أمراء القصر الزجاجي
الراوي : حكاية يرويها عبده خال عن عائشة عجيبية .
الحكاية :
يتعرض
أبناء الملك للموت عند ولادتهم فيخبر أحد الكهنة الملك بأنه سيرزق بثلاثة ولكن لي
يبقوا فعليه أن يضعهم في غرفة زجاجية ، فيطبق الملك هذا الشيء فما أن يولد ابن
الملك حتى يوضع في غرفة من زجاج ليعيش الأبناء منعزلين في تلك الغرفة وتقوم
بخدمتهم خادمة تمنع عنهم كل مادة صلبه من عظام وغيره ، حتى تستخدم خادمة جديدة لا
تتقيد بذلك فتدخل لهم العظام فيتلاعبون بها مما يؤدي لكسر الزجاج ليروا العالم
الخارجي ويرغبون في الخروج من الغرفة فينفذ والدهم ذلك ثم يطلبون أن يزوجهم فيعرض
الفتيات أم نوافذهم ليختار كل شخص منهم زوجته ، ويتم ذلك ويتزوج الأخوة الثلاثة .
ويستقبل
الملك الأبن الأكبر والأوسط في اليوم التالي ويتغيب الأبن الأصغر فيكتشف الملك أن
أبنه معتقل من زوجته الغولة التي تنتظر خروج اجتماع الغيلان لغزو المملكة ، فيأمر
الملك أبناء المملكة بمغادرة البلاد ليهرب الجميع من المدينة .
يستطيع
الأبن الأصغر الفرار من الغولة بعد أن يلتقي بفرس هرمة وطلب منها أن تساعده في
الهرب فأخرجت من بطنها فلوة وطلبت منه أن يمتطيها فباستطاعة هذه الفلوة الهرب من
الغولة ، وأعطته ثلاث عقد ( حمراء وسوداء وزرقاء ) وطلبت منه أن يطرحها في طريق
الغولة إن اقتربت منه .
نفذ
الأمير الشاب ذلك وذلك بعد مطاردة الغولة فرمى العقدة السوداء فنمت غابة من
الأشواك أعاقت الغولة ولكن لم تمنعها ، فرم الأمير الشاب فرمى بالعقدة الحمراء
فاشتعلت نيران فانشغلت الغولة بإطفاء النار بالتراب وواصلت مطاردتها حتى اقتربت من
الأمير الشاب والمهرة فرمى الأمير بالعقدة الزرقاء فأخرجت سبعة بحور لم تستطع
الغولة النجاة فغرقت في تلك البحور .
نزل
الأمير الشاب تحت شجرة فرأى بومة فتطير منها ورماها فسقطت منها ريشة ملونة فوجد
بها جملة ( من يأخذنها يندم ومن يتركني يندم ) ، فحملها واتجه إلى مدينة كبيرة
وأخذ يغلب في الريشة فأخذت تصدر غناء عجيب فانتشر غنائها في المدينة فأمر الملك
بالبحث عن المغني ، فحمل الحرس الأمير إلى الملك ، فسأله الأمير عن الصوت فأخبره
أنها من الريشة فسأل الريشة وطلب منها أن تغني فردت الريشة بأنها لن تغني حتى يرد
طيرها وسألها الملك عن مكان طيرها فأخبرته بان من حملها يعرف مكان طيرها ليأمر
الملك الأمير بأن يأتي بالطير خلال ثلاثة أيام وإلا قتله .
يعود
الأمير للمهرة السحرية ويخبرها بالأمر لتطمئنه وتخبرها بأن يطلب من الملك قفص لكي
يصيد ذلك الطير، فيوفر ذلك القفص ، ويستطيع الأمير وبمساعدة المهرة وتعليماتها أن
يصيد الطير ( القمرية ) ويسلمه للملك .
ليتكرر
مشهد الملك مع الريش فيشترط الطير بأنه لن يغني إلا بعد أن يغني وليفه وأنه لا
يأتي بالوليف إلا من أتى به ، ليطلب الملك من الأمير أن يجلب الوليف ( رجل ملثم ) ، ويستطيع الأمير وبمساعدة المهرة في القبض على
الوليف ، فيتكرر المشهد مرة ثالثة ويشترط الوليف أنه لن يغني إلا بعد توفير خاتمه وأنه لا يأتي بالخاتم إلا من أتى به ،
ليأمر الملك الأمير بجلب الخاتم ، ويستطيع الأمير وبمساعدة المهرة وبعد أن يطلب
عدة سفن مليئة بالسمك يقوم بإطعام الأسماك في البحر ليشكر ملك البحار الأمير على
هذا العمل ويعرض خدماته فيطلب الأمير من ملك البحار أن يسترجع الخاتم ليجد ملك
البحر الخاتم في المكان الذي سقطت فيها الغولة ويسلمه للأمير الذي يتبين له أن
الخاتم هو خاتم أبيه ففيه شعار المملكة مع حيرة الشاب من العلاقة بين خاتم والده
وما جرى له مع الريشة .
عاد
الشاب إلى الملك وأعطاه الخاتم الذي طلبه الرجل الملثم فطلب الملك من الريشة أن
تغني فرفضت الغناء إلا إذا غنت القمرية وامتنعت القمرية من الغناء إلا إذا غنى
وليفها وامتنع الوليف ( الرجل الملثم ) أن يغني حتى يدخل الشاب الذي وجد خاتمه في
النار ويخرج منها سالماً .
فلما
سمع الملك بهذا الشرط أمهله الأمير ثلاثة أيام ليجد الطريقة للخروج من النار فأخبر الأمير المهرة بذلك فأخبرته بأنها سوف
تنطلق راكضة حول الدنا وقبل الموعد بساعات ستعود إليه وسيكون عرقها متصببًا فعليه
أن يغتسل منه فسوف ينجو من النار ، وخرجت تجوب الأرض .
وفي
الموعد المحدد بعد ثلاثة أيام أشعلت النار قبل ساعات من دخولها وصلت المهرة فأتسل
من عرقها ودخل الأمير في النار مما أثار سخط الناس على الملك ، ولبث الشاب عدة
دقائق دون أن تصيبه النار وخرج منها سالما فصرخ الناس وأحاطوا بالملك غاضبين ، في
حين رأوا القمرية تهتز وترتعش ويتصاعد من جسدها دخان يتجلى عن ظهور امرأة وأخذت
تصيح على الرجل الملثم : استرني ، فقفز صوبها وغطاها بشرشف كان يحمله وقد أزاح
لثامه ، فاندفع الأمير الشاب يصيح : أمي أبي ، وتعانق الثلاثة مع فرحه من الناس
والملك في غاية الغرابة ، وقد أصر أن يسمع قصتهم ، فاخبره الرجل الملثم : بانه ملك
مملكة الخير وقد تسلطت الغيلان والسعالي على بلاده وإنها كانت على وشك الهجوم على
المملكة ولكن هرب الأمير أجل من ظهور الغيلان ، كان الأمل معلقاً بأبنه الصغير في
إنقاذ المملكة وان زوال السحر يزول بعودة خاتم الملك ودخول الأمير إلى النار
والخروج منها سالم وإلا لأصبحوا طيور تحلق
في السماء .
فلما
سمع الملك ذلك نادى بالناس بأنه زوج ابنته بالأمير الشاب وجعله ولياً للعهد ،
فتصاحي الناس وكثر التهليل والتكبير ، وليتم الزواج وقد اجتمع والده وأمه وإخوته
ليعيش الجميع في خير وسعادة ([1]).
