سلامة بن عافية
الراوي : حكاية
يرويها مفرج السيد .
الحكاية :
تذكر قصة فتاة مع اخوها وزوجته وترغب هذه الزوجة
في التخلص من الأخت فتحتال الزوجة على الزوج وتذكر لزوجها أن أخته ترغب في الزواج
من سلامة بن عافية فيحمل الأخ أخته إلى قصر سلامة بن عافية ( السعلو ) ويزوجه بها
، ولم تقيم الأخت عند سلامة بن عافية يسمح لها بالتجول في القصر ما عدا غرفة
يحذرها من دخول تلك الغرفة ، فتدخل الغرفة بدافع الفضول وتكتشف أن زوجها اكل
لحوم البشر وأن زوجها ( سلامة بن عافية ) يخفي جثث ضحاياه في هذه الغرفة ، ويعلم
سلامة بن عافية بان زوجته قد علمت بحقيقته فينزع قدمها ويستبدلها بقدم حمار
ويطردها من قصره بعد أن يعطيها شعره من رأسه ويطلب منها أن تحرقها إن احتاجت له.
فتسير
الفتاة حتى تصل إلى قصر السلطان وتعمل خادمة في القصر ويعجب بها ابن السلطان فيرغب
في الزواج منها ، إلا أن إحدى خدم القصر تلاحظ أن قدمها قدم حمار فتخبر السلطان وزوجته بذلك
فيقوم السلطان بالتحقق من ذلك بالدعوة لمسابقة لأجمل حناء للقدم ، فتستدعي الفتاة
سلامة بن عافية بعد حرق تلك الشعرة فيأتيها سلامة بن عافية وتطلب منه استرداد
ساقها فيعيد ساقها البشرية ، وتحوز الفتاة الجائزة الأولى بين النساء ، وتقتل
الخادمة ويتم الزواج ما بين ابن السلطان والفتاة ([1]) .
أبرز
الوحدات السردية :
الغرفة
الممنوعة ( 611C ) ؛ شعرة مسحورة
تستدعي مساعدة قوة خارقة عندما تلقى في النار (1421.3D
) ؛ زواج غير متعمد من آكل لحوم البشر (81G
) ؛ الغول أكل لحوم البشر (312G
) ؛ فتاة بملابس تنكرية وضيعة في قصر المحب (1816.2K
) ؛ الخادمة الغادرة (2252K
) ؛ غولة عملاقة ذات ثديين ملقيين خلف كتفيها (123G
)؛ التبني عن طريق الرضاعة . الغولة التي أرضعت البطل ادعت بنوته ( ( T671 ) .
التعليق
والمقارنة :
إن
زواج الوحش من الفتاة الجميلة يرد في الكثير من الحكايات الشعبية كحكاية ( الجميلة
والوحش ) وحكايتنا هذه ، وفي غيرها من الحكايات التي أوردناها في كتابنا هذا كحكاية (
مزنة مع العفريت ) وما يشبهها من الحكايات ، ومن ضمن الحكايات
المشابهة لهذه الحكاية في جزاءها الأول والتي تتعلق بسلامة بن عافية ، الحكاية الخامسة والتي يوردها الأب أنستاس
الكرملي وإن اختلفت نهاية الحكاية حيث تسطيع البطلة أن تتخلص من الوحش ([2]).
وأبرز
ما نراه في هذه الحكاية قصة الأخ مع الغولات الثلاثة وقد أوردناه في مادة ( لولا
سلامك سبق كلامك ) .
ويرد
في الحكاية أيضاً: منع البطل أو البطلة من فتح احد الأبواب المحرمة ، وقد يكون
ورود هذه الموتيفة قد تأثر بقصص وحكايات ألف ليلة وليلة ففي ألف ليلة وليلة وفي قصة (
حكاية حسن الصائغ البصري ) فقد أعطت الفتيات حسن البصري جميع مفاتيح المقاصير
وحذروه من فتح أحد الأبواب ([3])ومن القصص التي تتحدث عن ذلك أيضا قصة ابن التاجر الذي
فقد الثروة وقام بخدمة الشيوخ العشرة وسبب حزنهم وتحذير الشيخ الأخير عند الوفاة
من فتح أحد أبواب القصر ([4]).
وهو
يرد في الحكايات الشعبية العربية والعالمية وموضوعه ( الغرفة الممنوعة )، ورقمه (611C
) ، وذكره الجهيمان في حكاية ( بنت الغول ) فقد أعطى الغول الفتاة جميع الأبواب
وأطلق يدها في دخول جميع الغرف ما عدا غرفة حذرها من الدخول لها ([5])وكذلك يرد في حكاية ( مزنة مع العفريت ).
ومن القصص والأساطير في الأدب الأوروبي قصة (
بلوبيرد ) [ قاتل زوجاته ] فقد كان يتزوج المرأة بعد الأخرى ويقوم بقتل زوجاته ، وكان يعطي زوجته مفاتيح قلعته أو منزله ويخبرها إلا تفتح
باباً معينا ، ولما تفتح الزوجة الباب تجد عدد من جثث الزوجات أو بحيرة من الدم ،
وعندما يعود بلوبيرد فإنه إما يقتل زوجته أو يسجنها بحيث لا تجد ما تأكله إلا لحوم
البشر ، حتى استطاعت في النهاية زوجته الأخيرة من أن تقضي عليه ([6]) ، وهناك شبيه لهذه القصة يذكرها أيضاً شارل بيرو [ 1628
– 1703 م ) وتعرف القصة بـ ( ذو اللحية الزرقاء ) ([7]) ، ويذكر كاظم سعد الدين أن نصوص حكاية ذي اللحية
الزرقاء أو قاتل زوجته المنتشرة في إنكلترا وشرق أوروبا لها علاقة بالوحش في نص إغريقي
باسم ( سلطان العالم السفلي ) أي الموت ، وكذلك قصة كيوبيد وبسايكة ، والفكرة التي
تشتمل على هذه النصوص أشاعتها أسطورة اغتصاب الحور واطلاق عرائس الموت على العذارى
اللاتي يمتن قبل الزواج ، وفي هذه الأساطير القديمة والمستحدثة تظهر فكر الأبواب
المحظورة وغيرها من المحرمات ، وتمكن مراجعتها ومقارنتها في ملحمة كلكامش وخصوصا
ما يخص تموز ورحلة كلكامش من أجل سر الخلود ([8]).
ونرى
شبيه لذلك في الحكاية الفرنسية التي تعرف
باسم ( الوعاء الذهبي ) ، فتُعطى البطلة مفاتيح جميع الحجرات ولكن يقال لها إنها
تستطيع دخولها جميعاً إلا واحدة ، فيدفع الفضول البطلة لفتح هذه الحجرة فتعاقب على
ذلك ([9]).
أما
استبدال رجل البطلة برجل حمار واستردادها لتلك الرجل فيرد في الحكايات الشعبية
فيذكر عبده خال ما يتشابه مع قصة (سلامة بن عافية) في استبدال رجل البطلة برجل
حمار واستردادها بعد ذلك عند الزواج، ففي قصة (طيبة وحسيبة) يلعق الكلب ساقي طيبة
للتحول ساقها لساق حمار، ثم لما ترغب الملكة في تزويج ابنها بطيبة فتعمل أخت
الملكة على التشكيك في ساق طيبة فيعلن الملك عن مسابقة جري للفتيات، فيأتي الكلب
والذي أصبح شاباً ومحباً لأختها حسيبة فيعيد ساق طيبة إلى وضعها الطبيعي ([10]) ، والقصة التي ذكرها عبده خال شبيه لقصة (احتب دنيدش
والا بنتاك) عند الجهيمان([11]).
ويقول
الأستاذ عبده خال: ((ثمة أسطورة عن ملكة سبأ في تجرينيا (إرتيريا) تقول إن فتاة
تجرينية اسمها اتبي ازيب (أي ملكة الجنوب) كانت لها ساقا حمار مكسوتان بالشعر
وأنها تسمع بحكمة النبي سليمان وقوته الروحية فتقرر الذهاب إلى أورشليم لتحصل منه
على الشفاء وتسافر.
وهذه
تتداخل مع أسطورة الجنية ليليت التي تقمصت جسد ثعبان وتظهر في الليل عارية يكسوها
الشعر وهي بساقي حمار ... الخ))([12]).
وقد
ذكرت بلقيس إبراهيم الحضراني في كتابها (بلقيس التاريخ والأسطورة والرمز) شبيه
لهذا فذكرت أن الفتاة تعرف بملكة الجنوب من قبيلة التيجري وأنها قدمت كضحية لأفعى
وانقذها بعض القديسين وقتلوا تلك الأفعى وسقطت قطرة من دم تلك الأفعى على كعب
رجلها فتحولت إلى حافر حمار وملكها قومها بعد أن قتلت الأفعى، ولما سمعت بملك
سليمان وقدراته على مداواة أي علة قررت الذهاب إليه .. الخ القصة([13]).
وفي
كتب التفسير أن الجن خافت من زواج سليمان عليه السلام من بلقيس فقالوا لسليمان أن
رجلها رجل حمار وأن أمها من الجن فبنى لذلك الصرح([14]) .
من كتابي ( موسوعة الحكايات الشعبية في الممملكة العربية السعودية )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق