم من دون كبار الصحابة ، وسيطرة القرشيين على المناصب العلية و الولايات وأخص بالذكر هذه الجماعة ( معاوية بن أبي سفيان – عبد الله بن أبي السرح –عمرو بن العاصسعيد بن العاص – مروان بن الحكم – عبد الله بن عامر ) وما أحدثه هذا من المعادة لقريش وغلبتها من قبل بعض الفئات من القبائل والذين رفعوا أحقية بعض كبار الصحابة في الخلافة وطالبوا بعزل عثمان رضي الله عنه .
وقد أدى مقتل عثمان رضي الله عنه في قيام معركة الجمل بين على رضي الله عنه والذي اختاره الكثير للخلافة بعد عثمان من جهة وبين أم المؤمنين عائشة والزبير وطلحة الذين طالبوا بالقصاص من قتلى عثمان رضي الله عنهم وذلك في سنة 36 هـ ومعركة صفين والتي لم تكن حاسمة في سنة 37 هـ بين علي ومعاوية والي الشام الذي عزله علي بعد خلافته ، وما حدث بعدها من قصة التحكيم وخروج الخوارج على علي وما حدث من معركة النهروان في تلك السنة ..
وقد أنتجت كل تلك الأحداث التي واجهت علي رضي الله عنه والاضطرابات الذي حدث في صفوف جيشه ، مع ما قام به معاوية وطوال ولايته على الشام في عهد عثمان رضي الله عنه وتكوينه حزب قوي يذعن له بالأمر كل هذا أدى إلى أن تكون كفة المبادرة ترجح لصالح معاوية الذي ضم في سنة 38 هـ مصر لحكمة واستمر ذلك حتى سنة 40 هـ عندما قتل علي رضي الله عنه على يد الخارجي عبد الرحمن بن ملجم وهو يعد العدة لخوض المنازلة الأخيرة مع معاوية .
وفي سنة 41 هـ سلم الحسن الخلافة لمعاوية بعد الاضطراب الذي حدث من قبل جيشه ليعتبر ذلك العام عام الجماعة ، ليحكم معاوية حكما ملكيا تكون العاصمة بعدها دمشق أن كانت المدينة والكوفة في عصر الخلفاء الراشدين .وتستمر الفتوحات العربية الإسلامية حتى سنة 60 هـ حيث يتوفى معاوية وتنتقل الخلافة لأبنه يزيد الذي ولي ولاية العهد سنة 49 هـ ورغم عدم رضى الكثير من القوى . ثم ليتولى الملك والخلافة في سنة 60 هـ وينتج عن ذلك الكثير من الحوادث المتلاحقة والمفجعة مثل مأساة مقتل الحسين رضي الله عنه سنة 63 هـ وأسر أل البيت رضوان الله عليهم ، وما أنتجت من ثورة أهل الحجاز في المدينة وثورة عبد الله بن الزبير في مكة 63 هـ وحادثة الحرة وإباحة المدينة من قبل جيش يزيد بقيادة مسرف بن عقبة سنة 63 هـ وحصار مكة ورمي الكعبة بالمنجنيق في تلك السنة .ولم ينهي كل تلك المآسي إلا مهلك يزيد في سنة 64 هـ ، لتنتفض الأمور على الأمويين ويزداد موقف الزبيريين بقيادة عبد الله بن الزبير والذي تبايع له جميع الأقاليم وحتى الشام ودمشق بعد وفاة معاوية الثاني وعلى يد الضحاك بن قيس ثم يبرز موقف الأمويين من جديد بعد مبايعة مروان بن الحكم سنة 64 هـ وهزيمة الضحاك في مرج راهط 64 هـ المعركة الفاصلة التي أعادت الأمويين للمنافسة على السلطة والغلبة على الشام ، كما أن هذه المعركة أظهرت العصبية بين مضر الذين كانوا مساندين للضحاك واليمانية الذين ساندوا الأمويين تلك العصبية التي برزت بعد وفاة عمر بن عبد العزيز ومقتل يزيد بن المهلب ( سنة 102 هـ ) بشكل عنيف وكانت سببا من أسباب انهيار الدولة الأموية .كانت معركة مرج راهط في أواخر سنة 64 أو بداية سنة 65 هـ هـ معركة مؤثرة بالنسبة لسلطة الأمويين في الشام والمنافسة من أجل السيطرة على الدولة الإسلامية وقد تمكن لهم من بعد ذلك السيطرة على مصر سنة 65 هـ ليتوفى بعدها مروان بن الحكم وتنتقل الخلافة إلى ابنه عبد الملك بن مروان الذي وحد الدولة الإسلامية من جديد في سنة 73 هـ بعد مقتل عبد الله بن الزبير .
ولم يحدث هذا بغتة فقد كان هناك صراع شديد بين أقاليم الشام والعراق والحجاز فقد كان الشام خالصا للأمويين بعد معركة مرج راهط بينما حدث في العراق الكثير من الثورات مثل ثورة مضر على عبيد الله بن زياد قاتل الحسين وفراره إلى الشام في سنة 64 هـ ومبايعة أهل العراق لعبد الله بن الزبير بعد هذه الثورة ، وما قام به التوابيين المطالبين بثأر الحسين رضي الله عنه بقيادة سليمان بن صرد الخزاعي ومقتلهم على يد جيش الأمويين بقيادة عبيد الله بن زياد في عين الوردة في سنة 65 هـ ، ثم وثوب المختار في سنة 66 هـ بالكوفة وما صنعه من قتل قتلة الحسين رضي الله عنه وما أدى ذلك لتصارع الأقاليم الثلاثة الشام للأمويين والعراق أو الكوفة للشيعة والمختار الثقفي والحجاز لعبد الله بن الزبير ، ومقتل عبيد الله بن زياد سنة 67 هـ بعد المعركة التي قامت بين العراق بقيادة إبراهيم بن الأشتر قائد جيش المختار الثقفي ، وعبيد الله بن زياد قائد جيش الأمويين بالشام .
ثم مقتل المختار في تلك السنة بعد مسيرة مصعب بن الزبير ثم مقتل مصعب بن الزبير على يد عبد الملك بن مروان وسيطرته على العراق سنة 71 هـ بعد قتله لعمرو بن سعيد بن العاص الذي خالف عبد الملك بن مروان في دمشق في سنة 69 هـ ، ومصالحته الروم في سنة 70 هـ واستتباب الأمر لعبد الملك بن مروان في خرسان في سنة 72 هـ بعد مقتل عبد الله بن خازم .
ثم بعثه للحجاج بن يوسف الثقفي في سنة 72 هـ إلى الحجاج وحصار مكة في سنة 73 هـ ورميها بالمنجنيق ومقتل عبد الله بن الزبير ليستتب الأمر لعبد الملك بن مروان ما عدى خروج بعض الخوارج ومن أبرزهم شبيب بن شيبة ووثوب أهل البصرة بالحجاج الذي ولي العراق سنة 75 هـ بقيادة عبد الله بن الجارود وهزيمتهم من الحجاج ثم الخلاف العاصف وثورة عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث في المشرق في سنة 81 هـ ودخوله البصرة والكوفة ثم هزيمة جيشه من قبل الجيش الأموي بقيادة الحجاج في معركة دير الجمامجم وهروبه إلى بلاد الترك ومقتله .
وكانت وفاة عبد الملك بن مروان سنة 86 هـ وقد انتقلت الخلافة للوليد بن عبد الملك الذي بلغت الفتوحات العربية الإسلامية أقصى اتساعها فبرز القادة الفاتحين كقتيبة بن مسلم في ما وراء النهر وحتى حدود الصين وفي بلاد السند والهند وبرز القائد محمد بن القاسم ولبمغرب العربي والأندلس وفاتحه موسى بن نصير وطارق بن زياد .
وكانت وفاة الوليد في سنة 96 هـ وتولي سليمان الذي كان من أكبر أخطاءه قضاءه على هؤلاء الفاتحين العظماء .
وتعتبر فترة خلافة عمر بن عبد العزيز ( 99 – 101 هـ ) فترة إصلاحات وتحول كبير في تاريخ الأمويين ومرحله فاصلة بين زمنيين زمن القوة وزمن الضعف والانهيار .
وكان من أكثر أسباب هذا الانهيار مقتل يزيد بن المهلب بعد خروجه على الخليفة الأموي يزيد بن عبد الملك 102 هـ وما نتج عن ذلك من العصبية بين المضرية واليمانية وغلبة المضرية في عهد يزيد ، ثم انحياز هشام بن عبد الملك لليمانية وتوليته لخالد بن عبد الله القسري سنة ( 105 هـ ) على العراق ثم عزله من قبل هذا الخليفة وتعذيبه وقتله في عهد الوليد بن يزيد سنة 126 هـ وتولية يوسف بن عمر الثقفي على العراق ( 120 هـ) ومما زاد في تلك العصبية سياسة الخلفاء المتأخرين التي زادت من تأجج هذه العصبية وقد أنتج هذا ظهور روح العصبية في جميع أنحاء الدولة ( الشام –العراق - خراسان – وغيرها ) وكان ذلك سببا في مناصرة اليمانية لثورة يزيد بن الوليد على الوليد بن يزيد في سنة 126 هـ وما أحدثه ذلك من الفتن وخلع إبراهيم بن الوليد من قبل مروان بن محمد وما حدث بسبب ذلك من الفتن واستغلال أبو مسلم الخرساني ذلك الخلاف في خراسان حتى انهيار الدولة الأموية في سنة 132 هـ وذلك بعد هزيمة مروان من قبل الجيوش العباسية في موقعة الزاب الأعلى في سنة 132 هـ ومقتله في مصر في تلك السنة .

القادة والأحزاب السياسية والفرق المذهبية  

أدى انتخاب عثمان رضي الله عنه لبروز شخصيات جديدة من غير كبار الصحابة بدأت تهيمن على الوضع العربي والإسلامي مثل معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص ومروان بن الحكم وغيرهم .
وقد أدى مقتل عثمان رضي الله عنه والذي كان من أسبابه نقمت البعض على سيطرة القوى الجديدة التي برزت بعد حكم عثمان من دون كبار الصحابة إلى صراع شديد بين القوتين ، كان من أبرز شخصيات هذا الصراع علي بن أبي طالب أحد أول من أسلم من الصحابة ومعاوية بن سفيان أحد الطلقاء .
وقد انتهى هذا الصراع بغلبة القوى الجديدة وذلك بعد مقتل علي رضي الله عنه في سنة 40 هـ ومبايعة الحسن لمعاوية في عام الجماعة 41 هـ . وقد سبب الزمن الطويل الذي حكم به معاوية ومبايعته ليزيد أن يصبح الشخصيات البارزة في العالم العربي هم الجيل الجديد من أبناء الصحابة ورجالات قريش كالحسن والحسين وعبد الله بن الزبير ومصعب بن الزبير ويزيد بن معاوية ومروان بن الحكم وغيرهم .
كما أنه نتج عن مقتل الحسين ووقعة الحرة ظهور عدة قوى سياسية كان من بينها الأمويين في الشام والزبيريين في الحجاز و والهاشميون في العراق وخاصة الكوفة ونتج عن هذا صراع عنيف وقد زاده الوضع غير المستقر بعد وفاة يزيد وقد أبرز هذا الوضع عدة شخصيات وقيادات وثوار مثل المختار الثقفي والضحاك بن قيس وعبد الله بن خازم ويزيد بن المهلب والحجاج بن يوسف وشبيب بن شيبة .
كان نتيجة هذا الصراع غلبة الحزب الأموي على الخلافة واستتباب الأمر لعبد الملك بن مروان وتمكنه من القضاء على الفتن واستتباب الأمن في عصر أبنه الوليد كل هذا انتج ظهور بعض القادة الفاتحين كموسى بن نصير وطارق بن زياد بالمغرب و قتيبة بن مسلم ويزيد بن المهلب ومحمد بن القاسم وغيرهم من الفاتحين .
ورغم هذا فقد كان المنافس لهم في ذلك العصر الهاشميون والشيعة وظهر ذلك في خروج الحسين بن على ومقتله في سنة 61 هـ وثورة التوابيين بقيادة سليمان بن الصرد في سنة 65 هـ ثم ثورة المختار الثقفي في الكوفة في سنة 66 هـ والقضاء عليها من قبل الزبيريين في سنة 67 هـ . كما كان للهاشميين نفوذ في الحجاز محمد بن الحنفية ( بن علي ) . وخروج زيد بن علي بن الحسين في زمن هشام بن عبد الملك سنة 122 هـ بالكوفة ومقتله . ومقتل يحي بن زيد بن علي في خراسان في زمن الوليد بن يزيد .
ولم تتوقف هذه الثورات على البيت العلوي من الهاشميين بل ظهر البيت الجعفري وذلك في ثورة عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر في سنة 127 هـ بالكوفة ثم في فارس سنة 129 هـ ومقتله .
 إلا أن النجاح كان حليف البيت العباسي الذي نجح في التخطيط لثورته منذ زمن الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز على يد محمد بن علي بن عبد الله بن العباس والذي كان يقين بالحميمة بالشام وكانت الكوفة مركز الدعوة التي تبث في خراسان منطقة الساخطين على الدولة الأموية ونشوب نار العصبية بين مضر واليمانية فيها وضعف قوة أمير تلك الولاية من الموالي وحتى وفاة سنة 125 هـ ومن بعده أبنه إبراهيم والذي ظهرت الدعوة في خراسان بقيادة أبو مسلم الخرساني في سنة 129 هـ وسيطرته على خراسان وسطرة العباسيين على العراق في سنة 132 هـ وهزيمة مروان في الزاب الأعلى .
كما كان هناك منافس برز من قبل حزب الزبيريين والذين كان مركز ثقلهم الحجاز وكادوا أن يغلبون على الخلافة والدولة الإسلامية في عهد عبد الله بن الزبير لولا تلك الموقعة الحاسمة في مرج راهط سنة 64 هـ التي أعادت منافسة الأمويين ومقتل مصعب بن الزبير في سنة 71 هـ ومقتل عبد الله بن الزبير في سنة 73 هـ وبعدها أفل نجم الزبيريين .
كما أن الاختلاف في مسألة الخلافة ومن يتولاها وما حدث من الفتن السياسية بسبب هذا كونت تلك الاختلافات في المذاهب والفرق وظهر من بين تلك الفرق بعض الشخصيات المناظرة عن كل جماعة وفرقة والمدافعين وكان من أبرزهم الخوارج الذين خرجوا على علي بن أبي طالب وعلى الكثير من الخلفاء الأمويين وكانت أول معاركهم معركة النهروان مع علي رضي الله عنه وكان تاريخهم حافلا في العهد الأموي وكانوا سببا من أسباب ضعف الدولة الأموية وبرز منهم جماعه كنجدة بن عامر وعبد الله بن أباض التميمي وزياد بن الأصفر وشبيب بن شيبة وقطري بن الفجاءة وكان بروزهم في زمن عبد الملك وما قبله وكانت معظم حركاتهم في العراق وفارس وكرمان وطبرستان وظهر الضحاك بن قيس الشيباني في الكوفة سنة 127 هـ والموصل ونصبين وهزم من قبل الجيش الأموي بقيادة عبد الله بن مروان في في نصبين وقتل وهزم في ماردين بقيادة الخليفة مروان بن محمد سنة 128 هـ في كم ظهر أبو حمزة الخارجي في الحجاز وسيطرة على المدينة سنة 130 هـ ثم هزم من جيش مروان في وادي القرى .
كما أن العداء الذي حدث بين الأحزاب المختلفة وظهور الخوارج والشيعة وتكفير كلى الجماعتين لبعض الشخصيات المهمة في ذلك التاريخ أظهر بعض الفرق كالمرجئة الذين ظهر مذهبهم في دمشق بالذات التي الذي أرجئوا أمر جميع ما أحدثه من خلاف لله عز وجل وكانت سياستهم عدم الانحياز لأحد الجماعتين وبرز من رجالهم جهم بن صفوان والحارث بن سريج الذي ثار في خراسان سنة 127 هـ وقتل سنة 128 هـ ، ثم ظهر المعتزلة في البصرة ذلك المذهب الذي كان بارزا جدا في أخر الدولة الأموية ( وبرز بشكل كبير بعد ذلك العصر في زمن العباسيين وخاصة أبو جعفر المنصور والمأمون والمعتصم والواثق ) وتبرز قوتهم في دورهم في سيطرة الخليفة الأموي يزيد بن الوليد ونفوذهم البارز في البصرة في نهاية العهد الأموي بل ودورهم حتى في مبايعة المناوئين للأمويين من الهاشميين كمحمد بن عبد الله الذي خرج في زمن أبو جعفر المنصور و كان على رأسهم واصل بن عطاء .
كما أن اعتماد الأمويين على العرب دون الموالي أبرز الكثير من السخط بين الموالي وكان من أبرز هذا وضع الجزية على الموالي رغم إسلامهم وقد برز ذلك السخط في عهد عبد الملك بن مروان وواليه الحجاج بن يوسف الثقفي ولذا ليس بالغريب أن يكون معظم مؤيدي ثورة عبد الرحمن بن محمد الأشعث من بين الموالي .
كما ليس من الغريب أن يعمل عمر بن عبد العزيز الكثير من أجل إصلاح نظام الجزية ويساوي بين الموالي الداخلين في الإسلام وبين والعرب ، إلا أن وفاة عمر وعودة الخلفاء الأمويين عن هذا النظام زاد من سخط الموالي والذين أخذت قوتهم تزداد في المجتمع الإسلامي ويبرز بينهم بعض الشخصيات الشهيرة كالحسن البصري ومحمد بن سيرين وغيرهم وكان ذلك سببا في بروز الثورات في خراسان وتأييد الموالي للعباسيين في ثورتهم على الأمويين
ورغم أن تلك الفتن كانت سببا في إضعاف الدولة الإسلامية إلا أنها لم تكن عائقا في نمو الدولة الإسلامية وبداية وتقدمها الحضاري ، فبدأت أشكال التدوين منذ ذلك العصر في التاريخ والسير والمغازي كعروة بن الزبير وأبان بن عثمان وغيرهم وكانت بداية جمع الحديث وبرز في هذا الزهري والفقه والتفسير والاهتمام باللغة وبرز في هذا المضمار الأسود الدؤلي والشعر جرير والفرزدق والأدب وكتابة الدواوين عبد الحميد الكاتب وسبب بروز طبقة ثرية في المدينة وبلاد الشام إلى ظهور المغنين والملحنين ، بل وكانت بداية ظهور العلوم الطبية والكيميائية ويمثل ذلك الاهتمام الامير الأموي خالد بن يزيد .

صراع الأقليم  

يعتبر الشام وعاصمته دمشق هو أبرز أقليم كان مهيمنا في تلك الفترة ، وكان أكثر الأقاليم التي كان المنافسة العراق أولا والحجاز ثانيا ..
 ورغم هذا فقد كان للشام القوة والهيمنة وحتى مع اتحاد الولايات الأخرى في معاداة إقليم الشام وقد اتضح ذلك في الصراع الذي قام بين علي رضي الله عنه ومعاوية رضي الله عنه ، وبعد ذلك في عهد الخلاف الذي حدث بعد وفاة يزيد وسيطرة عبد الله بن الزبير على جميع الولايات ما عدى الشام ورغم هذا فقد استعاد الأمويين مصر العراق وفارس والحجاز . وقد يرجع ذلك إلى مقام به معاوية في عهد عثمان بن عفان من ترسيخ تواجد الأمويين في تلك المنطقة وولائهم المطلق للأمويين مع ما عرفت به الأقاليم الأخرى من فتن وعدم اجتماع كان السبب الأبرز في هذا .
فقد أدى حصار عثمان وضعف الحامية في المدينة ومقتل عثمان إلى انتقال الخلافة إلى الكوفة ( علي بن أبي طالب ) ودمشق ( الأمويين ) . ثم حادثة الحرة واستباحة المدينة وحصار مكة كل هذا أظهر ضعف الحجاز كطرف مصارع بين الأقاليم الثلاثة المهيمنة في ذلك العصر .
ورغم أن الحجاز استعاد بعض من مكانته في فترة حكم الزبيريين في مكة من سنة 63 هـ إلى سنة 73 هـ إلا أن هذه المكانة السياسية ازدادت في الانهيار بعد مقتل الزبير وحصار مكة في عهد عبد الملك بن مروان بل بلغ الأمر أنه لم يتمكن الحجازيين من التغلب على أبو حمزة الخارجي في أخر عصر الدولة الأموية . وإن كانت مكانة الحجاز الدينية والثقافية واهتمام الخلفاء الأمويين بالحجاز لأنه مرجع قبيلة قريش وبداية الدعوة الإسلامية ومكانته في تاريخ الدولة الإسلامية كان سببا في ضخ أموال الأمويين في هذا الإقليم وبرز لآجل ذلك الترف المشهور في تاريخ تلك الفترة
 وقد كان الصراع بارز بين العراق والشام وإن كانت الهيمنة دوما لقوة إقليم الشام ويتضح ذلك في هزيمة جيش عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث ومقتل يزيد بن المهلب وفي أحداث أخرى ، ولم تنقلب الكفة إلا بعد الخلاف الذي حدث بين اليمانيين ( وهو ما يعتمد عليه جيش الأمويين ) والمضريين والذي كان مروان بن محمد يعتمد عليهم جعل هذا الخلاف يميل إلى العباسيين في معركة الزاب الحاسمة ( سنة 132 هـ ) لتنهار الدولة الأموية ويسيطر إقليم العراق ويهيمن على التاريخ العباسي .
***
لاشك أن مقتل عثمان رضي الله عنه كان سببا من أسباب ظهور الخلاف بين المسلمين ( ما عرف بالفتنة الكبرى ) وكان السياسية بسبب الصراع السياسي (بين الأمويين ، والعلويين ، و الزبيريين) الممثلين لقبيلة قريش  و ( المضريين وواليمانيين ) و ( العرب والموالي )  وبرز بسبب  هذا الصراع وعلى الإمامة والخلافة بشكل خاص بعض الفرق المذهبية كـ( الشيعة ، الخوارج ، والمرجئة ، المعتزلة ) .
وقد كانت أبرز القوى في ذلك العصر الأمويين والذين يمثلون حزب مكة ( قريش ) الذين كانوا مناوئين للإسلام حتى غلبته ، والذين برز دورهم بعد تولي عثمان رضي الله عنه الخلافة ، ثم أزداد دورهم بعد الصراع الذي حدث بين علي ومعاوية رضي الله عنهما .
ليبرز صراع الأقاليم ( الحجاز ، العراق ، والشام المهيمن ) وقد كان للشام في ذلك العصر الهيمنة الغالبة وكان للأمويين الدور الأكبر في ذلك التاريخ .
حتى انهيار دولتهم نتيجة العصبية بين مضر واليمانيية ، وبروز الموالي ، في المجتمع الإسلامي الناقم لتعصب الأمويين للعرب ، وثورة العباسيين ( الحزب الهاشمي الأخر ) .

ثالثًا نقاط التحول: معركة الزاب ( 132هـ ) وتأسيس الدول العباسية

تعتبر معركة الزاب الأعلى معركة فاصلة في تاريخ العرب ، ونقطة تحول من عصر إلى عصر .
فبعد نجاح الثورة العباسية في خراسان في سنة 129 هـ وسيطرتها على العراق والمعركة الحاسمة بين جيوش العباسيين من جهة وجيوش الأمويين في سنة 132 هـ والتي فتحت أبواب الشام وعاصمة الأمويين دمشق وأزالت دولة الأمويين بعد حكم دام ما يقارب التسعين عام ليرث هذه الدولة العباسيين .
ولتعتبر هذه الثورة تحول في تاريخ العرب والمسلمين وكما يقول المؤرخ برنارد لويس : " كان حلول العباسيين محل الأمويين في حكم الجماعة الإسلامية أكثر من مجرد تغيير الأسرة الحاكمة . لقد كانت ثورة في تاريخ الإسلام ، تعين نقطة فاصلة فيه ، ولها من الأهمية ما للثورتين الفرنسية والروسية من الأهمية في تاريخ العرب " [ العالم الإسلامي في العصر العباسي / د : حسن أحمد محمود ،، د: أحمد إبراهيم الشريف / ص 11 ]  .
يثار جدلا كبير حول الثورة العباسية هل كانت نتاج ثورة الموالي ( أو الفرس بشكل خاص ) على سيطرة العرب وتغلبهم ، أم هي ثورة من قبل بعض العرب المبعدين المحرومين من السلطة ضد عرب المركز المتورميين بالسلطة والمال ؟.
ورغم أن لكلى الطرفين وجهة نظر لهم أدلتهم التي بالإمكان الأخذ بها . والاعتماد عليها . إلى أنه والحق يقال أن وجهة النظر التي تعتبر ، ويمكن أن يأخذ بها هي أن للموالي دورا كبير في هذه الثورة وإن من نتاج هذه الثورة أنها ساوت بل وقل أنها أبرزت الموالي في هذا العهد ( على الأقل كان دورهم أعظم وأوضح في هذا العصر من عصر الأمويين الذي كانت السيادة فيه مطلقة للعرب ) ، وهناك الكثير من الأدلة التي تثبت هذا ، ومنها أن الدولة العباسية وفي فترة الخلفاء وحتى المأمون على الأقل ) تعتمد على مولاة إقليم خراسان ، كما أنه رويت الكثير من الأقوال عن الأئمة كإبراهيم الإمام ، والخليفة أبو جعفر المنصور والمأمون ما يدل على انحيازهم للموالي .
وبرز هذا أيضا في تعيين الوزراء الفرس وسيطرتهم في الدولة كالبرامكة في عهد هارون وأبناء سهل ( الفضل والحسن ) في عهد المأمون .
بل إن انتصار المأمون ( مرشح الفرس ) على الأمين ( مرشح العرب ) يدل ذلك على أن الموالي ( الفرس بشكل خاص ) كان في هذا العصر لهم الدور البارز والمساوي إن لم يكن الغالب في بعض الأحيان بل وفي كثير من الأحيان . ورغم هذا فلا يمكن أن يقال أن الموالي والفرس بشكل خاص هم الذين كانت لهم الغلبة المطلقة في هذه الدولة بل أن مكانة العرب لم تزل قوية وظاهرة ودليل ذلك أن الكثير من رجال الدعوة العباسية ( هم النقباء ومن بينهم قحطبة الطائي الذي كان قائد الجيوش العباسية لمهاجمة العراق والجيش الأموي فيه بقيادة أبن هبيرة ، هذا مع العلم أن معظم الدعاة كانوا موالي ) من قبائل عربية ، كما أن الخلفاء أنفسهم والذي كانت السلطة بيدهم لم يكونوا إلا عرب وهاشميون بل بلغ الأمر أن يقدم أبو العباس السفاح على أخيه أبو جعفر المنصور مع أن هذا الأخير أكبر منه بعشر سنين لمجرد أن أبو العباس السفاح من والدين عربيين بعكس أبو جعفر المنصور الذي كانت والدته بربرية .وحدث هذا للأمين والمأمون وقدم الأمين على المأمون بضغط البيت الهاشمي على هارون الرشيد .
بل إن أشكال القوة العربية تبرز حتى في الثقافة العربية ممثلة في الكاتبين الشهيرين أبو عثمان الجاحظ وابن قتيبة الدينوري وردهم على الشعوبية الحركة التي تحقر من العرب وتضع من أمرهم رغم أن هذين الكاتبان لم يكونا عربي الأصل . وآين كان السبب في هذه الحركة إلا أنها أوجدت حكما جديد ونظام أخر غير النظام الأموي فلم تكن هذه الثورة فقط أنها أوجدت دولة جديدة هي الدولة العباسية التي ورثت أراضي الدولة الأموية بل إن هذه الدولة كانت سببا من أسباب تسارع ونمو الحضارة العربية الإسلامية لمسببات كثيرة من بينها بروز الموالي أو العناصر غير العربية وبالأخص العناصر الفارسية والتي لها تاريخ قديم مع الحضارة والتي أسهمت في بروز وتشكل الحضارة العربية فظهرت العلوم في العراق وبشكل كبير في البصرة والكوفة الذي كان التنافس بينهم جلي وواضح حتى لتعتبر هذين المدينتين عاصمتي الثقافة في ذلك العصر وإن كان للبصرة اليد الطولة والمكانة الأبرز ،، كما أن انتقال مقر الخلافة إلى العراق والذي كان له مجدا عظيم في الحضارة بشكل أبرز من الشام مع ما عرف عن العراق من بروز الفتن والثورات في العصر الأموي والتي أوجدت الفرق والأحزاب التي تدافع وتجادل عن أفكارها كل هذا ويزيد عليه اهتمام الخلفاء العباسيين والتطور الذي حدث في الأمة الإسلامية والعربية واكتشاف العرب للورق بعد معركة كش بين العباسيين والصينيين التي حدثت في سنة 134 هـ في عهد الخليفة أبو العباس السفاح وانتشار اللغة العربية بين عناصر الدولة بعد مرور أكثر من مائة عام على الهيمنة العربية .
كل هذا كان سببا في ظهور التدوين وبروز الكثير من العلماء والمؤلفين الذين برزوا بشكل كبير في ذلك العصر وكان ذلك العصر بحق بداية تشكل العلوم وجمعها وبداية الاهتمام بالتدوين عند العرب .
كما أن هذا الانتقال ( مركز الخلافة ) إلى العراق بدلا من الشام قد زاد من المؤثرات الشرقية وخاصة الفارسية في نظم الحكم والإدارة بل وفي أشكال الحياة ، ويظهر هذا واضحا في مظاهر الترف الذي حدثت في العصر العباسي وبروز مذاهب الزندقة ، بل وسبب هذا التحول إلى ضعف اهتمام الدولة بالبحر والانصراف إلى البر بعكس الدولة الأموية التي عرف عنها اهتمامها بالبحر لقربها من أعداءها في بيزنطا ( الروم ) ولذا ليس غريب أن يخف الضغط على بيزنطية في العصر العباسي بعد أن حصرت القسطنطينية مرتان في العصر الأموي وذلك في عصر معاوية بن أبي سفيان وسليمان بن عبد الملك . هذا مع الفارق الواضح بين الدولة الأموية في ناحية التوسع والضم بعكس الدولة العباسية التي حافظت على حدود الدولة الإسلامية وسلامتها ما عدى بعض الفتوحات التي كان جلها في الشرق .

مظاهر التغير في العصر العباسي

في السياسة

تأثر الحكم العباسي بشكل كبير بالنظم الفارسية نتيجة سيطرة العناصر الفارسية على الدولة وانتقال مركز الدولة إلى العراق .كما أن الخلفاء في العصر العباسي اعتبروا أنفسهم المدافعين عن الدين وصبغوا الخلافة بصبغة دينية أكثر من ما هي في العصر الأموي فليس من العجيب أن يعتبر الخلفاء أنفسهم ظل الله في أرضه وأقد أعتمد الخلفاء العباسيين في حكمهم على الموالي والفرس بشكل خاص بعكس العصر الأموي الذي اعتمد فيه على العنصر العربي وظهر ذلك في عصر أبو جعفر المنصور الذي عين الموالي على معظم الولايات في الدولة وفي عهد هارون الرشيد ممثل في البرامكة الذين سيطروا على الحكومة حتى نكبهم الرشيد ، وفي عهد المأمون ممثل في أبناء سهل الفضل والحسن .
وبعكس الأمويين كان النظم الإداري في العصر العباسي نظاما مركزيا فأعتبر الولاة في الولايات الأخرى مجرد عمال لا ولاة مطلقي السلطة مثلما حدث في العصر الأموي والذي برز واشتهر من بينهم الحجاج بن يوسف وغيرهم من مشاهير الولاة . وإن كان قد أقام الخلفاء العباسيين بعض الولاة الذين أقاموا حكما متوارثا كالأغالبة في عهد الرشيد في تونس .
كما اعتمد الجيش في العصر العباسي على الفرس بشكل كبير وخاصة من إقليم خراسان الذي رأوا فيهم الخلفاء العباسيين أنهم شيعة بني عباس .
ورغم فقد كان للعناصر العربية دور في الجيوش العباسية وكن من بينهم القادة كقحطبة وابنه الحسن ويزيد بن مزيد وغيرهم إلا أنه وفي عصر المعتصم الذي اعتمد على الأتراك في جيوشه فغلب هذا العنصر على العناصر العربية والفارسية وتمكنوا من السلطة حتى بلغ بهم الأمر أن تجرءوا على قتل الخلفاء .
أحداث سياسية
رغم أن العباسيين قد اعتمدوا على العناصر الفارسية الذي كان لهم الكثير من النفوذ إلا أن العباسيين قد قاوموا أي محاولة للهيمنة على السلطة في الدولة وظهر ذلك في قتل أبو مسلم الخراساني في عصر أبو جعفر المنصور وفي نكبة البرامكة بعد استفحال أمرهم في عهد هارون الرشيد ، وفي قصة مقتل الفضل بن سهل وزير المأمون الذي غلب على الأمر من دون المأمون .
كما أن العباسيين قضوا بيد من حديد على المبادئ المناوئة للدولة والمذاهب الخارجة عن الدين والحركات الانفصالية الفارسية .فقد قضى أبو جعفر المنصور على الراوندية والمتطرفة في تشيعها للعباسيين ، وقضى المهدي على حركة المقنع بخراسان ، وقام المهدي والهادي من بعده بمحاربة الزندقة في المجتمع الإسلامي والتي استفحل أمرها في ذلك العصر .
 كما قضى العباسيون وفي عصر المعتصم على حركة الخرمية والتي ظهرت في عصر أخيه المأمون واستفحل أمرها حتى هددت وجود الدولة بسيطرتها على أجزاء من أيران وأذريبجان وتحالفها مع قوى الروم . ، كما قضى المعتصم على حركة وكان أخر تلك الحركات الخطيرة في ذلك العصر حركة الافشين أحد قادة المعتصم والذي اعتقل بسببها حتى وفاته .
ولم تقتصر هذه الثورات والاضطرابات على العناصر الفارسية بل ظهر من بين العرب الثورات كمناصرة الشاميين لخروج عبد الله بن علي عم جعفر المنصور ، والنزاع الذي حدث بين اليمانيين والعدنانيين في الشام في عهد الرشيد والصراع الذي حدث بين الأمين ( مرشح العرب ) والمأمون ( مرشح الفرس ) ومحاولة الانقلاب على المعتصم من قبل العباس بن المأمون والقواد العرب على سيطرة القواد الأتراك بعد فتح عمورية ، وثورة القيسية وسيطرتهم على دمشق في عهد الواثق وهزيمتهم في مرج دابق .
ثم ما حدث في بلاد العرب من حركة القبائل العربية نتيجة قلة الاهتمام بذلك الأقليم من قبل الخلفاء العباسيين وما أنتج ذلك من حركة بني سليم وبني مرة والأعراب في الحجاز وعيثهم في تلك البلاد  في خلافة الواثق وإرسال بغا الكبير لمحاربتهم .
كما أن العصر العباسي لم يخلو من ثورة الحزب العلوي الذين رأوا أنهم أحق بالخلافة من العباسيين ، حتى لم يولى خليفة عباسي إلا وقد خرج عليه أحد العلويين وكان من أشهرهم ثورة محمد وإبراهين أبني عبد الله بن الحسن في الحجاز والعراق في عهد أبو جعفر المنصور والتي لا قت تأييدا كبير من قبل الكثير من عامة الشعب والعلماء .
وثورة الحسين بن علي بن الحسن في عهد الهادي في الحجاز وسيطرته على المدينة وهزيمته في فخ ( التي لم تكن مصيبة بعد كربلاء أشد منها وأوجع ( ومقتله وما حدث بسبب ذلك من ظهور يحي وأدريس ابني عبد الله بن الحسن الذين ثاروا في عهد الرشيد في بلاد الديلم ( يحي بن عبد الله ) حتى أخذ الأمان من الرشيد ثم اعتقل . وفي بلاد المغرب الأقصى ( أدريس بن عبد الله ) لينشأ الدولة الأدريسية .
ولم يخلوا عصر الخلفاء الأخرين من ثورات العلويين وحتى في عهد المأمون والذي كان يميل إلى البيت العلوي حتى أنه جعل ولي العهد من بعده لعلي الرضا ورغم هذا فلم يخلوا عصر المأمون من ثورات العلويين فكان من ذلك خروج إبراهيم بن موسى باليمن ، ومحمد بن جعفر الصادق بمكة وأبو السرايا الذي دعا لمحمد بن إبراهيم وقد تم القضاء على كل تلك الثورات . وكانت أهم ثورة بعد وفاة المأمون من قبل العلويين ثورة محمد بن القاسم بن علي في عهد المعتصم بالطلقان حتى هزم من قبل عبد الله بن طاهر واعتقل حتى هرب من السجن .
كما أن الأمويين ورغم أنهم زال غلبتهم على الدولة الإسلامية إلا أنهم أقاموا دولة في الأندلس بقيادة عبد الرحمن الداخل لتنافس الخلافة العباسية سياسيا وحضارة .
كما لم يخلوا العصر العباسي من ثورات الخوارج وإن قلة كثيرا عن العصر الأموي بسبب فتك الأمويين بهم بحيث لم يبقى منهم إلا الفلول في أنحاء متفرقة من عمان والجزيرة وخراسان وتونس .
 وكان من أشهر ثوراتهم ثورة ثورة خوارج عمان الإباضية بقيادة الجلندي في عهد السفاح وقضى عليها خازم بن خزيمة ، وثورة ملبد بن حرملة الشيباني بالجزيرة في عهد المنصور وقضى عليها خازم بن خزيمة أيضا .
 وثورة الإباضية بتونس وقضى عليها يزيد بن حاتم المهلبي ، وثورة يوسف بن إبراهيم البرم في خراسان في عهد المهدي فتصدى له يزيد بن مزيد الشيباني وأسره ثم قتل وصلب ، وثورة عبد السلام الخارجي في قنسرين وقضي عليها .
 وخروج الوليد بن طريف الشيباني بالجزيرة في عهد الرشيد وقد اشتدت شوكته حتى أجلاه إبراهيم بن خازم بن خزيمة إلى أرمينيا حتى أرسل له الرشيد يزيد بن مزيد فقضى عليه .
وثورة حمزة الشاري بخرسان والذي تم القضاء عليها ، ثروان الحروري في ضواحي البصرة والتي لاقت نفس المصير .
كما خرج مهدي بن علوان الحروري في عهد المأمون بسواد العراق ، وثورة بلاد الشاري والذي تم القضاء عليه جميعا . وكان أخرها ثورة محمد بن عمرو الشيباني بديار ربيعة وكان مصيره كسابقيها من الثورات .
كما حدثت وفي عصر المأمون ثورة الزط وهم من أخلاط الناس وأغلبهم يعود أصلهم إلى الهنود وغلبوا على طريق البصرة ولم يتم القضاء عليهم إلا في عصر المعتصم .
هذا مع ما حدث من الخلاف الذي حدث بين أهل السنة والمعتزلة وغلبة المعتزلة على الدولة في عهد المأمون وما أحدث ذلك من الصراع في المذاهب والعقائد وما أنتجته المحنة ومسألة خلق القرآن من خلاف بين عموم الشعب ومناصرتهم لمذهب السنة وبين الحكومة العباسية ورجالتها وعلماء المعتزلة في عهد المعتصم والواثق والذي لم ينقضي إلا بعد تولي المتوكل الخلافة وأزال مذهب المعتزلة من سياسة الدولة .
غير حركات العصيان التي قام بها الولاة على الخلفاء في الكثير من الأقاليم وعلى معظم إن لم يكن جميع الخلفاء العباسيين .

في المجتمع

كانت الغالب على عنصر المجتمع تتكون من العرب والفرس والأتراك والمغاربة وكانت تظهر بعض الصراعات بين عناصر هذا المجتمع وبرزت في الصراع الذي حدث بين المأمون والأمين وأشكال الشعوبية وغلبة الأتراك على المناصب في الجيش في أخر هذا العصر .
وقد اعتمد العباسيون على الفرس أكثر من اعتمادهم على العرب ومنذ ظهور العباسيين وأزداد هذا بعد عهد المأمون حتى ظهر الأتراك في عصر المعتصم وغلب نفوذهم السياسي على الجميع .كما أن هناك بعض الطبقات كأهل الذمة وهم النصارى واليهود والذين نالوا الكثير من التسامح وقد قلب على المجتمع العربي في ذلك العصر التأثير الفارسي نتيجة انتقال الخلافة إلى العراق ويتضح ذلك في الكثير من نظم الحكم وفي لبس الأزياء الفارسية بل وفي طريقة بناء بغداد ذاتها التي جعلها دائرية الشكل كالمدائن .كما ازدادت الأموال نتيجة موارد الدولة وما أنتجه العباسيون من سياسة اقتصادية وزراعية وزيادة الرخاء في الدولة الإسلامية مع انتقال مركز الخلافة إلا بغداد حيث الأنهر الكبير .
وكانت خزائن الدولة هي المعين على الترف الذي حدث في عصر العباسيين حتى قيل أن المنصور خلف حين توفي أربعة عشر مليون من الدنانير وستمائة مليون من الدراهم ، كما أن دخل بيت المال سنويا في عهد الرشيد كان يبلغ سبعين مليون من الدنانير .كل هذا أثر في الترف الذي حدث في العصر العباسي لدى الخلفاء وحاشيتهم من البيت العباسي ومن الوزراء والقواد وكبار رجالات الدولة ، كما حدث في عهد الرشيد ووزراءه البرامكة وما قام به المأمون عند زواجه من بوران بنت الحسن وقد ظهر ذلك في القصور والدور والحدائق والمساجد والحمامات وغيرها من أشكال الحضارة .وكان للعطاءات التي يغدقها الخلفاء والوزراء والولاة والقادة على العلماء والأطباء والشعراء والمغنين والمترجمين أثرها الواسع في نهضة العلوم والآداب والفنون نتيجة اكتفاء أصحابها مئونة المعيشة .

وتنقل الأخبار والكتب الكثير من هذه العطاءات ومنها ما يذكر عن إبراهيم الموصلي المغني الذي صار إليه أربعة وعشرون مليون درهم سوى رزقه أو راتبه الشهري والذي يبلغ عشرة آلاف درهم سوى غلات ضياعه ، وما يذكر عن سلم الخاسر الذي خلف حين توفي خمسون ألف دينار  ( وطبيعي أن تدفع هذه الأموال إلى النعيم والترف بكافة أشكالها من دور مزخرفة وفرش وثيرة وثياب أنيقة معطرة ومطاعم ومشارب من كل لون ) وقد ذكرت الكثير من القصص في ذلك العصر الذي تبين ما بلغ به ذلك العصر من ترف ورقي في الحضارة .
كما أن هذا الغنى سببا في بناء المدن الكبيرة كبغداد وسامراء وقرطبة وفاس وزبيد وغيرها من المدن التي ظهرت وأزداد عمرانها .
وقد أدى هذا الترف لبروز الطبقة الوسطى في مدن العراق كبغداد والبصرة والكوفة وسامراء وغيرها من مدن الدولة الإسلامية .
كما ظهر التجار التي كانت سفنهم وقوافلهم غادية ورائحة في البر والبحر لتجلب أنواع التجارة للملوك والوزراء والأغنياء وطبقات المجتمع الأخرى .
حتى كانت رءوس أموالهم تختلف قلة وكثرة فمنهم من كان رأس ماله ثلاثة ألاف دينار ومنهم من بلغ رأس ماله مائة وأربعين ألف دينار ، حتى بلغ أن ربح بعض التجار في صفقة واحدة مائة ألف دينار . هذا مع ما أنتجه هذا الترف وتشجيع الدولة العباسية وتمازج المجتمع الإسلامي وظهور الأسواق التي تجمع حوانيت كل طائفة منهم في سوق أو شارع من ظهور الصنائع والصناع وتأنقهم في صناعة كم أنتج كل هذا الترف التأنق في المأكل والأطعمة والمشارب وقد ذكرت الكثير من القصص عن مآدبهم .
هذا مع معرف به العصر من ظهور الندماء للخلفاء كالأصمعي وأبي يوسف لهارون الرشيد وثمامة بن أشرس للمأمون بالإضافة للندماء الظرفاء أصحاب النوادر كأبو دلامة مضحك السفاح وأبو جعفر المنصور ـ وابن أبي مريم مضحك الرشيد .
مع ظهور أدوات اللهو والترويح كالنرد ( الطاولة ) والشطرنج ، وسباق الخيل والحمام الزاجل ولعبة الصولجان والصيد وغيرها من أشكال الترويح كما عرف للعامة ملاهيهم وفي مقدمتها الفرجة على القراديين والحوائين واجتماعهم على القصاص والحكائين الذين يحكون في دقة لهجات سكان بغداد وغيرها من الأقاليم .
وقد ظهر في ذلك العصر الجواري وبشكل كبير عن العصر الأموي وقد برزت أسواق النخاسة في بغداد وكان من بين شوارع بغداد شارع الرقيق ، وقد أثرن هؤلاء الجواري والذي جلبوا من أصقاع مختلفة من المعمورة أثرنا في ذلك المجتمع تأثير كبير فقد كان من بين هؤلاء الجواري من كنا أمهات للخلفاء ، كما اشتهرت قصص الغازل والشعر في وصف محاسنهن وما عرفن من أدب وثقافة ، وإجادة للغناء وقد أنتجت كل هذا ظهور المجون في طبقة من المجتمع العربي والإسلامي نتيجة التأثير الفارسي وظهر الكثير من الشعراء الذين اشتهروا بذلك كأبو نواس والمطيع بن أياس وغيرهم من شخصيات ذلك المجتمع .ورويت الكثير من القصص عن الشعراء في وصف الخمر وزيارة الأديرة ، وما يحدث في الأعياد مثل أعياد الإسلام وأعياد الفرس كالنيروز وأعياد النصارى كعيد الفصح من لهو مباح وغير مباح .
وقد دفع كل ذلك إلى كثير من المجون والعبث والإباحية ، وظهر بعض الزنادقة والشعوبية والتي حوربت من السلطة والخلفاء العباسيين .
وبرغم هذا فقد كان عموم المجتمع الإسلامي محافظا على دينه فقد كانت مساجد بغداد عامرة بالعباد والنساك وأهل التقوى والصلاح ، وكثرة المواعظ في ذلك العصر وبرز الكثير من العلماء ، وظهر ضروب القصص الديني والوعظ ، وبرزت أشكال الزهد والأتقياء وكان من بين ذلك بداية ظهور التصوف .
كما انه ورغم الترف الذي كان في ذلك العصر فقد كان هناك الكثير من الطبقة المعدمة الفقيرة والتي لم تنل إلا الفقر والفاقة ، ومرد ذلك للطغيان الخلفاء العباسيين وحرمهم للشعب حقوقه واستبعادهم له ما عدى بعض الحاشية والمنتفعين ، وقد سبب هذا في بروز الكثير من الثورات في ذلك العصر .

في الثقافة والحياة العقلية
كان لانتقال الخلافة إلى العرق الذي هو أوفر تحضرا من الشام مع ما أنتج هذا الانتقال من غلبة العنصر الفارسي وتعربها بعد مرور أكثر من مائة سنة على ظهور الإسلام وغلبته على الأمم الأخرى مع اتساع الدولة العباسية واختلاف ثقافة الشعوب فيها مع تمازج ثقافتهم بالإضافة لتطور العقلية العربية نتيجة هذا التمازج بالإضافة لزيادة ثورة الدولة ورواج تجارتها ودعم الخلفاء والوزراء والأمراء للعلماء مع اكتشاف الورق الأرخص تكلفة من أوراق البردي في بداية العصر العباسي كل هذا زاد من ظهور الحركة العلمية وتميز العلوم عند العرب وظهور العلماء والأدباء الذين أثروا تلك الفترة بعلمهم  ، هذا بالإضافة إلى وجود معاهد العلم الممثلة في :

الكتاتيب 
والتي يتعلم فيها الناشئ مبادئ القراءة والكتابة وبعض سور القرآن الكريم وشيئا من الحساب وبعض الأشعار والأمثال .
وقد اشتهر الكثير من المعلمين ومن بينهم أبي بيداء الرياحي اللغوي ومحمد بن السكن المحدث ، وأبي عبد الرحمن السلمي المقرئ وعلقمة بن أبي علقمة النحوي
المسجد
 وكان أكبر معهد للدراسة ، وساحات العلم الكبرى ، فلم يكن دور المسجد في ذلك الوقت للعبادة فقط بل كان أيضا معهد لتعلم الشباب ، حيث يسند الأستاذ ظهره لأسطوانة المسجد ثم يأخذ في إلقاء المحاضرات والدروس وقد تحلق تلاميذه من حوله .
وقد تنوعت في المساجد فروع التدريس في كل فرع من المعرفة فحلقة مخصصة للقصاص وحلقة مخصصة للمفسر وحلقة مخصصة لنحوي وحلقة للمتكلم . الخ
 وكان الإقبال كبير على هؤلاء المعلمين وحلقاتهم حتى قيل أن النضر بن شميل تلميذ الخليل بن أحمد قد شيعه ثلاثة آلاف شخص من محدث ونحوي ولغوي وعروضي وأخباري عند خروجه من البصرة إلى خراسان . كما قيل أنه كان يحضر حلقة ابن الأعرابي الكوفي زهاء مائة شخص .
مجالس المناظرة
وقد سبب ظهور الاختلاف في المذاهب كالخلاف بين مذهب البصريين ومذهب الكوفيين في اللغة والخلاف الذي حدث بين السنة والمعتزله وغيرها ، أدى هذا لانتشار مجالس المناظرة في الدور والمساجد والقصور بين العلماء وفي حضرة الخلفاء . وقد ذكرت الكثير من قصص المناظرة ومنها ما جرى بين سيبويه والكسائي في المسألة الزنبورية في مجلس يحي البرمكي ، وغيرها من المناظرات التي حدثت بين المعتزلة والسنة في قصة خلق القرآن والمحنة ، وبين المعتزلة وأصحاب الأديان الأخرى . والحق يقال أن المعتزلة لهم النصيب الأكبر في تلك المناظرات .
 المكتبات
 أدى إنشاء المكتبات واهتمام الخلفاء والوزراء والعلماء بالكتب إلى إقبال طلاب العلم والمعرفة عليها ، وتأليف الكتب وترجمة المؤلفات القديمة .
وقد ظهرت الكثير من المكتبات في ذلك العصر كمكتبة يحي بن خالد البرمكي ومكتبة خزانة الحكمة أو بيت الحكمة والتي في عصر هارون الرشيد أو المأمون .
 كما أن انتشار الكتب والمكتبات سبب مع اكتشاف الورق ورخص ثمنه إلى إنشاء بعض الوراقين لدكاكين الوراقة والتي أقبل عليها العلماء إقبالا شديدا وكان من أشهر من عرف بذلك الجاحظ .وكان للوراقين الفضل في نشر الكتب واشتهارها في العالم الإسلامي جميعا .
 رحلة العلماء
وقد اشتهر في ذلك العصر برحلات طلاب العلم بحثا عن العلم وكان من أكثر هؤلاء المحدثين الذين جمعوا الكثير من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم بالإضافة إلى علماء اللغة ورحلاتهم للبادية من أجل جمع اللغة وتقييد الأدب وكان للبصرة دور كبير في هذا وكان لسوق الربد الشهرة الكبيرة في ذلك العصر هذا مع ما عرف به المأمون من بعث العلماء والمترجمين لإحضار الكتب اليونانية .
كل هذه المسببات شجعت على ظهور التدوين في ذلك العصر وإلى تمييز العلوم فظهرت التدوين في الحديث والفقه والتفسير ودونت كتب اللغة والعربية .كما دونت كتب الفلسفة والهندسة وعلم الفلك والطب والكيمياء والتاريخ والجغرافية . وقد قسمت هذه العلوم إلى قسمين هي العلوم النقلية والعلوم العقلية .

العلوم النقلية

الحديث
 وبدأ تدوين كتب الحديث في ذلك العصر كلا على حسب إقليمه وكان ذلك ممثلا في ابن جريج ( 150 هـ ) ومحمد بن إسحاق ( 151هـ ) ومالك بن أنس ( 179 هـ ) في الحجاز .
 وبالبصرة الربيع بن صبح ( 160 هـ) وسعيد بن عروبة ( 156هـ ) وحماد بن سلمة ( 176 هـ) .
وبالكوفة سفيان الثوري ( 161هـ ) وبالشام الأوزاعي ( 156 هـ ) وبخراسان ابن المبارك ( 181 هـ ) وبمصر الليث بن سعد ( 175 ) .
ثم بدأت حركة التدوين الأحاديث وجمعها في جميع الأقاليم بعد المائتين من الهجرة على يدي البخاري ( 256 هـ ) في كتابه جامع الصحيح ، ثم مسلم بن الحجاج في كتابه ومسند الإمام أحمد .
 التفسير
وقد انقسم التفسير إلى نوعين هما التفسير بالمأثور من أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام وكان من رجال هذا النوع سفيان بن عيينة وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ووكيع بن الجراح .
وظهر بعض من لم يتقيد بالتفسير بالمأثور وإنما كان يدعمون آرائهم على العقل وكان من أشهرهم المعتزلة وظهر من بينهم أبي بكر الأصم ( 232 هـ ) .
الفقه
وكان هذا العصر هو الذي أنجب المذاهب الأربعة ممثلة في أبو حنيفة ومالك بن أنس والشافعي وأحمد بن حنبل . هذا بالإضافة إلى الكثير من الفقهاء كالليث بن سعد والأوزاعي وغيرهم من تلاميذ كبار أئمة الفقه . كما ظهر الكثير من فقهاء الشيعة كالأمام جعفر الصادق الذي أخذ الشيعه عنه الكثير وزرارة بن أعين .وانقسم المذهب الشيعي بعد وفاة الإمام جعفر الصادق إلى طائفتين هما الإمامية ( من عرفوا فيما بعد بالأثنى عشر) وقالوا بإمامة موسى الكاظم والإسماعيلية وهم من قالوا بإمامة إسماعيل بن جعفر .
فرقة المتكلمين
ومن أشهرهم المعتزلة وكان من بينهم أبو هذيل العلاف والنظام وثمامة بن أشرس والجاحظ .
كما اشتهر من الشيعة الذين - تأثروا بالمعتزلة - الكثير من المتكلمين كهشام بن الحكم ومحمد بن النعمان .
النحو والأدب والرواية : ظهر في ذلك العصر علوم النحو واللغة وكان للبصرة دور كبير بعلمائها كعمرو بن العلاء ( 153 هـ ) والخليل بن أحمد واضع علم العروض وتلميذه سيبويه والأصمعي وأبو عبيدة والمبرد . بينما ظهر في الكوفة الكسائي والفراء والمفضل الضبي وثعلبة وغيرهم .
وكان المناظرات تقوم بين كلى المدرستين أو المذهبيين ( مدرسة البصرة والكوفة ) .وتطور الشعر في العصر العباسي وظهرت بعض الصور الجديدة في الشعر العربي في المعاني والموضوعات والأساليب نتيجة دخول العناصر الفارسية .
وكان من أشهر الشعراء بشار بن برد وأبو نواس وأبو تمام والبحتري .
وتطور النثر الأدبي في هذا العصر وبرز بقوة وقد ظهر طائفة من الأدباء كان من بينهم عبد الله بن المقفع صاحب كتاب ( كليلة ودمنة ) والجاحظ ( 255 هـ ) وابن قتيبة الدينوري . كما ظهر رواة الأشعار والأخبار وأيام العرب وأحداثها وقد أشتهر في هذا المجال حماد الراوية في الكوفة وخلف الأحمر في البصرة .

العلوم العقلية

الترجمة
لم تكن الترجمة في العصر الأموي ذات حظ كبير فلم جاءت الدولة العباسية اتجهت ميول الخلفاء العباسيين إلى معرفة علوم الفرس واليونان ففي عهد أبو جعفر المنصور ترجمت الكتب فنقل حنين بن إسحاق بعض كتب ابقراط وجالينوس في الطب كما نقل عبد الله بن المقفع كتاب كليلة ودمنة ، وتُرجم كتاب ( السند هند ) وكتاب إقليدس في الهندسة .
 واشتهر في الترجمة من الفارسية كثيرون كآل نوبخت وأحمد بن يحي البلاذري .
وقد زادت الترجمة في عهد هارون الرشيد والمأمون والذي كان بينه وبين ملك الروم مراسلات لبعث كتب اليونان .
وقد ترجمت هذه الكتب من قبل ابن مطر وابن البطريق وسلم صاحب بيت الحكمة وأبناء موسى بن شاكر . وكان من أشهر المترجمين في ذلك العصر حنين بن إسحاق ويعقوب الكندي وثابت بن قرة الحراني وعمر بن الفرحان الطبري .
التاريخ
 وقد ارتكزت مؤلفات المؤرخين في ذلك العصر على تدوين حياة الرسول وغزواته ، وقد تأثر المؤرخون بالمحدثين في كتبهم ، وكان من أشهر تلك المؤلفات ( سيرة ابن هشام ) الذي اختصره من كتاب ابن إسحاق وكتاب المغازي للواقدي وكتاب الطبقات لمحمد بن سعد .
كما ظهر جانب أخر في تدوين التاريخ وهو ذكر تأريخ الحوادث الإسلامية وبرز من بينهم أبو مخنف لوط بن يحي الأزدي ، وسيف بن عمر الكوفي الأسدي ، والمدائني والزبير بن بكار . وجانب أخر وهو يهتم بالأنساب وظهر من بينهم محمد بن السائب الكلبي وابنه هشام وأبو عبيدة والهيثم بن عدي .

الجغرافيا

وقد أدى اتساع الدولة العربية لظهور المؤلفات في الجغرافية واكن أول من ألف في ذلك هشام بن محمد الكلبي وإن لم تصل من مؤلفاته سوى القليل ، كما ألف يعقوب الكندي كتابا جغرفيا عنوانه " رسم المعمور من الأرض " .
وكان أهم من ألف في الجغرافيا في ذلك العصر هو ابن خرداذبة في كتابه " المسالك والممالك " .
الكيمياء والرياضيات والفلك والفلسفة والطب
كما ظهرت العلوم العقلية في ذلك العصر فظهر في الكيمياء جابر بن حيان واشتهر في الحساب الخوارزمي وبرز في الحيل ( الميكانيكا ) أبناء موسى بن شاكر ، وقد اهتم أبو جعفر المنصور بالفلك والتنجيم وقد ظهر في زمنه نوبخت الفارسي الذي تنسب له بعض الجداول الفلكية كما نقل لأبو جعفر المنصور السند هند وكتاب المجسطي اليوناني لبطليموس وهما في علم الهيئة والنجوم وحركات الأفلاك والكواكب وقد اشتهر أبو جعفر المنصور في اهتمامه بالفلك حتى أمر أحد العلماء الهنود بترجمة أحد كتب الهنود في حركة الكواكب إلى اللغة العربية ، كما أقام المأمون مرصد كبير ليحي بن أبي منصور وألحق به طائفة من نابهي الفلك مثل علي بن عيسى الإسطرلابي ومحمد بن موسى الخوارزمي والعباس بن سعيد الجوهري ، ولم يلبث هذا المرصد أن تحول لمدرسة رياضية فلكية كبيرة تخرج فيها الكثير من الفلكيين مثل بني موسى بن شاكر نبغ في الفلك جعفر بن عمر البلخي أو أبو معشر الفلكي .
وكان ذلك العصر بداية ظهور الفلسفة العربية وظهرت على يد فيلسوف العرب الكندي . كما ظهر في ذلك العصر الكثير من الأطباء فقد جلب أبو جعفر المنصور الكثير من أطباء الهند ، وغيرها من المناطق ومن بينها جنديسابور والتي جلب منها جورجيس بن جبريل بن بختشيوع والذي تعاقب من أبناءه وأحفاده لخدمة الطب والترجمة ، وترجمت في عهد أبو جعفر المنصور كتب الطب اليوناني وكان أول من ترجم الكتب الطبية إلى اللغة العربية النصراني جرجس ، اشتهر من الأطباء في عهد الرشيد ابن بختشيوع الذي عين رئيس للأطباء ، واشتهر في عصر المعتصم يحي بن ماسويه وظهر في عهد الواثق ميخائيل وحنين بن إسحاق وغيرهم .

تنافس الأقاليم  

كان العراق هو الإقليم المهيمن سياسيا وثقافيا وعلميا في ذلك العصر وبرزت البصر التي كانت أهم مركز ثقافي في الدولة العباسية وظهرت فيها الكثير من العلوم ويكفيها فخرا أنها أنجبت الكثير من علماء اللغة والأدب الخليل بن أحمد وسيبويه والأصمعي والجاحظ والمبرد .
ويكفيها فخرا أن ظهر تلك الحركة في علم الكلام والمتمثلة في حركة المعتزلة والتي غلبت وهيمنة على الدولة العباسية في المرحلة الثانية من ذلك العصر ( من عصر المأمون إلى المتوكل ) .
وكان المنافس الكبير لدور البصرة الكوفة التي ظهر من بينهم من العلماء أبو حنيفة وسفيان الثوري و الكسائي والفراء وثعلبة وإن كان مكانة الكوفة لم تصل قدر ما بلغته البصرة .
ثم أسست بغداد في عصر أبو جعفر المنصور ( 144 هـ ) فأصبحت عاصمة الملك وكعبة العلم في ذلك العصر ، حتى لم يبقى من المشاهير إلا وقد سكن بها وانتهل من فيضها .
ثم انتقلت دار الخلافة إلى سامراء في عصر المعتصم سنة 222 هـ حيث وإن كان مكانة بغداد لم يضعف توهجها في ذلك العصر .
وقد ضعف دور الحجاز في ذلك العصر وخاصة بعد ثورة محمد بن عبد الله التي قضي عليها ، وإن كنت مكة والمدينة كان أكثر ما يعرف لمكة والمدينة أنها أحد مراكز الفقه والحديث المهمة في ذلك العصر ، فشتهر سفيان بن عيينة بمكة والفضيل بن عياض .
ونبغ في المدينة ربيعة الرأي وكان فقيه أهل المدينة وخلفه تلميذه مالك بن أنس أحد أئمة المذاهب السنية ، وشيخ المؤرخين محمد بن عمر الواقدي .
وضعف دور الشام كثيرا عن العصر الأموي بل أنه حدثت الكثير من الفتن في عصر الرشيد بين اليمانية والقيسية ، ولم يظهر من مشاهير العلماء ما عدى الأوزاعي ، وإن ظهر الشاعران المشهوران أبو تمام والبحتري .
وظهر في مصر ابن لهيعة والليث بن سعد والذي كان أحد كبار العلماء في ذلك العصر والذي أثرى الحركة العلمية في مصر وذا النون المصري المتصوف المعروف.وكان مركز التدريس الديني في مسجد عمرو بن العاص في الفسطاط .
وكان لخراسان دور كبير في ذلك العصر فقد اعتبر المنطقة التي خرجت منها جيوش الدولة العباسية واعتبرت خراسان شيعة الدولة العباسية وقد اهتم بها الخلفاء كثير وظهر منها الكثير من المشاهير فمنهم البرامكة والقحاطبة والطاهرية ، وولد فيهم أحمد بن حنبل والإمام البخاري ومسلم بن الحجاج واسحاق بن راهويه وعبد الله بن المبارك وغيرهم الكثير .كما ظهرت الأندلس وحكم الأمويين الذين نافسوا الحكم العباسي حضاريا وثقافيا وإن كانوا لم يصلوا لما وصل له العباسيون .كما ظهرت فاس كمنافس سياسي تحت حكم الأدارسة العلويين .
***
ثالثاً : ( معركة الزاب الأعلى ) : سنة 132هـ 
كانت هذه المعركة سببا في تغلب العباسيين على الخلافة العربية الإسلامية لتقضي على الحكم الأموي الذي لم يدم أكثر من 92 عاماً .
وقد كان للموالي ( الفرس بخاصة ، والذي كان تأثيرهم يزداد قوة في نهاية العصر الأموي ) دور كبير في غلبة العباسيين ، وكان هذا سببا  في اعتماد العباسيين على الموالي في أحيانا كثيرة ( البرامكة وبني سهل وغيرهم من الوزراء الذين ينسبون للفرس ) .