أبرز
الوحدات السردية :
اختبار معاينة الخطاب
( طالبي الزواج ) ينبغي للمتقدمين لخطبة الأميرة ( الأمير ) أن يعرضوا أنفسهم
لمعاينة الجمهور ؛ جنية في هيئة فتاة جميلة ( F234.2.5 ) ؛ زفاف
آدمي وجنية ( F303 ) ؛ نمو خارق للطبيعة ( T615 ) ؛ الهرب
باللجوء إلى حجة زائفة ( K550 )؛ الهروب بالتغلب على العقبات ( D672 ) ؛ مساعدون
خارقون للطبيعة ( N810 )؛ الحصان الناطق ( B211.1.3 ) ؛ الحصان
المساعد أو النافع ( B401 ) ؛ عقد الخرز المسحور(D1071.1 ) ؛ الطيور
المساعدة أو النافعة ( B450 ) ؛ الطائر المسحور ( B172 ) ؛ البحث عن طائر مميز بسبب رؤية ريشة
واحدة من ريشه ( H1213 ) ؛ سمكة تستعيد خاتماً من قاع البحر ( B548.2.1 ) ؛ تحول :
رجل إلى طائر ( D150 ) ؛غول يأسر مخلوقات بشرية ( G334 ) ؛ أسر على
يد الغول ( G420 ) ؛ الوحش المدمر يعيث في
الأرض خراباً ( G346 ) ؛ الغول مقتولاً ( G512 ) ؛ عقاب : الحرق حياً ( Q414 ) .
التعليق
والمقارنة :
إن
هذه الحكاية تتشابه مع حكاية ( الغولة وابن الملك ) عند صالح زيادنة والتشابه كبير
ما بين الحكايتين بشكل واضح إلى حد التطابق بين أحداث الحكايتين ([2]) ، كما يشبهها حكاية ( منشل الذهب ) وإن اختلفت بداية
الحكاية وبعض تفاصيلها([3]) ، ويشبها حكاية ( الشاطر حسن ) عند جهاد دكور وذلك في
الجزء الخاص بالريشة واكتشاف سرها ([4])، وكذلك يشبهها في حكاية الريشة الحكاية الرابعة
والأربعون من حكايات الأب انستاس الكرملي ([5]).
كما
نرى فإن هذه الحكاية مليئة بالموتيفات ، ومن الأنماط السردية في هذه الحكاية ما
نراه في كسر الزجاج بالعظام فهو يرد أيضاً في حكاية ( دويدة ) ، وكذلك اختيار
الزوجة برمي الشال فنراه في حكاية ( عشيق
الجنية ) عند عبده خال ، وفي حكاية ( جلد العير ) عند عبده خال ، وفي حكاية (
القلب وما يهوى ) عند عبده خال . [ انظر مادة ( رمي التفاح أو الليمون أو الشال
لاختيار الزوج أو الزوجة ) ] .
ومن
الأنماط أيضا مطاردة الغولة للبطل فهو يرد في عدة حكاية ومن ضمنها حكاية ( لولوة
بنت مرجان ) عند عبده خال ، وفي حكاية ( طبق بوش ) عند مفرج السيد ، وحكاية (
لولبة ) في الحكاية الشعبية الفلسطينية .
أما
حكاية الريشة وجملة ( من يأخذها يندم ومن يتركها يندم ) فالجاحظ يسأل في ( التربيع
والتدوير ) فيقول ( وخبرني عن ذلك المال الذي من أخذ منه ندم ومن تركه ندم ) ([6]) ، وترد هذه الجملة في حكاية ذو القرنين وفي سيره في
بلاد الظلمة ووصل في وادي الزبرجد ، سمعوا
خشخشة تحت حوافرهم فسأل أصحاب الملك ( ما هذا أيها الملك ؟ ) فقال : خذوا منه فإنه
من أخذ منه ندم ومن تركه ندم ، فمنهم من أخذ ومنهم من ترك ، فلما خرجوا من الظلمة
إذا هو الزبرجد ، فندم الآخذ كونه لم يكثر والترك كونه لم يأخذ ([7])وهذه الجملة ترد أيضا في الحكاية الفلسطينية ( منشل
الذهب ) .
أما
طلب الزوجة أن يسترها فهو يرد في الكثير من الحكايات وقد تحدثنا عنه في مادة (
استرني الله يسترك ) .
من كتابي ( موسوعة الحكايات الشعبية في المملكة العربية السعودية )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق