السبت، 29 سبتمبر 2018

أم الغيث - يا ام الغيث غيثينا


أم الغيث 


معتقد شعبي عربي يتعلق بالطقس وطلب المطر وينتشر في الكثير من البلدان العربية .
يقول مفرج السيد في حديثه عن مآثر بدر : ((وكنا ونحن صغار عندما ينحبس المطر يقول لنا أهلونا : غيثوا يا بزران ، فنجتمع في طابور من الأطفال الصغار من أولاد وبنات كلاً يمسك برقبة الذي قبله ثم ننطلق حتى نصل إلى قبر هناك يسمى قبر سيدي سعد أبي شوشه ، ونحن نقول في طريقنا :
يا ام الغيث غيثينا
واطفي شمعة راعينا
وانبيغ يا الله من الظما
وانبيغ يا ربنا اسقينا
ونحن نقلد بذلك صوت الغنم العطشانه ، ثم نعود ونحن نردد هذا الكلام حتى نصل الحارة ونتفرق .
وقبر سعد أبي شوشه كان الأولون يعتقدون فيه أنه من الأولياء كما هي العادة في ذلك الزمن ، وقد اضمحل هذه الخزعبلات بفضل الله ثم بانتشار العلم وذهاب الجهل والفهم الديني والعودة إلى السنة المحمدية الشريفة ، ويظهر من سيدي ( أبي شوشه ) أنه من أهل المغرب . )) ([1])  .
ويذكر الصويان أن من المعتقدات الشعبية أن أطفال الرولة وفي السنين المجدبة يحملون ما يسمونه أم الغيث وهي على شكل صليب كبير يلبسونه ثوباً قديما من ثياب النساء ويحمل أحد الأطفال هذا التمثال وتتبعه المجموعة مرددين :
يامّ الغيث غيثينا
بلي بشيت راعين
يام الغبث غيثينا
من المطر واسقينا
يام الغيث غيثينا
من مد الله مدينا
يام الغيث غيثينا
من الوبل واعطينا ([2])
وينقل تيمور عن القاموس أن المُطَّيري : دعاء للصبيان إذا استسقوا  ([3]).


([1]) من بحث بمسمى ( من مآثر بدر )  .
([2]) حداء الخيل للصويان ص 13 ، الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون ، ط 1 ، 1408هـ / 1988م .
([3])معجم تيمور الكبير للألفاظ العامية ، ج 3 ص 321 ، 322 .

أم العنقود - من الأساطير


أم العنقود


يعتقد نساء ببغداد في خلال قرن كامل أن مرض الخواتيق أي الدفتريا تقوم به جنية اسمها ( أم عنقود ) لأن ابنها مات ولم تقم له نساء بغداد مأتم ولا عزاء ([1]) .
وقد تحدث ابن الأثير في تاريخه وفي حوادث سنة 456هـ أن جماعة من الأكراد خرجوا يتصيدون فرأوا في البرية خيما سودا وسمعوا منها لطما وعويل وقائل يقول : قد مات سيدوك ملك الجن ، وأي بلد لم يلطم أهله عليه ويعملوا له العزاء قلع أصله ، فخرج كثير من النساء إلى المقابر يلطمن وينحن وينشرن شعورهم ، وخرج رجال من سصفلة الناس يفعلون ذلك ، ويعلق ابن الأثير فيذكر أنه جرى في أيامه في الموصل وما والاها من البلاد إلى العراق نحو هذا وذلك أن الناس سنة ستمائة أصابهم وجع كثير في حلوقهم مات منه كثير من الناس فظهر أن امرأة من الجن يقال لها أم عنقود مات ابنها عنقود وكل من لا يعمل له مأتم أصابه هذا المرض ، فكثر فعل ذلك وكانوا يقولون :
يا أم نقود اذريينا
قد مات عنقود ما درينا
وكان النساء يلطمن وكذلك الأوباش ([2]).
ويقول أبي الفداء في تاريخه ( المختصر في اخبار البشر ) ويعد أن ينقل خبر ابن الأثير  " وإنما أوردنا هذا لأن رعاع الناس إلى يومنا هذا وهو سنة سبعمائة وخمس عشرة يقولون بأم عنقود وحديثها ، ليعلم تاريخ هذا الهذيان من متى كان  "([3]) .


([1]) انظر نصوص بغدادية نادرة ( الحياة الاجتماعية والاقتصادية لبغداد في المجلات العراقية والعربية ) ص 108 ، تأليف : د / طارق نافع الحمداني ، ط1 ، دار ميزوبوتاميا للطباعة والنشر والتوزيع ، 2013 م .
([2])ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ج 8 ص 197 ، 198 ، ط1 ، دار الكتاب العربي .
([3])أبو الفداء ، المختصر في اخبار البشر ، ج 2 ص 185 ، ط1 ، المطبعة الحسينية المصرية .

الأحد، 23 سبتمبر 2018

لعاب الشمس


لعاب الشمس 


لعاب الشمس حسب تفير العرب في معاجمهم القديمة : هو شيء تراه كأنه ينحدر من السماء إذا حميت وقام قائم الظهيرة ، ويقال هو الذي له مخاط الشيطان وهو السهام بفتح السين ويقال له : ريق الشمس وهو شبيه الخيط تراه في الهواء إذا اشتد الحر و ركد الهواء ، ومن قال إن لعاب الشمس السراب فقد أبطل ، وقيل لعاب الشمس : ما تراه في شدة الحر مثل نسيج العنكبوت ويقال هو السراب ، وهذا الوصف أقرب إلى أشعة الشمس ، قال جرير :
أنخن لتهجير وقد وقد الحصى
وذاب لعاب الشمس فوق الجماجم([1]).
في حين يذكر الزبيدي في موضع أخر في حديثه عن خيط باطل أن خيط باطل هو الهباء المنثور الذي يدخل من الكوه عند حمي الشمس ، يضرب مثلا لمن يهون أمره . أو ضوء يدخل من الكوه حكاه ثعلب ، وفي الصحاح : خيط باطل : الذي يقال له لعاب الشمس ومخاط الشيطان ، وقلت ( والقول للزبيدي ) : وفسر الزمخشري مخاط الشيطان بما يخرج من فم العنكبوت وكذلك قاله ابن بري ، فهو غير لعاب الشمس ([2]).
وذكر في موضع أخر ومن المجاز : سال مخاط الشمس ، وهو يتراءى في عين الشمس للناظر في الهواء بالهاجرة ويقال له أيضاً : مخاط الشمس ، ولعاب الشمس ، وريط الشمس ، كل ذلك سمع عن العرب وقد ذكره الجوهري في " خ ي ط " مع قوله : خيط باطل ([3]).
وقال في موضع أخر: (( زيق الشياطين : شيء يطير في الهواء تسميه العرب لعاب الشمس ، نبه على ذلك الأزهري ))([4]) .
وقال الثعالبي في مادة مخاط الشمس : (( (مخاط الشيطان) الخيوط التى تتراءى فى الهواء عند شدة الحر يقال لها مخاط الشيطان ولعاب الشمس وخيط باطل ويشبه به مالا حاصل له وما لا طائل فيهوكان مروان بن الحكم يقال له خيط باطل لأنه كان طويلا مضطربا قال الشاعر :
لحا الله قوما أمروا خيط باطل
على الناس يعطى من يشاء ويمنع ))([5]) .
وقال الثعالبي ايضاً في مادة لعاب الشمس : (( لعاب الشمس عند العرب هو ما يتراءى كالخيوط فى الجو عند شدة الحر قال الراجز :
وذاب للشمس لعاب فنزل
وقام ميزان النهار فاعتدل
وقد يشبه به الشىء الباطل الذى لا اصل له ويقال له أيضا مخاط الشيطان وخيط الشيطان وخيط الشمس وكما يقال لعاب الشمس يقال بصاق القمر للحجر الأبيض الذى يقال له حجر المها ))([6]) .
وفي الأزمنة والامكنة: (( وحكى قطرب: دلكت براح بالضّم و (لعاب الشّمس) أن يرى في شدّة الحر مثل نسج العنكبوت أو السّراب ينحدر من السّماء وإنّما يرى ذلك عند نقاء الجو، وسكون الأرواح واشتداد الحر. وأنشد شعرا:
هممن بتغوير وقد وقد الحصى
وذاب لعاب الشّمس فوق الجماجم
وأنشد ابن الأعرابي:
وذاب للشّمس لعاب فنزل
واستوقدت في غرفات كالشّعل
قال الدّريدي: لعاب الشّمس بلغة اليمن الوهر. ويقال: وهر يومنا يوهر وهرا فأقرن الشّمس فحد ذرورها حين تذر قرونها وقرونها: نواحيها، ويقال: طلع قرن من قرونها أي: ناحية من نواحيها. ))([7]) .
وقال في مجمع الامثال في المثل ( أدق من خيط باطل ) : (( فيه قولان: أحدهما أنه الهباء يكون في ضوء الشمس فيدخل من الكوة في البيت، والثاني أنه الخيط الذي يخرج من فم العنكبوت، ويسميه الصبيان مخاط الشيطان، وهذا القول أجود، وقال الجوهري: خيط باطل، ولعاب الشمس، ومخاط الشيطان، واحد، وكان لقب مروان بن الحكم خيط باطل، وذلك أنه كان طويلا مضطربا، فلقب به لدقته، وفيه يقول الشاعر:
لحا الله قوما ملكوا خيط باطل
على الناس يعطي من يشاء ويمنع
والطويل أيضا يلقب بظل النعامة، كما يلقب بخيط باطل. ))([8]) .
وانظر ( مخاط الشمس ) .


([1])انظر تاج العروس ج 2 ص 406 ، ، ط1 ، دار الفكر .
([2])تاج العروس ج 10 ص 252 ، 253 ، ، ط1 ، دار الفكر
([3])تاج العروس ج 10 ص 408 ، ، دار الفكر  – ط1 .
([4])تاج العروس ج 13 ص 206 .
([5])ثمار القلوب ص 76 ، دار المعارف ، القاهرة .
([6])ثمار القلوب ص 651 ، دار المعارف ، القاهرة .
([7])الازمنة والامكنة ص 286 ، 287 ، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت ، الطبعة: الأولى، 1417 .
([8])مجمع الامثال ج 1 ص 273 ، المحقق: محمد محيى الدين عبد الحميد ، الناشر: دار المعرفة ، بيروت، لبنان .

لبد - نسر لقمان بن عاد الأخير


لبد 


ويعني في لسان أهل عاد كما يزعمون الدهر وهو النسر الأخير في أسطورة لقمان بن عاد ففي اللسان : " اسم آخر نسور لقمان بن عاد، سماه بذلك لأنه لبد فبقي لا يذهب ولا يموت كاللبد من الرجال اللازم لرحله لا يفارقه؛ ولبد ينصرف لأنه ليس بمعدول " ([1])، و تزعم الأسطورة العربية القديم أن لقمان أعطي عمر سبعة أنسر كان يأخذ الفرخ حين تخرج من بيضته فيأخذ الذكر منه فتعيش ثمانين سنة ، وكان اخرهم لبد هذا فلما انقضى عمره طارت النسور من فوق لقمان ولم ينهض فيها لبد فلما لم يراه مع النسور ، فذهب إلى الجبل لينظر ما فعل لبد فرأى نسره واقعا من بين النسور فناداه أنهض لبد فذهب لبد لينهض فلم يستطع فماتا جميعا .
وتذكر بعض المصادر أن لقمان بن عاديا بن لجين بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح كان قد عمر عمر سبعة أسر وكان يأخذ فرخ النسر فيجعله في جوبة الجبل فيعيش الفرخ خمسمائة سنة أو أقل أو أكثر فإذا مات أخذ آخر مكانه حتى هلكت كلها إلا السابع أخذه فوضعه في ذلك الموضع وسماه لبدا ولبد بلسانهم الدهر - وكان أطولها عمرا ، وقيل أنه لما انقضى عمر لبد رآه لقمان واقعا، فناداه: انهض لبد، فذهب لينهض فلم يستطع، فسقط ومات، ومات لقمان معه، فضرب به المثل، فقيل: طال الأبد على لبد، وأتى أبد على لبد.، وقال الأعشى :
وأنت الذي ألهيت قيلا بكاسه
ولقمان إذ خيرت لقمان في العمر
لنفسك أن تختار سبعة أنسر
إذا ما مضى نسر خلوت إلى نسر
فعمر حتى خال أن نسوره
خلود، وهل تبقي النفوس على الدهر؟
فعاش لقمان - زعموا - ثلاثة آلاف وخمسمائة سنة، قال النابغة:
أخني عليها الذي أخنى على لبد
وقال لبيد:
ولقد جرى لبد فأدرك جريه
ريب المنون وكان غير مثقل
لما رأى لبد النسور تطايرت
رفع القوادم كالفقير الأعزل
من تحته لقمان يرجو نهضه
ولقد يرى لقمان أن لا يأتلي ([2])
 أنظر مادة ( لقمان ) ، ومادة ( عمر لقمان ) ، ومادة ( نسور لقمان ) .


([1]) اللسان ج 3 ص 385 ، ط3 ( بيروت ، دار صادر ، 1414هـ ) .
([2]) انظر مجمع الأمثال ج 1 ص 429 ، 430 ، دار المعرفة .

الجمعة، 21 سبتمبر 2018

السندباد - معجم الأساطير


السندباد 


حكاية في التراث العربي تذكر فيها دفاع سبعة وزراء عن ابن الملكة بسبب وشاية زوجته الملكة الشهوانية ليهم الملك بقتله فيما يلزم الأمير البريء نفسه بالصمت .
ويتفنن الوزراء في الدفاع عن الأمير في رواية القصص التي تذكر مكر النساء بينما تحاول الملكة بدورها أن تذكر مكر الرجال وتنتهى القصة ببراءة الأمير .
وكان السندباد هو أحد أسماء المعلمين أو هو رئيسهم .
ويرى البعض أن هذه الحكاية وردت في الهند في الحكاية البوذية المسماة " جاكاتا " وترجع إلى حوالي القرن الثالث قبل الميلاد ، وقد وصلت إلى الفرس لتدرج في كتاب السندباد الذي ترجم إلى العربية في القرن الثامن الميلادي لنتقل عن طريق العالم العربي إلى عدة لغات متعددة بعناوين عدة منها : سندباد نامة ، والوزراء السبعة ، والوزراء السبعة الحكماء ، وجزء من توتي نامة ، وجزء من ألف ليلة وليلة([1]) .
ويذكرالمسعودي أن السندباد ظهر في زمن كورش بن بلهيت وأن له كتاب الوزراء السبعة والمعلم والغلام وارمأة الملك وهو الكتاب المترجم بكتاب السندباد ([2]) .


([1]) انظر : الماضي المشترك بين العرب والغرب : أصول الآداب الشعبية الغربية ، تأليف : أ.ل. رانيلا  ، ترجمة : نبيلة إبراهيم  ، سلسلة عالم المعرفة ، 1419هـ / 1999 م ، ص 21 .
([2])انظر : مروج الذهب ، ج 1 ص 97 ، دار الهجرة ، وانظر كذلك : نهاية الأرب في فنون الأدب ، ج 14 ص 252 .