وصف بدر في كتب الرحلات
يقول صاحب كتاب المناسك في القرن الثالث الهجري بدر بأن لها عينان جاريتان ، وفيها الحناء والموز والعنب والنخل ، وبها أخلاط من
الناس ، وميرتها من الجار " .
وفي القرن الرابع يتحدث المقدسي ( ت 380 هـ ) عن بدر ويصفها بالمدينة الصغير
وانها جيدة التمور ، وفيها عين سماها عين النبي صلى الله عليه وسلم ، وذكر موضع
المعركة كما ذكر أن مساجدها بناها ملوك مصر .
وفي القرن السادس يذكر ابن جبير بدر ويصفها بأنها قرية
فيها حدائق نخل متصلة وبها حصن في ربوة مرتفعة .
ويذكر العبدري أن بدر وادي به ماء معين ونخل
وعمارة ليست بالكثيرة وماؤها طيب .
أما الجزيري فقد تحدث عن أن
دخول بدر بعد المرور بالأبرقين والنزول من جزر طويل وقد تحدث الجزيري عن الشهداء
ومسجد العريش كما تحدث عن محطة الركب وذكر ان فيها نخيل وبيوت وفسقية كبيرة .
ونقل يوسف حامد عن مخطوطة
مجهول من القرن العاشر بعض المعلومات عن بدر ففي بدرعين جارية
ونخيل وبها طائفة من عربان زبيد ، وأن أمام بدر عين خربت يقال لها
حنين .
أما النهروالي فقد تحدث جبل
الطبول وعن قبور الشهداء ومسجد الغمامة ومحطة الحجاج كما ذكر عين حنين وقد وصفها كما
سوف نذكر فيما بعد في حديثنا عن هذه الحنين في كتب الرحلات .
أما ابن مليح القيسي فذكر أن
في بدر الكثير من العمارة والدشور وهو المحل الذي يبيت فيها الرعاة مع ماشيتهم ،
وتحدث عن مسجد الغمامة كما تحدث عن سبيل السلطان حسن .
وقد تحدث العياشي عن بدر وذكر انها قرية حسنة ذات نخيل وماء عذب فيه بركة
كبيرة تكفي الأركان كلها ومادتها من عين هناك ، وذكر أن أسعارها في الغالب رخيصة
من غيرها رغم انقطاعها عن البلاد وأهلها محافظون آمنون مطمئنون ، وتحدث عن بدر
وأزقتها وبساتينها المشرقة والنضرة ووصف نخلها ، ثم أشار إلى نزول الركب الشامي
ينزل في تلك الليلة التي ينزل فيها ركبهم ، وذكر أنه في بدر خزن الناس ما يحتاجونه
من الطعام والعلف في طريق العودة من بدر إلى المدينة المنورة وقد تحدث عن الشهداء ومسجد الغمامة والأبرقين وصوت الطبول .
ووصف أوليا جلبي بدر وذكر أن أطراف المدينة الأربع صخور حمراء وهي خاضعة
لقائمقامية الشريف ، وبها أربعمائة بيت عربي وجامع من اللبن المتين البناء تتدفق
مياه عين الزرقاء في فناءه وبالقرب منه حوض كبير ، وناحية القبلة يوجد أيضًا مسجد
ذو قبة ، وبها جامع عام ومئتا دكان .
أما اليوسي فيذكر أن بدر أصبحت دار الوقدة ، وانهم
يوقدون المشوع والمصابيح ، ووصف ماء بدر بأنه طيب وذكر انه من العين الزرقاء ، وهو
ما ذكره ألويا جلبي في حديثه عنه عيون قرى الصفراء.
وقد وصف الدمشقي في رحلته سنة 1120هـ بدر وذكر
أنها بلدة كبيرة فيها مسجد يقال له مسجد الغمامة وذكر أنه جامع تقام فيه الجمعة
يشتمل على منبر ، وقد تحدث عن أنه يقام في بدر سوق كبير طوال العام .
أما النابلسي في رحلته سنة 1104 ، و1105هـ فيذكر أنه وعند دخولهم لبدر بين الجبلين (
الحنان وأبرق الحنان ) ازدحم الحجاج فيه أزدحامًا كثيرًا ، ووصلوا إلى بدر في
الصباح ، وذكر أن بدر كثيرة الماء يجري فيها الماء على وجه الأرض ، غير البركة
التي تسقي الحجاج ، وقد تحدث عن الشهداء ومسجد الغمامة ، وفي طريق العودة من مكة ذكر
نزلوهم إلى بدر حيث الما الغزيز والخير الكثيرة فاستراح الحجاج وخرج أهل بدر
يبيعون للحجاج التمر والرطب والليمون والحشيش وغير ذلك .
أما أحمد بن محمد الدرعي في رحلته ( سنة
1121 ، 1122هـ ) فذكر انها قرية حسنة ذات نخيل وماء عذب فيه بركة كبية تكفي
الأركان كلها ومادتها من عين هنالك وذكر أن على بدر أنوار تلوح ورياض النصر تعدو
وتروح وقد تحدث عن أسعارها وعن الأمن فيها [ وهذا نص للعياشي ] ، وتحدث عن العريش ووصف الشهداء .
أما الوزير الشرقي الإسحاقي ففي رحلته سنة 1143هـ فقد ذكر أن بدر واد به ماء
معين عذب عليه نخل وعمارة ولا تخلو منها ، وتحدث عن تسمية بدر ، وذكر أن بدر صعيد
أفيح تحفه جبال من جميع جهاته وتقوم به سوق حافلة لأن أهلها ومن جاورهم إلى
المدينة المشرفة يتحينون وصول الركب فيستعدون لذلك ويحضرون ما يبايعونهم من تمر
وعلف وجمال وقد ذكر ذلك العبدري ،
وتحدث عن مسجد الغمامة ( العريش ) ومقبرة الشهداء وجبل الطبول وجبل الملائكة .
أما المنالي الزبادي ففي رحلته سنة 1148هـ فذكر أنها قرية حسنة ذات نخيل
وماؤها عذب زلال ، وفيها بركة كبيرة تكفي الأركان كلها ولو جاؤوا الجم الغفير ،
ومادتها من عين هنالك وماؤها غزير ، وذكر ان نزوله في فسيح خارج البلد بحيث صار
الجبل النصر بمرآة منهم ، وقبور الشهداء قريبة غير بعيدة ، وذكر أن على البلد
حلاوة وانشراح في الصدر
ووسف الورثيلاني في رحلته سنة 1179 بدرًا فذكر أنها قرية عظيمة حلوة طيبة
روضة من رياض البلدان من رآها يتمتع بنظرها ويشاهد فيها الأنوار الجلال ولوائع
الجمال كأنه صلى الله عليه وسلم مستقر فيها لم يغب فصورته صلى الله عليه وسلم
وصورة أصحابه هناك تشاهد لدى المحبين فتنبسط النفس هنالك أتم انبساط فهي تمرح في
تلك الرياض وتتردد في تلك الحياض ، وهذا من أجمل الأوصواف التي ذكرت عن بدر .
أما الحضيكي ففي رحلته التي كانت في منتصف القرن الثاني عشر ، فيذكر أنهم
مروا بين جبلين من رمل وذكر ان الناس تسابقوا ليسمعوا طوت طبل يضرب هناك لأجل
نصرته ، وذكر أنهم نزلوا وراء ذلك الجبلين
وفيه عين تجري ونخيل وقرية تعرف الآن ببدر حنين ، وفيه قوبر الصحابة الذين
استشهدوا .
أما ابن عبد السلام المغربي ففي الرحلة الناصرية الكبرى سنة 1196هـ فتحدث عن
نزولهم في فسح خارج البلدة وإن كان قد ذكر أن جبل النصر كان بمرأى منهم وقبور
الشهداء قريبة غير بعيدة وتحدث عن بعض معالمها كقبور الشهداء ومسجد الغمامة وبعض
المعالم الأخرى ، وذكر في رحلته
الصغرى سنة 1211هـ أنهم نزلوا محل الوقعة المباركة وأنه قامت بها سوق عظيمة في كل محتاج ، وذكر
أنه اجتمع بركب طيبة ( المدينة المنورة ) وتحدث
عن زيارته لمسجد العريش والشهداء
أما المكناسي والذي بدأ رحلته في سنة 1200هـ فقد ذكر أنه صلى الصبح بـ
" حنين " ووصفها بأنها جنات ونخيل وماء ، وقد ذكر أنهم لقوا الركب
المصري والمغربي قد سبقوهم إلى بدر وذكر أن ماء بدر رديء وقد حملوا الماء من
الجديدة ، وأنه التقي بحجاج أهل المغرب .
ويذكر بوركهارت أن بدر بلدة صغيرة منازلها
مبنية من اللبن والحجر وشكلها جميل على الرغم من أن منازلها أقل من بلدة الصفراء ، وذكر أنها تقع في سهل محاط من ناحيتي الشمال والشرق
بجبال منحدرة أما التلال الصخرية فتحيط بذلك السهل من ناحية الجنوب ، وفي الغرب
تلال من الرمال المتحركة .
وذكر التامراوي بدر فذكر
انها قرية كبيرة ذات عيون ونخيل . ووصفها ليون روش بأنها "
مدينة صغيرة شيدت على نحو غير متقن ، لكنها محاطة برياض بديعة ترويها جداول جميلة
، وهي مكان تخييم للقوافل المتجهة إلى مكة ، ينبت فيها كثير من أشجار النخيل
".
وفي سنة 1298هـ دخل الحامدي
بدر من الجنوب قادما من مكة المكرمة وذكر أنه عندما اقترب من بدر رأوا أشجار كثيرة
ذات أشواك ، ثم دخلوا بدرا بعد صلاة العصر ، ثم زاروا الشهداء ووصف الشهداء ، وذكر
أن في البلدة نخيل ومياه وبها عين جارية نافعة .
وقد وصف محمد حسين هيكل بدر وصفًا يدل على
مقدار ما أصاب بدر بسبب العزلة فقد ذكر أن منازلها أدنى إلى الأكواخ منها إلى المنازل بل إلى الآثار االدارسة من
الربوع المأهولة ، رغم طبيعته الزراعية ووفرة المياه إلا أن بدر وكما يذكر محمد
حسين هيك أصبح أدنى قرى وادي الصفراء حياة ونضارة
وذكر أن سيارتهم استدارت حول المنازل المبعثرة التي هي أدنى في نظامها إلى
الآثار الدوارس منها إلى مقام الأحياء .
وفي رحلة عاتق البلادي " على طريق الهجرة "
في سنة 1393هـ ذكر ان بدر بلدة عامرة
اقترنت بأول نصر في الإسلام ، وذكر أنها اليوم ( 1393هـ ) من أعمر القرى بين مكة
والمدينة وتضم الأرض الواقعة بين الروحة إلى الرايس وتتبعها إمارة القاحة ، وفيها
مكتب زراعي ومحكمة شرعية ومكتب مواصلات سلكية ولاسلكية ، و مدرسة للبنين والبنات ،
ومحطات لبيع الوقود ، وعين جارية عليها زراعة حسنة وسكانها بنو صبح والأشرف
والسادة في حلف .