إن كيدهن ضعيف
الراوي : حكاية
يرويها الجهيمان في أساطيره الشعبية ( سالفة ) ، والجهيمان يرويها عن الشيخ عبد
الرحمن المرشد .
الحكاية :
والحكاية تذكر قصة أحد التجار كان يبيع ويشتري
للنساء فكتب في لوحة أعلى حانوته ( إن كيدهن ضعيف ) ، فرأت إحدى النساء هذه
العبارة فأثارتها وأغضبتها فأرادت أن تحتال عليه لتظهر له كيد النساء ، فسألت هذه
المرأة الرجل إن كان قد تزوج فأجابها بالنفي فذكرت له إنها مستعدة للزواج منه
وأبدى موافقته على هذا الزواج فطلبت منه أن يتقدم إليها من والدها الذي سوف يلتقي
بالمسجد وإن نفى أن لديه زوجه أن يكرر ذلك عليه فإن ذكر لها أن ابنته لا تمشي
وتوضع في زنبيل فلا تصدقه وقل له أنني أقبلها كما هي .. وهكذا حصل ، واتخذت الاستعدادات
للزواج وقدم الزوج مهرا كبيرا فاق قدراتها ، وزفت الفتاة إلى التاجر وهي محمولة
وتركوها عند زوجها ، وذهل الرجل مما رأى وعلم أن أهل الزوجة لم يخدعوه ، وعلم أنها
مكيدة من المرأة .
ورغم
ذلك فقد أظهر السرور بذلك وأظهر الحفاوة بزوجته ، إلا أنه بدأ يفكر في طريقة يتخلص
بها من الموقف ، واستشار أحد أصدقاءه فذكر له أن يفتح حانوته وينتظر حتى تأتيه
الفتى التي احتالت عليه .
ورضي
الزوج بذلك وفتح حانوته من جديد وانتظر اليوم الأول والثاني والثالث ، وفي اليوم
الرابع جاءت إليه ، فسألها عن السبب في عملها هذا وهل أساء إليها لتقوم بإيقاعه في
هذه المشكلة فنفت ذلك وذكرت له إن هذه اللوحة المعلقة على باب حانوتك هي السبب في
تدبير ما دبرت لإساءتها للنساء ، فذكر لها أنها علقها ولم يقصد بها الإساء وإنما
أعجب بشكلها وخطها وبنقوشها ولم يكن يقصد الإهانة أو تحريف القرآن أو الحط من قيمة
إنسان ، واعتذر لها إن قد أساء إليها ، فاستعدت المرأة أن تخرجه مما تورط فيها على
شرط أن يزيل اللوحة من حانوته ، فقبل بذلك .
فعرضت
عليه أن يقفل حانوته ويشتري عدة الحلاقة فإذا جاء يوم الجمعة أن يحلق لجميع الناس
فإن رآه صهره فسوف يصدم بما رأى وسيطلب من الزوج أن يترك هذا العمل ، وطلبت منه أن
يصمم على البقاء فيه ، وبعدها سيطلب الصهر أن يطلق زوجته ، وسيساومه على طليق
زوجته وسيدفع الكثير من الأموال من أجل ذلك .
فقام
التاجر بذلك وحدث مثل ما حددت المرأة وطلق التجار الزوجة بعد إصرار الصهر وبعد أن
دفع الصهر للتاجر أضعاف الأموال التي دفعها التاجر في زواجه ، وهكذا تخلص التاجر
من هذا الزواج ([1]).
التعليق
والمقارنة :
إن
هذه القصة التي يرويها الجهيمان قصة مشهورة ومتداولة وسبق أن اطلعت عليها في أكثر
من مرجع، ، فقد سبق أن رواها أحمد أمين في كتابه ( قاموس العادات والتقاليد
والتعابير المصرية ) مع بعض الاختلافات البسيطة([2])و شبيه لها حكاية ( بهوت النسا ) في القصص الشعبي
المغربي ([3]) ، كما ترد القصة أيضا في القصص الشعبي الفلسطيني في
الحكاية التي يرويها جهاد دكور ( كيد الرجال غلب كيد النسوان ) ([4]) وكذلك ينقلها سعد رفعت تحت اسم ( كيد النساء ) ([5]) ، كما أوردها محمد بن ناصر العبودي وتحت عنوان ( كيد
النساء ) ([6]) وقد رواها لنا مفرج السيد في ( سواليفه ) .
والقصة
ترد في قصص ( ألف ليلة وليلة ) في النسخة الغربية ويذكر مؤلف الماضي المشترك بين
العرب والغرب أن هذه الحكاية عاشت في القرن الخامس عشر الميلادي وهي مدونة في كتاب
" فاكهة الخلفاء " لعرب شاه وأنها سجلت في طبعة برسلاو لألف ليلة وليلة
، غير أن ليسكاليه كان قد ضمنها في كتابه " رحلات السندباد " نقلا عن
عرب شاه مرة أخرى قبل أن يعرف نص برسلاو بزمن طويل([7]).
إن
هذه القصة هي النموذج الذي يوضح تأثر القصص الشعبي العربي بكتب التراث العربي
القديم ، فسر انتشار هذه القصة في مواضع كثيرة من العالم العربي هو تسجيلها في
كتاب ( فاكهة الخلفاء ) لعربشاه لتنتشر هذه القصة في الروايات الشعبية ، وليتم بعد
ذلك تسجيلها في كتب التراث الشعبي .
ومن
القصص الجميلة في كيد النساء حكاية ( كيد النساء ) والتي يرويها محمد التويجري ([8]) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق