أحمد بن الخاركي
أحمد بن إسحاق بن عمرو الخاركي نسبة إلى خارك من
جزر البحر الفارسي ( وهي جزيرة بجانب الساحل الإيراني ) ، عده الجاحظ من البخلاء
النفاجين فهو بخيل ورغم ذلك يدعي الكرم ، وهناك خاركي هو عمرو
بن الخاركي ، غير أنه يبدو أن كل ما يرد في البخلاء عن الخاركي فالمقصود به أحمد
الخاركي .
ويذكر الحاجري أنه أحمد بن إسحاق ترجم له محمد
بن داود بن الجراح ، فقال عنه : " بصري شاعر كثير الشعر هاجى الفضل الرقاشي
هجاء كثير " ثم أورد طائفة من مقطوعاته الشعرية ، بعضها في الهجاء وبعضها في
صفة الخمر ، ويذكر الحاجري أنه منسوب إلى خارك " جزيرة من جزر البحر الفارسي
" ، ويذكر الحاجري أن ابن الخاركي هذا شاعر من شعراء عصر المأمون كما يقول ياقوت
عنه وقد ذكره الجاحظ في غير موضع وليس فيه إلا ما يدل على أنه كان رجلًا تافها ضيق
الأفق سريع التصديق ضعيف النظر .
وقد ترجم لأحمد بن الخاركي عمر الطباع في هامش
كتاب البخلاء فقال: ( أحمد بن الخاركي : شاعر بصري مكثر . كان بينه وبين الفضل
الرقاشي مهاجاة . وأحمد الخاركي هو الذي يسميه صاحب الوراقة ( ص 58 ) أحمد بن
إسحاق . قيل له الخاركي نسبة إلى خارك من جزر البحر الفارسي . عاصر المأمون وذكره
الجاحظ في الحيوان ( 2 / 193 ) ) ، وقد ذكر ياقوت في معجم
البلدان في مادة ( خارك ) أنها جزيرة نسب إليها قوم منهم : الخاركي الشاعر في أيام
المأمون وما يقاربها .
وقد ذكر ابن المعتز أن اسمه أحمد بن إسحاق ولا
يعرف إلا بالخاركي ، وروى عن ابن الداية أن ابن نواس قال : ( ما مجنت ولا خلعت
العذار حتى عاشرت الخانكي فجاهر بذلك ولم يحتشم فامتثلنا نحن ما أتى به وسلكنا
مسلكه ، ومن يذهب مذهبنا عيال عليه ) .
وقد ذكر الصفدي أنه أحمد بن إسحاق بن عمرو
الخاركي وذكر أن خارك قرية في البحر من أعمال فارس ، وأنه كثير الشعر هاجى الرقاشي
، وذكر بعض شعره .
وقد ذكر ابن الجراح ترجمه مطابقة لما ذكره ابن
المعتز والصفدي ، وقد زاد عن ذلك أن نقل بعض شعره في الهجاء ومدح الخمر ، كما أنشد
أبو بكر بن أبي خيثمة أيضًا [ في هجاء الجاحظ للخاركي ] في الجاحظ :
يا فتى نفسه إلى ال
|
|
كفر بالله تائقه
|
لك في الفضل والتن
|
|
سك والزهد سابقه
|
فدع الكفر جانبا
|
|
يا دعي الزنادقه
|
ومن بين شعره التغزل بالمرد وهذا ، يتوافق هذا مع ما ذكره أبو نواس فيه .
وهذا الهجاء الذي هجاه أحمد الخاركي للجاحظ ، ينسب للجماز أيضًا كما سنرى
في ترجمة الجماز .
وقد ذكر أبو حيان التوحيدي ما يدل على زندقته يقول أبو حيان : ( وصف
النظام الكواكب وحسنها ، وكان الخاركي حاضرًا ، وكان يتهم بالزندقة فقال : وأي شيء
حسنها ؟ ما أشبهها إلا بجوز كان في كم صبي فتناثر فوقع متفرقًا . ها هنا ثلاثة وها
هنا أربعة ، وها هنا اثنتان .) ، ونحن وإن كنا لا نجزم من
هو الخاركي في هذه الحادثة ، هل هو أحمد بن الخاركي أم عمرو الخاركي ؟ ولكن نعتقد أن
الغالب أنه أحمد بن الخاركي ونرجح ذلك لأننا نعتقد أن أحمد بن إسحاق الخاركي هو
أحد أصدقاء الجاحظ فالجاحظ ينقل عنه ويروي بعض أخباره والنظام أستاذ الجاحظ ،
بينما لم نجد نص يورده الجاحظ يؤكد اتصال الجاحظ بعمرو الخاركي.
وقد ذكر الجاحظ ابن الخاركي أنه انشد لبعض
الأعراب في التدليك :
لا بارك الإله في الأحراح
|
|
فإن فيها عدم اللقاح
|
لا خير في السفاح واللقاح
|
|
إلا مناجاة بطون الراح
|
وذكر عبد السلام هارون أن المقصود بالخراكي هو أحمد بن الخاركي ، وقد سبق أن ذكرنا أن
شخص أخر يعرف بالخاركي وقد ذكره الجاحظ في الحيوان وأنشد بعض شعره وهو أبو عثمان
عمرو الأعور الخاركي ، ولا أعلم كيف رجح عبد
السلام هارون أن من يروي الجاحظ له في هذا الموضع هو أحمد الخاركي وليس عمرو
الخاركي !.
وقد أورد الجاحظ اسم الخاركي في الحيوان في تعليق ابن الخاركي على من يزعم
أن أكل لحم الحيوان المذكور بطول العمر يزيد في العمر فقال الخاركي : ( هذا كما
يزعمون ان أكل الكلية جيد للكلية ) ، والمحقق عبد السلام
هارون هنا لا يحدد من هو القائل هل هو أحمد الخاركي أم هو عمرو الأعور الخاركي ،
ولكن في الغالب ان القائل هنا هو أحمد الخاركي وذلك لأننا نعتقد أن الجاحظ يطلق
على أحمد بن الخاركي اسم ( ابن الخاركي ) ، بينما يسمي عمرو الخاركي بهذا الاسم أو
الخاركي فقط دون ذكر كلمة ( بن ) ، ورغم ذلك افتراضات واستنتجات ويعوزها الاثبات
القطعي والدليل الحاسم .
وقد وقع مثل هذا في حديثه عن ابن
أبي كريمة فقد عرف بهذا اللاسم اثنان هما اسود بن ابي كريمة واحمد بن زياد بن أبي
كريمة كما ذكرنا من قبل ، والجاحظ يذكر ( ابن أبي كريمة ) في كتبة ولا يحدد أيهما
المقصود .
وينسب له الجاحظ مقوله في التفريق بين القرية
والمدينة يقول الجاحظ : ( ولم قال أحمد بن
الخاركي : لا تصير القرية قرية حتى يصير فيها حائك ومعلم ، قال أبو عباد : يا
مجنون إذا صارت إلى هذا فقد صارت مدينة . ) ، وقد ترجم له الزركلي فقال : ( في
الأصل " الحاركني " . وفي البخلاء 105 ، 106 " احمد بن الحاركي
" والصواب ما أثبت ، وهو منسوب إلى ( خارك ) جزيرة في وسط البحر الفارسي ،
كما في معجم البلدان . وهو أحمد بن إسحاق الخاركي البصري . وانظر طبقات ابن المعتز
306 وفيه " الخارجي " ، تحريف والفهرست 233 وحواشي معجم المرزباني 431 )
.