وقد كان لتعرب الموالي ومشاركتهم في المجتمع العربي مع تاريخهم الموغل في الحضارة ، سببا في التأثير على المجتمع العربي والنظم السياسية والإدارية كما كان سبباً في وظهور الأفكار الجديدة في هذا المجتمع ( الزندقة ، الراوندية ، الشعوبية  الخرمية وغيرها ) وكان لها تأثير كبير في الصراع الحاصل بينه وبين المذاهب المعروفة .

كما كان لتعرب هؤلاء الموالي دور كبير في تطور العقلية العربية  و ظهور العلوم عند العرب وأشكال التدوين  وتمييز العلوم عند العرب .
ولم يكن هذا وحده السبب في تطور العقلية العربية وبروز التدوين في ذلك العصر ، بل يضاف إلى ذلك انتقال الخلافة إلا العراق والتي كان لهذا الأقليم  تاريخ عريق في الحضارة ، مع اهتمام الخلفاء العباسيين بالعلوم وتدوينها ، ورواج التجارة في أقليم العراق  وازدياد ثروة الدولة واكتشاف الورق الأرخص أسعارا في بداية الدولة العباسية  كل هذا سبب في تكون العلوم في ذلك العصر .

وكان من أكثر ما غلب على ذلك العصر ثورات الفرس في الكثير من بلاد المشرق الإسلامي ، واستمرار ثورات العلويين ، وولاة الدولة .

وكان من أشهر الفرق في ذلك العصر المعتزلة التي هيمنت على الدولة منذ عصر المأمون وحتى خلافة المتوكل وكان الخلاف الشهير في ذلك العصر بين المعتزلة وأهل السنة ( المحنة ، والقول بخلق القرآن ) ولم يقضي على نفوذ هذه الفرقة إلا خلافة المتوكل .
والذي يعتبر عصرة نقطة التحول الرابعة في تاريخ العرب منذ خلافته وحتى مقتله على يد الموالي الأتراك الذين كانوا جيش الخلافة وحرس الخلفاء منذ عصر المعتصم ( والذي حول عاصمته من بغداد إلى سامراء )  .

المراجع


- تاريخ الإسلام ( حسن إبراهيم حسن ) الجزء الثاني
- ضحى الإسلام ( أحمد أمين ) ثلاث مجلدات .
-العالم الإسلامي في العصر العباسي ( د / حسن أحمد محمود ـ د / أحمد إبراهيم الشريف ) .
- تاريخ الأدب العربي : العصر العباسي الأول ( شوقي ضيف )
-تاريخ العلوم عند العرب ( عمر فروخ ـ ماهر عبد القادر ـ حسان حلاق )

رابعًا نقط التحول : خلافة المتوكل ( 232-247هـ )

كان من أكثر أسباب ضعف الدولة العباسية وتفككها سيطرة الأتراك على الخلفاء وتجرؤهم على الخلفاء وقتلهم . وقد نتج هذا بسبب الفتن بعد مقتل المتوكل ، وتصارع زعماء الأتراك ، الذين هيمنوا على الخلافة وثرواتها  ..
فظهرت الكثير من الدول التي استغلت عن الدولة العباسية ( الصفارية ،الطولونية ، السامانية ، الفاطميون ، البويهيون ، وغيرهم ) .
ورغم أن هذا التفكك قد ظهر منذ العصر الأول للخلفاء العباسيين إلا أن الوضع أزداد تفكاكا حتى نافس هؤلاء الخارجين الدولة العباسية ( الصفارية ، والطولونية ) ورغم هذا فقد تمكنت الدولة العباسية من رد هؤلاء الولاة الطامعين في التوسع وحتى  على حسب دولة الخلافة ( عهد المعتضد خير مثال ) .
كما من أبرز ما حدث في عصر المتوكل هيمنة السنة وغلبتهم على فرقة المعتزلة وكان لهذا أهمية كبير في تاريخ الفكر العربي الإسلامي  .
وكان من أثر هذا أن ضعف نفوذ المعتزلة في المجتمع والفكر العربي وقد كان هذا سبب لأن يرث هذا الدور الفلاسفة العرب  .

خامسا : نقط التحول : سيطرة البويهيين على الخلافة ( 334 هـ )

سيطرة البويهيين على الخلافة العباسية  بعد عصر الأمراء الذين غلبوا على الخلافة  منذ عصر الراضي وبعد تردي الخلافة والنظام في العراق منذ عهد المقتدر ( قتل سنة 318هـ ) ، وقد سيطر البويهيون على الخلافة منذ سنة 334هـ  وأصبح الأمر بيدهم من دون الخلفاء واستبدوا بالحكم وأصبح الحكم بيد هذه الأسرة المتشيعة والتي عاملت الخلفاء العباسيين معاملة سيئة وصلت حد القتل والسمل .
ويعتبر هذا العصر العصر الذي غلبت فيه الدول الشيعية على العالم العربي ، ويتضح ذلك في الدولة البويهية والدولة الفاطمية التي حكمت تونس وشمال أفريقيا وسيطرت على مصر سنة 358 هـ  والشام .
كما عرف الحمدانيون بالتشيع وظهر القرامطة في الجزيرة العربية والشام وغيرها .
كما انتشرت الفلسفة في ذلك العصر نتيجة تشجيع الأمراء البويهيين وغيرهم من الملوك كالسامنيين والحمدانيين  ( ابن سينا وأبو نصر الفرابي و وأخوان الصفا و أبو العلاء المعري وغيرهم )كما أن في هذا العصر برزت قوة بيزنطة من جديد بسبب الصراع الذي حدث بين الدولة البويهية والفاطميين والاضطراب الذي حدث في الشام ، مع الضعف الذي حل بالدولة العباسية وبلوغ الدولة البيزنطية قمة مجدها ومنذ الفتوحات العربية .

سادساً : عصر الدولة السلجوقية : منذ فتح العراق سنة 447هـ

يعتبر سيطرة السلاجقة على العراق والمشرق العربي نقطة تحول في تاريخ العرب والإسلام بشكا عام ، فقد كان السلاجقة يتبعون المذهب السني بعكس البويهيين الذي كانوا شيعة . وقد عزز هذه الغلبة من مكانت الخليفة العباسي .
وقد بلغ النفوذ الفاطمي غايته عندما خطب للخلافة الفاطمية في حلب والموصل بل وبغداد بقيادة الزعيم التركي البساسيري  ولمدة عام حتى قضى علية طغرل بك السلطان السلجوقي .
ليقل نفوذ االدولة الفاطمية حتى تنهار على يد الأتابكة ( نور الدين وتابعه صلاح الدين ) أتباع الدولة السلجوقية ليغلب المذهب السني على جميع العالم العربي  .
ولا ينحصر أهمية السلاجقة في العمل على دعم نفوذ الخليفة العباسي بل أن للسلاجقة دور كبير في إضعاف الدولة البيزنطية وجعلها تأخذ موقف المدافع بعد أن كانت في عصر البويهي في موقف قوة .
ورغم هذا فقد كان السلاجقة والذين كانوا عبارة عن نظام عسكري يتكون من قبائل بدوية تركية ( من العجيب أن تتعاصر دولتين في وقت واحد في العالم الإسلامي والعربي فقد كانت دولة السلاجقة في المشرق العربي دولة يغلب عليها البدو كما كانت دولة المرابطين التي بدأت في  سنة 448هـ دولة تتكون من القبائل المتدينة )   وكان لهذا دور كبير في التفكك السياسي الذي حدث في العالم الإسلامي بعد وفاة ملكشاة سنة 485هـ ليحدث صراع وينتشر الانقسام والصراعات بين سلاطين السلاجقة ويبرز دور الأتابكة ..
وقد أدى هذا التفكك ( خاصة في الشام ) إلى تغلب الصليبيين  على الشام والقدس في سنة 492هـ .
كما عرف عن السلاجقة دورهم الكبير في نشر المذهب الأشعري في العالم الإسلامي ( ومن أشهر هؤلاء العلماء الغزالي ) كما دعم السلاطين والوزراء إنشاء المدارس وكان هذا سبباً في أن يكون العلماء تحت جناح الدولة وسلاطينها .
كما عرف عن السلاجقة دعمهم للتصوف الذي انتشر في عصرهم والعصور التي تليهم .

مراحل ونقاط التحول في تاريخ العرب

هذه بعض نقاط التحول في تاريخ العرب كان لها تأثير كبير في تاريخ العرب وكانت نقطة تحول جاءت بمرحلة جديدة حسب اعتقادي .ربما يكون هناك بعض النقاط لم أسجلها أو أن يكون هناك نقاط أهم من هذه ولم أعاينها .ولكن كما قلت ليس هذه إلا نتاج اعتقادي وتحصيلي من قراءة التاريخ .


إليكم النقاط مختصرة

الهجرة النبوية السنة الأولى للهجرة
# سببا في تحول العرب من الشرك إلى نور الإسلام ومن الجاهلية إلى مبادئ الإسلام .
#
كانت البداية لقيام دولة الإسلام ، وحركة التوحد الأولى في تاريخ العرب .
#
وكانت سببا في تلك الفتوحات العربية التي غيرت مجرى التاريخ .
مقتل عثمان رضي الله عنه : سنة 35 هـ
# سبب هذا الحدث في بروز الفتنة الكبرى في تاريخ العرب ، وانتج هذا الصراع المشهور بين المسلمين وبروز الفرق السياسية ( العلويين والأمويين والزبيريين ) .
#
كان هذا الحدث سبب في ظهور المذاهب والفرق الإسلامية ( الشيعة و الخوارج والمرجئة والمعتزلة )
#
كان هذا الحدث سببا في تغير نظام الحكم من النظام الشوري إلى النظام الملكي ( الأمويين )
#
بروز العصبية القبلية في ذلك العصر والعصبية للعرب عند العرب .
#
انتقال نقاط القوة والهيمنة إلى خارج الجزيرة العربية ( الشام والعراق ) .
انهيار الدولة الأموية وبداية الدولة العباسية ( سنة 132هـ )
# تحول مركز الخلافة ورجالها من الشام إلى العراق ، وهيمنة هذا اللقليم على العالم العربي .
#
هيمنة التأثير الفارسي في النظم والإدارة على الدولة ، وتأثيرها أيضا على المجتمع ( الزندقة الخرمية والشعوبية )
#
غلبة الموالي ( وخاصة الفرس ) على الدولة وضعف مركز العرب في الدولة بالنسبة للدولة الأموية .
#
اختلاط الثقافات والعناصر التي تكون المجتمع العربي والإسلامي .
#
ظهور حركات الانفصال في الدولة ( الأمويين ، الأغالبة ، الطاهرية ، الأدارسة ) .
#
زيادة النمو الاقتصادي والتجاري في الدولة لموقع العراق المتوسط بين أسيا وأفريقيا وأوروبا .
#
نمو العلوم عند العرب وبداية التأليف وتقسيم العلوم .
#
بروز المدن الكبرى كبغداد وسامراء وفاس وغيرهم .
#
غلبة المذهب الإعتزالي منذ عصر المأمون على الدولة ، والصراع الدائر بينهم وأهل السنة وانتصار المذهب السني في عصر المتوكل .
مقتل المتوكل ( سنة 247هـ )
# ضعف الخلفاء العباسيين وتعرضهم للقتل .
#
بروز الفتن في الدولة وانفصال الأقاليم والأمصار ( الصفارية ، الطولونية ، الأخشيدية ، السامانية ، حركة الزنج . وغيرهم )
#
غلبة العناصر التركية ( المرتزقة ، والذي اعتمد عليهم الخلفاء العباسيين من عصر المعتصم ) وهيمنتها على الدولة .
#
نمو العلوم والتدوين عند العرب .
سيطرة البويهيين على بغداد ( سنة 334 هـ )
# تدهور الحالة في العراق وضعف الخلافة وعجزها منذ عهد المقتدر ( قتل سنة 318هـ ) وظهور نظام إمرة الأمراء من سنة 324 هـ .
#
هيمنة البويهين ( الشيعة ) على العراق والخلافة وتردي نظام الخلافة العباسية .
#
غلبة الدول الشيعية في ذلك العصر .
#
ظهور الفتن الطائفية بين الشيعة والسنة .
#
انتشار الفلسفة في ذلك العصر ( الفارابي ، أخوان الصفا ، ابن سينا ، أبو حيان التوحيدي )
#
غزارة العلوم ونمو التدوين في ذلك العصر .
#
ظهور الدولة الفاطمية وسيطرتها على مصر ( 358 هـ ) ، وبناء القاهرة ومنافستها لبغداد .
#
ظهور مراكز القوي في بغداد والقاهرة وحلب وتونس وقرطبة .
#
تجدد الخطر البيزنطي في ذلك العصر وبلوغ الدولة البيزنطية عصرها الذهبي منذ الفتح الإسلامي .
#
بروز المذاهب الباطنية في هذا العصر وما بعده ( القرامطة كمثل )

سيطرة السلاجقة على بغداد سنة 447

#
هيمنة الدولة السلجوقية ( سنية ) على ذلك العصر .
#
ازدياد مكانة الخلفاء العباسيين في ذلك العصر ، وعودة نفوذ الخلفاء بعد تصارع سلاطين السلاجقة وانحصار نفوذ الخلافة الفاطمية والتي بلغت غايتها عندما خطب البساسيري بإسم هذه الخلافة في بغداد .
#
بداية انهيار الدولة الفاطمية وسقوطها سنة 567 هـ .
#
سيطرة الدول البدوية على ذلك العصر ( السلاجقة و المرابطين ) .
#
انقسام وتفكك العالم العربي بسبب النظام القبلي الذي كان يسيطر على الدولة السلجوقية بعد وفاة ملكشاة ( سنة 485) وظهور دول الأتابكة .
#
ظهور نظام التعليم المدرسي في العالم العربي ، واعتماد هذا التعليم على العربية مما زاد من انتشار العربية .
#
انتشار الصوفية والمذهب الأشعري نتيجة تشجيع السلاطين السلاجقة .
#
ازدياد نفوذ الوزراء في ذلك العصر ( نظام الملك )
#
ظهور فرقة الحشاشيين بقيادة الحسن الصباح .
#
استفحال مذاهب الباطنية .
#
تعرض العالم الإسلامي للغزو الصليبي وسقوط القدس سنة 492 هـ
· انهيار الدولة الفاطمية وسقوطها ( سنة 567 هـ )
# اتحاد الجبهة المواجهة المحيطة بالإمارات الصليبية وبداية أعمال التحرير واسترجاع الأراضي المغتصبة على يد نور الدين وصلاح الدين ( معركة حطين الفاصلة سنة 583 هـ ) واسترجاع القدس .
#
ازدياد التأثير الدين في ذلك العصر .
#
عودة نفوذ الخلافة العباسية واسترجاعها للسلطة من قبل الخلفاء في العراق وما يجاوره منذ عهد المقتفي ( 530- 555هـ ) والخليفة الناصر .
·
غزوات المغول من سنة 616 وحتى انهيار الدولة العباسية سنة ( 656 هـ ) :
#
تعرض المشرق الإسلامي والذي كان منبع رجال العلم للتدمير وتأثير هذا على الحضارة والثقافة العربية .
#
بروز قوة عالمية جديدة في العالم معادية للعالم الإسلامي .
#
تدمير بغداد والعراق وضعف دور العراق بعد أن كان كعبة العلم .
#
انهيار الخلافة العباسية وانتقالها لمصر بحمية المماليك .
#
وراثة مصر والقاهرة لدور العراق وبغداد ( السياسي والحضاري والعلمي والثقافي ) وحتى زماننا هذا .
#
غلبة نظام المماليك على الحكم في مصر وتصارعهم على الحكم .
#
انتشار التعصب المذهبي والديني وغلبة التعليم الديني .
#
تدهور التدوين والتقدم العلمي بعد فترة من التطور المؤقت في عصر المماليك .
#
استمرار الخطر التتري وطوال ذلك العصر ، وبروز قيادة مصر لصد هذا الخطر .
#
تصارع الدول والتفكك بين الدول في جميع العالم العربي .
#
انهيار الدولة الموحدة في شمال أفريقيا وانتشار التفكك السياسي وانحلال الوضع الاجتماعي ( بعد دولة المرابطيين والموحديين )
#
انتشار التصوف .
سيطرة العثمانيين على العالم العربي بعد سنة 920 هـ ( الاستيلاء على مصر سنة 923 هـ
# الضعف العربي العام .
#
الانحطاط العربي في جميل المجالات .
#
غلبة الكفة الأوروبية وبداية وسيطرة أوروبا على العالم .
#
انتشار التصوف والبدع والخزعبلات .
#
غلبة العامية حتى في التدوين وأكثر ما يوضح ذلك كتب الجبرتي .
#
انتقال العلوم والحرفيين من العالم العربي إلى تركيا العثمانية .
#
تدهور الوضع العربي سياسيا وفكرياً .
#
تحول قيادة العالم الإسلامي للدولة التركية العثمانية وانتقال حق الخلافة للعثمانيين .
#
بدأ الامتيازات الأوروبية .

ظهور الحركة السلفية ( الوهابية ) سنة 1158هـ وسيطرتها على مكة والمدينة ، وسيطرة فرنسا على مصر سنة 1213هـ ( 1798م)

·
#
نهضة العرب الحديثة .
#
زيادة التأثر العربي بأوروبا واتصال العرب بالفكر الأوروبي .
#
تكثف التغلغل الأجنبي الثقافي والسياسي والاقتصادي في العالم العربي .
#
ظهور الحركات الداعية للعودة للإسلام ( الوهابية ، الساسونية )
#
بروز حركات الانفصال من الدولة العثمانية ( الدولة السعودية ، وحركة محمد علي وغيرها ) وظهور دعوات الاستقلال في العالم العربي .
#
تعرض البلدان العربية للغزو من دول أوروبا .
#
ظهور الحركة القومية العربية
الحرب العالمية الأولى ( 1914م )
# الثورة العربية الكبرى على يد الملك الحسين ( سنة 1917م )
#
سيطرة قوى الاستعمار على العالم العربي بعد انهيار الدولة العثمانية .
#
ازدياد التأثر العربي بأوروبا ( ثقافيا واجتماعيا وسياسيا وعلميا )
#
انهيار الخلافة الإسلامية وسقوطها ( سنة 1924م )
#
بروز حركات المقاومة في العالم العربي .
#
بعث الثقافي العربية والأدب العربي من جديد .
الحرب العالمية الثانية ( 1939-1945م )
# زرع دولة إسرائيل في العالم العربي .
#
ظهور الثورات القومية العربية على الاستعمار وبروز حركات التحرر الوطنية .
#
التأثر العربي بالغرب اجتماعيا وثقافيا وسياسيا .
#
بلوغ القومية العربية عصرها الذهبي في العصر الحديث .
#
ظهور الصراعات بين العالم العربي وتأثرهم بالصراع بين الاتحاد السوفيتي وأمريكا .
#
استفحال قضية فلسطين .
هزيمة العرب في 1967 م
# انهيار الحلم العربي بالتوحد .
#
استفحال خطر إسرائيل على العالم العربي .
#
تأثير النفط على دول الخليج وتأثيرها على المجتمع الخليجي والسياسة العربية .
#
انتكاسة العرب سياسيا وثقافيا وعسكريا .
#
ظهور تأثير المد الديني على حساب القومية العربية .
حرب الخليج الثانية 1990 م
# استفحال الخلافات العربية بين الدول الغنية ( في الخليج ) والدول الفقيرة في العالم العربي .
#
ازدياد النفوذ الغربي والأمريكي بشكل خاص في العالم العربي .
#
قبول العرب بالتواجد الإسرائيلي في العالم العربي ( عملية السلام )
#
ازدياد نفوذ الجماعات الإسلامية والمد الإسلامي في جميع الدول العربية وصراعه مع أنظمة الحكم .
#
هيمنة إسرائيل على العالم العربي .
#
الانهيار العربي سياسيا وثقافيا وعلميا .
#
ظهور جماعات المقاومة للوجود الأجنبي .
وأخيرا أحداث الحادي عشر من سبتمبر والذي هي امتداد لأحداث حرب الخليج
والانهيار العربي الحاصل





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق