الاثنين، 5 نوفمبر 2018

الاستشفاء بدماء الملوك والأشراف


الاستشفاء بدماء الملوك والأشراف 


اعتقاد يراه العرب أن كل من كان مجنون أو كلب ثم حسا من دم ملك أو سيد كريم أفاق وبرئ . هكذا يذكر الجاحظ تعليقا على قول زهير :
وإن يقتلو فيشتفى بدمائهم
وكانوا قديما من مناياهم القتل
والجاحظ يعلق علي هذا البيت بأنه ليس دليل على صحة هذه المعتقد ([1]).
وقال الفرزدق:
من الدارميين الذين دماؤهم
شفاء من الداء المجنة والحبل
 وقال عبد الله بن قيس الرقيات:
عاودني النكس فاشتفيت كما
تشفي دماء الملوك من كلب
 وقال ابن عياش الكندي لبني أسد في قتلهم حجر بن عمرو:
عبيد العصا جئتم بقتل رئيسكم
تريقون تامورا شفاء من الكلب
وقال الفرزدق :
ولو تشرب الكلبى المراض دماءنا
شفتها وذو الخبل الذي هو أدنف
وذاك أنهم يزعمون أن دماء الأشراف والملوك تشفي من عضة الكلب الكلب وتشفي من الجنون أيضا كما قال الفرزدق .
وقال عوف بن الأحوص :
ولا العنقاء ثعلبة بن عمرو
دماء القوم للكلبى شفاء([2])
وقال أبو البرج القاسم بن حنبل المري ، وقيل الحطيئة :
بناة مكارم وأساة جرح
دماؤهم من الكلب الشفاء
و قال عبد الله بن الزبير الأسدي :
من خير بيت علمناه وأكرمه
كانت دماؤهم تشفي من الكلب
و قال الكميت :
أحلامكم لسقام الجهل شافية
كما دماؤكم تشفي من الكلب ([3])
ويقول الفرزدق :
ولو شرب الكلبي المراض دماءنا
شفتها وذو الخبل الذي هو أدنف
فإذا كلب إنسان أتوا رجلا شريفا فيقطر لهم من دم أصبعه فيسقون المكلوب فيبرأ. أو يسقونه من دم ملك فيشفى. جاء في المثل: دماء الملوك شفاء الكلب. ودماء الملوك أشفي من الكلب. وقال أهل الأخبار عن الكلب: "وأجمعت العرب أن دواءه قطرة من دم ملك يخلط بماء فيسقاه"، فيشفى بذلك من الكلب ([4]) .
ومن القصص التي تروى في الجاهلية قصة الزباء مع جذيمة فقد أمرت جواريها بأن يقطعن ذراعه وإفراغ دمه في طست من ذهب وحرصت أن لا يضيع شيء من دمه للشفاء من الخبل فقد كانت العرب تتحدث أن دماء الملوك شفاء من الخبل ([5]).
ولا يزال العامة يعتقدون أن شرب دماء الأشراف يشفي من داء الكَلْب الكَلِب ، وهو ما يسمى المَغَلوث بالعامية ، وكما يقول الصويان أنه من المشتهر بين الناس أن دماء قبيلة البرزان من مطير تشفي منه ([6]) .


([1]) انظر الحيوان ج2 ص 210 ،  تحقيق عبد السلام محمد هارون ، دار إحياء التراث العربي.
([2])انظر الحيوان ج 2 ص 5 – 9 .
([3]) انظر شرح نهج البردة لابن أبي حديد ج 19 ص 224 ، ط1 ، دار الكتاب العربي ، بغداد ، وانظر : الحيوان ج 2 ص 5 ، دار إحياء التراث العربي، ونهاية الأرب للنويري ج 7 ص 66 ، دار الكتب العلمية.
([4]) المفصل ج 8 ص 134 ، ط4 ، دار الساقي .
([5])انظر الأغاني ، ج15 ص 308 ، دار الكتب العلمية  .
([6]) الصحراء العربية ثقافتها وشعرها عبر العصور ص 98 . الشبكة العربية للأبحاث والنشر ، ط1 .