لعاب الشمس حسب تفير العرب في معاجمهم القديمة : هو شيء تراه كأنه
ينحدر من السماء إذا حميت وقام قائم الظهيرة ، ويقال هو الذي له مخاط الشيطان وهو
السهام بفتح السين ويقال له : ريق الشمس وهو شبيه الخيط تراه في الهواء إذا اشتد
الحر و ركد الهواء ، ومن قال إن لعاب الشمس السراب فقد أبطل ، وقيل لعاب الشمس : ما تراه في شدة الحر مثل نسيج العنكبوت ويقال هو
السراب ، وهذا الوصف أقرب إلى أشعة الشمس ، قال جرير :
أنخن لتهجير وقد وقد
الحصى
وذاب لعاب الشمس فوق
الجماجم.
في حين يذكر الزبيدي
في موضع أخر في حديثه عن خيط باطل أن خيط باطل هو الهباء المنثور الذي يدخل من
الكوه عند حمي الشمس ، يضرب مثلا لمن يهون أمره . أو ضوء يدخل من الكوه حكاه ثعلب
، وفي الصحاح : خيط باطل : الذي يقال له لعاب الشمس ومخاط الشيطان ، وقلت ( والقول
للزبيدي ) : وفسر الزمخشري مخاط الشيطان بما يخرج من فم العنكبوت وكذلك قاله ابن
بري ، فهو غير لعاب الشمس .
وذكر في موضع أخر ومن
المجاز : سال مخاط الشمس ، وهو يتراءى في عين الشمس للناظر في الهواء بالهاجرة
ويقال له أيضاً : مخاط الشمس ، ولعاب الشمس ، وريط الشمس ، كل ذلك سمع عن العرب
وقد ذكره الجوهري في " خ ي ط " مع قوله : خيط باطل .
وقال في موضع أخر: ((
زيق الشياطين : شيء يطير في الهواء تسميه العرب لعاب الشمس ، نبه على ذلك الأزهري
)) .
وقال الثعالبي في
مادة مخاط الشمس : (( (مخاط الشيطان) الخيوط التى تتراءى فى الهواء عند شدة الحر
يقال لها مخاط الشيطان ولعاب الشمس وخيط باطل ويشبه به مالا حاصل له وما لا طائل
فيهوكان مروان بن الحكم يقال له خيط باطل لأنه كان طويلا مضطربا قال الشاعر :
لحا الله قوما أمروا
خيط باطل
على الناس يعطى من
يشاء ويمنع )) .
وقال الثعالبي ايضاً
في مادة لعاب الشمس : (( لعاب الشمس عند العرب هو ما يتراءى كالخيوط فى الجو عند
شدة الحر قال الراجز :
وذاب للشمس لعاب فنزل
وقام ميزان النهار
فاعتدل
وقد يشبه به الشىء
الباطل الذى لا اصل له ويقال له أيضا مخاط الشيطان وخيط الشيطان وخيط الشمس وكما
يقال لعاب الشمس يقال بصاق القمر للحجر الأبيض الذى يقال له حجر المها )) .
وفي الأزمنة
والامكنة: (( وحكى قطرب: دلكت براح بالضّم و (لعاب الشّمس) أن يرى في شدّة الحر
مثل نسج العنكبوت أو السّراب ينحدر من السّماء وإنّما يرى ذلك عند نقاء الجو،
وسكون الأرواح واشتداد الحر. وأنشد شعرا:
هممن بتغوير وقد وقد
الحصى
وذاب لعاب الشّمس فوق
الجماجم
وأنشد ابن الأعرابي:
وذاب للشّمس لعاب
فنزل
واستوقدت في غرفات
كالشّعل
قال الدّريدي: لعاب
الشّمس بلغة اليمن الوهر. ويقال: وهر يومنا يوهر وهرا فأقرن الشّمس فحد ذرورها حين
تذر قرونها وقرونها: نواحيها، ويقال: طلع قرن من قرونها أي: ناحية من نواحيها. )) .
وقال في مجمع الامثال
في المثل ( أدق من خيط باطل ) : (( فيه قولان: أحدهما أنه الهباء يكون في ضوء
الشمس فيدخل من الكوة في البيت، والثاني أنه الخيط الذي يخرج من فم العنكبوت،
ويسميه الصبيان مخاط الشيطان، وهذا القول أجود، وقال الجوهري: خيط باطل، ولعاب
الشمس، ومخاط الشيطان، واحد، وكان لقب مروان بن الحكم خيط باطل، وذلك أنه كان
طويلا مضطربا، فلقب به لدقته، وفيه يقول الشاعر:
لحا الله قوما ملكوا
خيط باطل
على الناس يعطي من
يشاء ويمنع
والطويل أيضا يلقب
بظل النعامة، كما يلقب بخيط باطل. )) .
وانظر ( مخاط الشمس )
.